🔥الأستاذة أمل الطيب ،
تحيات طيبات وحمدا علي سلامة العودة .
بالنسبة لاستفسارك عن المسؤول من دعوة البرهان لزيارة نيويورك ، فإنني لا أملك إلا أن اشكرك كثيرا علي هذا السؤال الهام والذي برغم بساطته ، فآنه يمثل الحلقة الغائبة عن السواد الاعظم من الناس . فكثيرون يجهلون اجابته سيما وأن أرجوزات التحليل الوهمي تباروا في تغبيش الرؤية عندما تغافل المدققون عن التمحيص واستبانة الإجابة الصحيحة . وبالنتيجة أفرز الوضع خلاصات ونهايات خاطئة .!
لنبدأ التصحيح ….
اولا ، البرهان لا يقوم حاليا بزيارة الي امريكا وانما الي الامم المتحدة .الزيارة ليست رسمية او شخصية للولايات المتحدة كما تشتهي ، وتروج ابواق الانقلابيين وما يفتئ به أرجوزات التحليلات الفطيرة والخاطئة . فأمريكا لاتعترف بالبرهان ولا بإنقلابه ، والفيزا لنيويورك تشابه ماكانت عليه فيزا العمرة التي لا بتعدي نطاقها مطار جده ومكة والمدينة فقط !
ثانيا :
البرهان يقوم بزيارة الامم المتحدة لمخاطبة الدورة 77 للجمعية العامة بصفته رئيسا لمنظمة الايغاد في دورتها الراهنة وليس كرئيس للسودان كما يدعي اعلام الانقلابيين “والموزيبن” المعطوب .
ثالثا:
الفيزا الممنوحة لبرهان صالحة فقط للتحرك ضمن محيط جغرافي قطره 40 كيلومترا داخل نيويورك فقط ( مقدار المسافة من السلاح الطبي بامدرمان والي تفتيش سوبا في طريق مدني / الخرطوم) . هذه الفيزا المشروطة لا تخوله زيارة حتي جسر نيوجرسي في الضفة الاخري لنهر هدسون الا بطلب ، وموافقة مكتوبة من الخارجية الامريكية التي لا تعترف بانقلاب البرهان ! فالبرهان محبوس في جزء واحد وصغير جدا من أجزاء نيويورك الخمسة (برونكس ، بروكلين، مانهاتن ، كوينز وجزيرة ستاتين حيث تمثال الحرية) ، ولا يستطيع ان يغادر مدينة نيويورك الي اي وجهة تقع خارج نطاق 40 كيلومترا من دوّار( صينية) كولومبوس بوسط مانهاتن !!!
الدعوة المقدمة من الامم المتحدة للايغاد هي دعوة روتينية تُقدم كل عام للايغاد وهي الجهة التي تبتعث رئيسها الي نيويورك لمخاطبة الجمعية العامة . ومع الفوارق الكثيرة ، فلابأس من التذكير بزيارة مماثلة للراحل جعفر نميري في 1979خاطب الامم المتحدة كرئيس لمنظمة الوحدة الافريقية آنذاك . فالايغاد منظمة اقليمية شأنها شأن الجامعة العربية والاتحاد الافريقي ومنظمة المؤتمر الاسلامي وغيرها من المنظمات التي تتعامل معها الامم المتحدة .
النتيجة هي ان الامم المتحدة لم ( أكرر -لم ) تدعو البرهان بصفته كقائد للجيش السوداني او مجلس السيادة الانتقالي الذي عبث به وقضي عليه ، او كشريك في الانتقال الديموقراطي . فموقف الامم المتحدة ظل متسقا في رفضه المبدئي للانقلاب ، ومنذ يومه الاول . الدليل تحمله التغريدة المرفقة الصادرة من الامين العام بعد ساعات من انقلاب البرهان في 25 اكتوبر 2021 والذي رفضه وندد به الامين العام بصرامة ووضوح . ومثلما فعلت الامم المتحدة والاتحاد الاوروبي وبريطانيا والولايات المتحدة في رفض انقلاب البرهان ، فان الاتحاد الافريقي هو الاخر قام بتجميد عضوية الانقلابيين فورا ، ولا يزال التجميد ساريا .
بعدما عرفنا حقيقة الدعوة التي تلقاها البرهان بوصفه رئيسا للهيئة الحكومية للتنمية (IGAD) ( وهي كما قلنا منظمة افريقية شبه إقليمية مقرها دولة جيبوتي، وتأسست في عام 1996 بديلا للسلطة الحكومية الدولية للإنماء والتصحر (IGADD) التي أنشئت عام 1986، بهدف مقاومة الجفاف والتصحر .) ، فان السؤال الاستطرادي هو : لمن نوجه اللوم والعداء والاحتجاج علي زيارة برهان لنيويورك ؟
الاجابة : منظمة الايغاد !
فهذه المنظمة الكرتونية التي ترضي برئاسة البرهان الانقلابي لها ، رغم تجميد الاتحاد الافريقي لعضوية السلطة الانقلابية في السودان تستحق نقدنا الشديد بل والمطالبة بالانسحاب منها متي ماعادت الشرعية لحكم السودان وعاد لوزارة الخارجية السودانية ما نعرفه عنها من رصانة وحسن تدبير للشأن الخارجي ! فالايغاد ليست سوي ناديا للصوص القرن الافريقي وحكامه الفاسدين ولا يشرفنا الانتماء لها . يحب ان نصعد الحملة ضدها وندعو للانسحاب منها . فنحن نتشارك عضويتها مع بلدان تمثل العنوان الاعرض للفساد السياسي في افريقيا ( جيبوتي ، السودان ، جنوب السودان ، الصومال ، كينيا ، أوغندا ، إثيوبيا ، و إريتريا ).
تبا للايغاد ورؤساء للايغاد ولتذهب للجحيم ، والمجد والخلود لشعوب الايغاد المقهورة ….
https://www.facebook.com/556253411/posts/pfbid0hAagB7gwgQuhJxy1MkPcyi2CnGdz6ByUCzSA4tkLVzGUwF1CBghbN2wnv73Guy9Bl/?sfnsn=mo