الخرطوم – التحرير:
ولجت إيناس محمد أحمد مباني التلفزيون وهي في الرابعة من عمرها، عندما كانت تظهر مع والدتها المذيعة إنصاف محمد أحمد مقدمة برامج الأطفال؛ لتبدأ مسيرتها الإعلامية عبر تقديم البرنامج الشهير (جنة الأطفال)، ومازالت (ماما إيناس) وصورتها عالقة في مخيلة كثيرين من خلال تقديمها برامج الأطفال، على الرغم من ابتعادها عن برامج الأطفال منذ نحو 15عاماً.
بمثل ما حققته من نجاح في تقديم برامج الأطفال استطاعت د.إيناس أيضاً أن تنجح في تقديم عدد من البرامج عبر الفضائية السودانية، وصقلت خبرتها وتجربتها الإعلامية بالدراسة، ونالت درجة الدكتوراه في بحث ربط بين تخصصها الأكاديمي وعملها في مجال الإعلام، وكان بعنوان “دور الاتفاقيات الدولية في الحماية من مخاطر الإعلام المرئي والموجه”.
( التحرير) جلست في دردشة خفيفة مع المذيعة الدكتورة إيناس محمد أحمد، وحاورتها في موضوعات مختلفة.
* على الرغم من تنقلك بين عدد من البرامج التلفزيونية إلا أن (ماما إيناس) ما زالت صورتها عالقة في مخيلة كثيرين من مشاهدي الفضائية السودانية، كيف ترين ذلك؟
– شيء طبيعي أن الناس تأخذ عنك انطباع بالظهور الأول، وأنا تركت تقديم برامج الاطفال منذ 15عاماً. قد تكون العاطفة هي السر وراء ذلك الارتباط.
* من خلال خبراتك في تقديم برامج الأطفال.. هل تعتقدين أن البرامج الخاصة بالأطفال في قنواتنا السودانية جسدت حقوق الطفل السوداني الإعلامية التي يرى بعضنا أنها مازالت مهضومة؟
– حقوق الطفل الإعلامية في السودان موجودة، لكنها ليست واسعة الانتشار، ونجد أن هنالك دولاً أقل نمواً من السودان بكثير قامت بتخصيص قنوات للأطفال؛ أتمنى أن تعود مرة أخرى فكرة أن تكون هناك فضائية سودانية خاصه بالأطفال.
* تجربتك في التعامل مع الأطفال من خلال برنامج (جنة الاطفال)، هل أفادتك في التعامل مع أبنائك؟
– أكيد تعاملي مع الأطفال فترة طويلة، والدورات التدريبية لإعداد وتقديم برامج الأطفال التي شاركت فيها استفدت منها في تعاملي مع أبنائي، فقد شاركت خلال فترة عملي في تقديم برامج الأطفال في 8 دورات تدريبية تحت إشراف اليونسيف حول كيفية تقديم برامج الأطفال؛ إضافة إلى 9 دورات في مجال المعالجة النفسية للطفل.
والحمد والشكر لله أحسب أننا نجحنا أنا ووالدهم في تربيتهم، مع ملاحظة أنني لم ألجأ إلى العنف أو الضرب إطلاقاً في تربيتهم، وإنما انتهجنا أسلوب الحوار، وغرس القيم، واتباع السلوك السليم.
* الآن من خلال تجربتك الإعلامية الطويلة اتجهت إلى تقديم البرامج الحوارية.. هل وجدت صعوبة في الانتقال إلى مثل هذه البرامج؟
– على النقيض، العمل في مجال برامج الأطفال أصعب أنواع البرامج من ناحيتي التقديم والإعداد، وتجربتي مع البرامج الحوارية انتقلت اليها أيضاً بعد دورات تدريبية، آخرها كان في اتحاد الاذاعات العربية في تونس، وكانت حول فن الحوار التلفزيوني.
* ما بين دراسة القانون والعمل في الإعلام.. هنالك تباعد كبير، كيف تمكنت من الربط بينهما؟
– القانون يجعل الإنسان يطلع على علوم كثيرة، ودراسته ممتعة، وأنا مزجت بين القانون والإعلام في دراساتي العليا؛ فكان بحث الدكتوراه حول الاتفاقيات الدولية والإعلام المرئي الموجه.
* تغيبين عن البث المباشر، وتقديم النشرات الاخبارية؟
– برامجي التي أقدمها الآن برامج تقدم على الهواء مباشرة برنامج (أكثر من زاوية)، وبرنامج (العدل والقانون)، لكنني لم أقدم نشرات الأخبار.
*في ظل انتشار القنوات الفضائية.. هل راودتك فكرة الانتقال إلى أي قناة أخرى أو الالتحاق بفضائيات عربية؟
– قدمت لي عروض بالفعل من داخل السودان وأخرى من خارجه، لكنني لم أتحمس للغربة، إضافة إلى أن ظروفي الأسرية لا تسمح لي بالعمل خارج السودان.
*هل النجومية الإعلامية خصمت من رصيدك الاجتماعي؟
– الرصيد الاجتماعي مهم لكل إنسان، ومهم جداً للإعلامي، ومن دون هذا الرصيد ستكون نجوميته وجماهيريته ضعيفة، والإعلاميون لهم دور مجتمعي مهم، أما إذا كان القصد الاجتماعيات، فهذه اجتهد فيها، وأحرص قدر الإمكان على ألا أقصر في هذا الجانب، مع أن العمل في الإعلام مرهق وصعب.
*هنالك اتهام لمذيعات الفضائيات بأن جل اهتمامهن أصبح ينصب في المظهر الخارجي من ون التركيز في القدرات المهنية والعقلية … ما تعليقك؟
الاتهام هذا غير صحيح، والمذيعات السودانيات بخير، وهن شابات (زي الورد)، علينا أن نرعاهن وندعمهن ونوجهن، حتي نستفيد من عطائهن، وموضوع الاهتمام بالمظهر الخارجي مهم أيضاً، ويجب أن يصاحب الاهتمام بالمظهر الاهتمام بالشخصية، ولا بد للمذيعة أو المذيع من مظهر محترم، وكاريزما جذابة، وقدرات ومهارات حتى يصبح متميزاً.
*كيف تنظرين إلى تجربة هذا الجيل من المذيعين، وماذا ينقصهم لمواكبة التطور في الإعلام؟
– جيل اليوم شباب وشابات يحتاجون إلى الرعاية والتدريب والاطلاع على تجارب من سبقهم من الإعلاميين في السودان وخارجه.
*في تقديرك هل حقق المذيع السوداني نجاحاً في الفضائيات الخارجية ومثل السودان بشكل جيد؟
– نعم، إعلاميون سودانيون كثيرون لمعت نجوميتهم بقنوات وإذاعات بالخارج، وهم يمثلون السودان بشكل ممتاز، فهم سفراء لنا.