كنت أستمع لهيئة الإذاعة البريطانية هذا الصباح عندما سأل المذيع عن أنواع الرياضات البدنية التي يفضل المستمعون ممارستها للحفاظ على لياقتهم.
تكررت الإجابات في سياق مشابه؛ فمن قائل إنه يمارس رياضة المشي لأنها تناسب عمره، ومن قائل إنه يكتفي بحركات وتمارين صباحية، ومن يقول إن له برنامجًا يوميًا لممارسة ألعاب رياضية منوعة للحفاظ على الصحة واللياقة الجسمانية…
أحد المستمعين من جمهورية تشاد أتى بالإجابة التي كنت أنتظرها… قال: أنا لا أفضل أي رياضة لأنني لا أحتاج إليها، حياتنا كلها رياضة. منذ أستيقظ في الصباح إلى أن آوي إلى فراشي ليلا أكون ما بين مشي على القدمين وجري وحمل للأثقال!
يصف الرياضيون الشخص الذي يكون رياضيًا بطبعه ولا يتكلف ذلك، بأنه رياضي مطبوع. ويبدو أن صاحبنا من جمهورية تشاد من أولئك الذين صارت حياتهم في الأصل رياضة، فهو رياضي مطبوع.
كنتُ حتى عمر الخمسين أمارس رياضة الركض يوميًا، فشكوت من خشونة الركبتين، فأمرني الطبيب بالاكتفاء بالمشي، ثم شكوت إلى الطبيب مشاكل في الكعبين، فمنعني من المشي أكثر من ثلث ساعة في اليوم… هذا هو مقدار المشي الذي يوصلني للمسجد مرتين في اليوم.
ذات مرة كنت في العاصمة السعودية الرياض بصحبة المشير عبد الرحمن سوار الذهب والدكتور السفير خالد فتح الرحمن، في طريقنا لإيصال المشير إلى مقر سكنه، فطلب إنزاله من العربة قبل مسافة من المكان الذي يقصده، قائلا لنا: من يترك المشي يتركه المشي! ورد عليه الدكتور خالد: والإنجليز يقولون عن الرجلين:
Use them or lose them.