صدرت أوامر من السلطة الانقلابية الحاكمة لبنك السودان بضرورة الإسراع بطباعة 800 مليون روقة نقدية من فئة 1000 جنيه وقام بنك السودان وعلى وجه السرعة وبدون طرح اي عطاء عالمي بتكليف ثلاثة جهات لإنجاز هذه المهمة كما يلي :
- شركة سويسرية تم تكليفها بطباعة 400 مليون ورقة
- شركة أماراتية تم تكليفها بطباعة 300 مليون ورقة
- شركة صك العملة السودانية تم تكليفها بطباعة 100 مليون ورقة .
وشدد بنك السودان أن المدة التي طلبتها هذه الشركات وهي من ٤ إلى ٦ أشهر لطباعة هذه الكميات غير مقبولة وعلى هذه الشركات تخفيض المدة لأقصر فترة زمنية ممكنة .
ورغم أن بنك السودان لم يصدر اي بيان رسمي ولكن هذه المعلومات متداولة بشكل مكثف وكما نردد دائما أن الخرطوم عاصمة لا تعرف الأسرار .
وغير بعيد من هذا الخبر نشرت إحدى صحف الخرطوم أمس أن عدد المصانع في السودان تبلغ 7500 مصنع لمختلف الصناعات والتي تعمل الآن فقط 1400 مصنع والمصانع الأخرى توقفت عن العمل جراء الضائقة الاقتصادية ونفس الخبر يقول حتى المصانع العاملة تعمل فقط ب 20% من طاقتها التصميمية وهناك الآلاف من العمال في هذه المصانع تم إيقافهم من العمل .
والكل تابع ما جرى في أسواق بعض المدن مثل سنار والتي اضرب فيها التجار عن مزاولة عملهم نتيجة لمضايقتهم من الضرائب والتي فرضت عليهم مبالغ كبيرة فوق طاقتهم . وهناك أيضا أنباء عن توقف العمل في سوق ليبيا الشهير بام درمان .
وطالعت خبرا آخر من رئيس شعبة منتجي الألبان بولاية الخرطوم يقول أن السعر المجزي للمنتج حتى يستمر في إنتاج الألبان هو 1000 جنيه للرطل الواحد !!!!!!!
وإذا اضفنا إلى كل ذلك الزيادات الكبيرة التي حدثت في رواتب العاملين في قطاع الكهرباء فإن بقية القطاعات في الدولة لن تقف مكتوفة الأيدي فمن غير المقبول ولا غير المنطقي أن يكون راتب المعلم في حدود 40 الف وطبيب الامتياز أقل من 25 الف بينما العاملون في قطاع الكهرباء يصل الحد الأدنى لرواتبهم 500 الف !!! اين العدالة في ذلك . نعم العاملون في قطاع الكهرباء يستحقون ذلك ولكن ما بال بقية القطاعات في الدولة .
والواضح أننا دخلنا مرحلة الانهيار الكلي للاقتصاد وبعد طباعة هذه الأوراق التي ذكرناها في بداية المقال وتداولها في الأسواق ستهبط القيمة الشرائية للجنيه السوداني إلى مستوى غير مسبوق في تاريخ السودان . وقيمة ال 1000 جنيه ستكون أقل من قيمة ال100 جنيه حاليا .
الوضع يزداد تأزيما يوم بعد يوم والمكون العسكري متشبث بالسلطة بدواعي عدم الاتفاق بين المدنيين . والمكون العسكري ومعه الانقلابيون لا يريدون أن يعترفوا انهم فشلوا فشلا ذريعا في إدارة شؤون الدولة.
وإذا استمر هذا الوضع الكئيب فإن ثورة الجياع أصبحت قاب قوسين أو أدنى من ذلك . هذه الثورة التي لن ترحم لا البرهان ولا حميدتي ولا جماعة الوفاق ولا الحركات المسلحة ولا قوى الحرية كلكم ستحترقون بنيران هذه الثورة والتي ستحرق الاخضر واليابس .
عودوا الى رشدكم قبل أن يبتلعكم طوفان ثورة الجياع .
والله المستعان