(1) والشاعر الكبير هاشم صديق يقول في إحدى قصائده (ادونا بس حق الصبر، خلونا من غش الكلام، وعد الرخا وليلة القدر، خلونا من كضب البشاير في القصايد والجرايد، أدونا بس حق الفطور، اعفونا من حق العوايد والنفايات والدوا، وكفاية فك عكس الهوا، يامؤمنين الشعب وين؟تأكلوا الثمر والشعب تدوه النوا).
(2) ومرة عند اللزوم، او مرة كل ست ساعات، او مرة في اليوم نسمع ونقرأ بأن السلطة الإنقلابية، وعبر أذرعها المدنية، المزروعة في كل مفاصل الدولة، وهي بالضرورة اذرع تابعة أما للحركة الإسلاموية أو تابعة لحزب المؤتمر الوطني البائد، والذي لم تتم ابادته أو لم يتم تفكيكه بعد، ومن أهم هذه الاذرع وزارة المعادن، هذه الوزارة وكأنها اقسمت ان لا تدع حجر على حجر، او جبل على جبل، والا ذهبت لاستكشاف المعادن النفيسة فيه، وما نما ووصل إلى سمعها أن المنطقة الفلانية بها أي نوع من المعادن والا سارعت وقبل أن يرتد إليها طرفها ، قامت بارسال وفودها لتلك المنطقة، وقد جاء في باب أخبار البحث الحثيث عن المعادن، واستخراجه، ان وفداً سوفيتياً كبيراً، من الذين لهم باع طوويل في استخراج المعادن، وعبر التقنيات الحديثة ، قد حطوا رحالهم بالولاية الشمالية، وفي ضواحي حلفا، وذلك للكشف عن المعدن الاصفر النفيس.
(3) والسؤال هنا ماذا استفاد الوطن والمواطن من كميات الذهب التي استخرجت سابقا أو حتى التي استخرجت بالامس القريب؟ولم نر لتلك الأطنان من الذهب اي تأثير على واقعنا المعاش، ويبدو لي أن الاجابة على أسئلتنا ستكون أن التهريب كان سبباً رئيسياً في ذلك، دون أن يذكروا لنا ان إيرادات الذهب ربما ذهبت لشراء الغاز المسيل الدموع، والرصاص المطاطي أو الحي أو طلقات الخرطوش، وكلها أسباب واهية وغير منطقية وغير مقبولة من غالية الشعب، لذلك نقول لأهلنا بالولاية الشمالية، ابقوا عشرة على معادنكم، انها ثروات أجيالكم القادمة، وهؤلاء المعدنون الجدد لن يربقوا فيكم إلا ولا ذمة، ولا صلة رحم أو قربى، مصالحهم ومصالح من أتوا بهم، هى في المقام الأول، وبعد ذلك لا شيء يهم، وهنا لابد لنا من تكرار السؤال القديم الجديد، ماذا تركتم للأجيال القادمة، ؟وأخشى أن يخرج علينا أحد الذين برعوا سابقاً وحالياً في توظيف آيات القرآن الكريم لخدمة مصالحهم، أخشى أن يخرج علينا ويقول لنا تركنا لهم سورة الواقعة، وبالطبع هذا إرث عظيم، مرحباً به، ولكن لا مرحباً باستغلال موارد الأجيال القادمة، الذين اذا تواطأوا بالصمت، فانهم لن يجدوا حتى الكرتة او النوا، الذي تركوه لنا في عهود سابقة، وتبت يد أعداء الثورة ومن ساعدهم.
الجريدة