استمعت إلى حديث وزير التربية في المؤتمر الذي أُعلِنَت فيه نتيجة الشهادة السودانية، ففجعني والله مستوى رداءة لغة الوزير الذي ظل يرفع وينصب ويجر كيف اتفق! مع سوء عجيب في مخارج الحروف ونطقها.
لقد سعيت لإيجاد تخريجات نحوية لرفع الوزير ونصبه وجره في مدارس النحو واللغة، فبحثت في مدرسة الكوفة والبصرة وبغداد والخرطوم وطوكيو، وأم دم حاج احمد، وحمداييت، وشنقلي طوباية، وتمبول، فما وجدت تخريجًا لها سوى جهل الوزير بالحد الأدني من صحة اللغة المنبرية، ولو أنه تحدث بالعامية السودانية لكفانا الأذى الجسيم الذي أوقعه بآذاننا وأذواقنا.
لقد فطن أحد أساتذة الإحصاء بجامعة سودانية إلى سوء لغة الوزير، فأرسل لي رسالة بذلك، فأعدتُ مشاهدة المؤتمر في يوتيوب، فوجدت عجبًا من جرأة الوزير على المنبر، وعجنه اللغة عجنًا لا يليق بأي شخص متعلم، وقد كشف أستاذ الإحصاء غير المتخصص في اللغة العربية، انحطاط لغة الوزير، فكيف بالمتخصصين؟! تذكرت عند سماعي خطاب الوزير النادرة التي تقول إن رجلًا قرأ ( في بيوتٌ أذن الله أن تُرفع…..) فلما أنكروا عليه رفع بيوت المجرورة بفي قال لهم : لقد أذن الله أن ترفع!! وتذكرت الملاحن التي اوردها الإمام ابن الجوزي ٥٩٧هـ، في كتابه ( أخبار الحمقي والمغفلين)، ففيها حالات من جهل اللغة تشبه ما أصاب اللغة في مؤتمر اليوم.
كان الأجدر بهذا الوزير اللُّحنة أن يكلف أحدًا غيره جيد اللغة بقراءة خطاب المؤتمر، أو أن يكتب الخطاب مضبوطًا بالشكل ليقلل أخطاءه في المنبر، لكن الواضح أن هذا الوزير تستوي عنده (السترة والفضيحة)، وأن (الاعوَج والعديل عنده واحد)، نسأل الله أن يكون هذا الوزير غير متخصص في أي لغة من اللغات، ونسأل الله أن يجبر كسر اللغة العربية ويحسن عزاءها في المصيبة التي حلت بها اليوم في مؤتمر الشهادة السودانية، ولا حول ولا قوة إلا بالله، أو كما يقول صديقي المناضل عثمان شبونة (أعوذ بالله) !
**
سعد عبدالقادر العاقب سعد
جامعة بحري/ كلية اللغات
الخميس ٢٩ سبتمبر ٢٠٢٢م