التقارير تقول أن أحد جنرالات الانقلاب (برتبة الفريق الإنقاذية) يمارس حالياً في دولة البرهان كل الصلاحيات الموكولة لوزارة الخارجية والبنك المركزي والمالية معاً..دعك من السلطات الأمنية..! ولا تقل أين وزير الخارجية وأين المحافظ وأين وزير المالية..؟ ولا تغرّنك (الأعمال العائلية) والتصديقات والإعفاءات التي يقوم بها جبريل إبراهيم؛ فهي من الهوامش الصغيرة المحدودة (المسموح له باللعب فيها) تحت ولاية هذا الجنرال الإنقاذي الذي يحاول أن يكسي وجوده بالغموض بينما هو معلوم للكافة…وحكمة الله أن جماعة الإنقاذيين يُعرفون بشرورهم..و(لا تخفى منهم خافية)..!
وتورد التقارير أن هذا الجنرال الذي يقف خلف الكواليس ويتسيّد إدارة دولة البرهان له علاقة وشيجة لا تخفى بقائد (الدعم السريع) بحيث أصبح يلعب حالياً دوراً مزدوجاً (هنا وهناك) وتتمثل خطورته في أنه يلعب على الحبلين و(يستثمر في الفراغين)…! وهو معروف بما كان يمارسه في السابق خلال عهد الإنقاذ حيث كان مسؤولاً عن إدارة أموال (حركتهم إياها) بالخارج..وقد كان (سعادته) من اكبر المنزعجين من قرارات لجنة تفكيك الإنقاذ واسترداد الأموال المنهوبة من الدولة…! وأنت ترى الآن السرعة الصاروخية التي يتم بها إعادة الشركات والمرافق والأموال والأرصدة العامة المسروقة من الدولة إلى لصوص الإنقاذ الذين طالتهم يد العدالة وصادرت منهم ما نهبوه..بل إطلاق سراح القتلة الذين أوقفتهم المحاكم..ولا تسلني عن موقع ديوان النائب العام والقضاء (من الإعراب)..بل أسأل أهل علوم القانون..والنحو..!!
هذا الرجل جمع بين يديه سلطات ضخمة لا مسوّغ لها..وقد أعانه على ذلك الفوضى الضاربة التي أطلقها الانقلاب..!! فأنت الآن لا تعرف من يدير الدولة..؟! هل هو مجلس السيادة الانقلابي؟ أم مكوّن البرهان العسكري؟ أم الحكومة (الشبحية)؟ أم لجنة المخلوع الأمنية؟ أم جماعة الهاربين بالخارج؟ أم فلول الداخل؟ أم أيادٍ من وراء الحدود..؟! وفي وسط هذه الفوضى تمدّد الجنرال وحاز بين يديه على سلطة يوجهها كيف شاء..ولا تسأل عن المؤسسات الحكومية أو القومية أو دواوين الخدمة عامة..ولا تقل أين وزارة الخارجية..وقبل أيام شهدنا كيف أن وزير الخارجية الهُمام يشارك في مؤتمر الحوار التشادي لحل مشكلة تشاد بين الحكومة والحركات التشادية المسلحة..فهل رأيت عبقرياً مثل هذا الرجل..؟! لا يُستشار في الاتفاقيات والزيارات الخارجية لقادة الانقلاب ولا في المعاهدات التي يبرمها البرهان وحميدتي مع دول العالم لكنه يضرب المثل في الإيثار.. بيته يحترق فيتركه ويهب لإطفاء النار في انجمينا وأبشّي..!!
هذا الجنرال هو الذي ينسج التحالفات بين شراذم الثورة المضادة وأعداء التحوّل المدني الديمقراطي ويلعب دور التخريب الذي كانت تقوم به حركتهم وحزبهم ولجنتهم الأمنية ومليشياتهم ومؤسسات تمويلهم..ويحاول أن يغزل (بكدر حمار) ثياب حاضنة سياسية متوهّمة من شتات ورميم إدارات أهلية مُخترعة، وجذاذات أحزاب كرتونية مُصطنعة، وأعضاء حركات مسلحة تعمل بالتجارة العمومية..وشيوخ صوفية (في دائرة الخرف المتأخر) ولميم من (عنقالة وسماسرة) يلهثون خلف الإعفاءات والتصديقات والمال السايب..!!
هل يظن هذا الجنرال انه غير معلوم للناس وهو يختفي تحت الأزياء النظامية ويجلس تحت النجوم والشارات التي استرخصتها الإنقاذ ووضعتها على الصدور والأكتاف وأفقدتها مدلولها وقيمتها ومعناها…؟؟ الله لا كسّب الإنقاذ..!
murtadamore@yahoo.com