كشف العميد الطاهر أبو هاجة، مستشار الفريق البرهان عن البون الشاسع بين الشخصية السياسية والعسكرية في قراءة الأحداث والتعامل مع الامور السياسية، التي تحتاج الى قراءة اعمق من تصريحاته عن مشاركة رئيس المجلس الانقلابي في اجتماعات الأمم المتحدة وقوله انها ستطوي صفحة ماضية في العلاقة مع الغرب والولايات المتحدة، وأن البرهان سيخبرهم أن الجيش هو الأكثر حرصاً على التحول المدني الحقيقي لأنه سيحكي الرواية الكاملة من البداية الى النهاية .
هذا الحديث الموغل في السطحية يؤكد أن أبو هاجة يقرأ فقط العنوان ويهمل التفاصيل ، تبهره ظواهر الأشياء ويجهل بواطنها وجوهرها ، فالرجل ظلم العالم والأمم المتحدة ( ظلم الحسن والحسين ) عندما اعتقد أن المجتمع الدولي ينتظر ربع معلومة من البرهان!! ليعيد حساباته ويراجع مواقفه في كيفية التعامل مع السودان وهل العالم بعيد عن مايدور في السودان وعن (الذي حدث) وما زال يحدث ، وهل ما قام به الانقلاب يحتاج الى رواية كاملة أو ناقصه إن كانت من البرهان أو من غيره.
العالم رأى بأم عينه ما عانى منه الشعب السوداني من ويلات وما ارتكبه النظام الانقلابي من جرائم ضده وما تعلمه الأمم المتحدة عن الوجه الحقيقي للانقلاب يجهله ابوهاجة نفسه ، فالبرهان هو الحاكم الباطش الذي مارس كل انواع الظلم على شعبه وخالف اعراف وتقاليد الأمم المتحدة كمنظمة منوط بها حماية حقوق الإنسان.
ولم يستطع البرهان أن يحكي الرواية كاملة، لم يحك عن ما ارتكبه نظامه من جرائم وقتل واغتصاب واعتقالات سياسية وعنف منظم وممنهج ضد الثورة السودانية ، لم يحك الرواية كامله انه تسلل ليلاً وسرق حلم الشعب تحت تهديد السلاح والبندقية ، لم يحك انه خان ثورة ديسمبر المجيدة التي لولاها لظل البرهان شخصية نكرة لا يعرفه الا أهل بيته ، لم يحك عن ما حدث في دارفور والنيل الأزرق ، فما حكاه البرهان لا جديد فيه ، الجملة الأكثر تكراراً فيه أنه قال سيسلم السلطة للمدنيين والقوى السياسية المؤمنة بالتحول الديمقراطي (عدا المؤتمر الوطني) العبارة التي يتم سحبها واضافتها في خطابات البرهان (حسب الظروف ) فكل ماذكر في خطابة العالم ليس بحاجه الى سماعه.
وحديث ابو هاجه أن المشاركة في اجتماعات الأمم المتحدة ستطوي صفحة ماضية في العلاقة مع الغرب والولايات المتحدة ، ولابد أن يعرف الغرب حقيقة ما يجري في السودان ، تؤكد جليا ً ان العسكر فعلاً ينتظرون الغرب ويحتاجون دعمه ومساندته ، وأن ابو هاجة أصبح ايضاً رجل سفارات ومنظمات ، سبحان (مغير الأحوال )!!
ويختم العميد حديثه قائلاً عذراً لمن ظن أن الأشياء هي الأشياء ، وهذه العبارة تحديداً تبدو وكأنما ابو هاجة يخاطب نفسه لانه هو من ظن أن الأشياء هي الأشياء !!
طيف أخير:
أحياناً قد لا يكون التصدع على المرآة .. الوجوه التي تنظر فيها هي التي تحمل ندوباً واضحة
الجريدة