*إذا كان سؤال الهوية يشكل قلقاً مجتمعياً في الداخل فإنه في خارج السودان يشكل هاجساً تربوياً، خاصة للسودانيين الذين لجأوا للدول الغربية وأصبحوا مواطنين بها.
*صحيح أنهم استقروا وانتظمت حياتهم هناك ووجدوا مبتغاهم من الحياة الدنيا لكنهم يواجهون تحديات اجتماعية وتربوية مقلقة.. لذلك ليس بمستغرب هذا الاهتمام المقدر بشأن مستقبل أولادهم وبناتهم.
*هذا الاهتمام الذي جعلهم يبحثون عن سبل تجسير الهوة بينهم وبين بناتهم وأبنائهم كما حدث في سدني، ورأينا كيف تجاوب الشباب وشرعوا في إقامة مناشط ثقافية وفنية ورياضية بالتنسيق مع كبارهم/ن دون أن ينفصلوا عن المجتمع الذي أصبحوا جزءًا منه.
“*صوت السودان” البرنامج الإذاعي الذي يبث ساعة من كل يوم أحد من إذاعة ليفربول أولى هذه القضية التربوية والمجتمعية اهتماماً خاصاً ضمن المساعي المبذولة لتجسير الهوة بين الأجيال ولحماية الشباب من الانحراف ومن الانجراف نحو تيارات الغلو والعنف.
*تابعت الحلقة التي استضافت فيها الإعلامية سحر يوسف الفنان والإعلامي راشد أنور مع كوكبة من الشباب -آمال وسهى وياسر- في دردشة مفتوحة حول التحديات التي تواجه الشباب في الحياة الاجتماعية في أستراليا.
*تناولت الحلقة في ذلك العام بجرأة بعض المنغصات التي يواجهها الشباب من بعض رفاقهم/ن خاصة في مرحلة الدراسة الثانوية من تحرش أو نعوت عرقية سالبة، وكيف أنهم واجهوها وتجاوزوها بعيداً عن ردة الفعل الانفعالية. واتفق الجميع على أنها مشاكل عابرة سرعان ما تتراجع مع ازدياد الوعي والنضج الذهني والسلوكي.
*أرسل الشباب السوداني الأسترالي رسالة واضحة للآباء والأمهات وأولياء الأمورطمأنوهم/ن فيها كي لا ينزعجوا لأنه كما قالوا: “من المستحيل أن يخافوا عليهم/ن أكثر من أنفسهم/ن”، لكنهم اشتكوا من البعد النفسي والاجتماعي الذي يعانون منه داخل الأسر.
*في لقاء آخر ضمني والأستاذ عباس محمد سعيد الخبير التربوي في مجال دعم الآباء وحماية الأطفال في منظمةUniting -عليه رحمة الله – استضافتنا الإعلامية سحر يوسف وكان محور الحلقة حول التحديات التربوية التي تواجه الأسر السودانية الأسترالية في أستراليا، وكان هناك اتفاق على أن المسؤولية الأكبر تقع على الآباء والأمهات وأولياء الأمور خاصة في السنوات الخمس الأولى من عمر أكبادنا التي تمشي على الأرض.
*نبهنا أيضاً إلى ضرورة الاستماع للناشئة وتشجيهم/ن وتحفيزهم/ن وعدم إحباطهم/ن أو الانشغال عنهم/ن مهما كانت درجة مشغوليتنا لأن قفل الباب أمامهم/ن في البيت يوسع الهوة بيننا وبينهم/ن ويدفعهم للبحث عن من يستمع إليهم/ن خارج الأسرة وهذا قد يعرضهم/ن إما للانحراف الأخلاقي أو الارتماء في أحضان تيارات الغلو والتطرف والعنف.
- خلصنا إلى ضرورة تحقيق التوازن المطلوب لأبنائنا وبناتنا بين ثقافتنا وقيمنا الخاصة وبين الثقافة والقيم السائدة في المجتمع الذي يعيشون فيه دون انكفاء على الذات أو تقليد أعمى بلا هدى أو بصيرة.