واهم من يظن إن شرذمة الإنقلاب ومن شايعها قادرة على هدم الوطن..فمهما كانت سؤ أفعالهم فهم شريحة لا حولة لهم أمام إرادة الشعب وقوتها اذا توحدت.
ان من يهدم الوطن هو تشظي الشعوب وإنقسامها وحالم من لا يرى جرثومة الإنقسام تنمو بيننا تسيطر على المشهد السياسي وتمهد الابواب لجحيم الشقاق والانفصال ودمار الوطن.
في كل صباح نرى مشاعر الغضب والإحباط هي التي تسيطر علينا ونصبح أسرى للعقل العاطفي الذي هدفه تفريغ المشاعر على حساب المنطق والحقيقه…فأصبحت هناك مقولات جاهزة ومسمومه من( نهب ناس الحركات)..(عنصرية ناس الغرب)(عنصريه الجلابه واهل الشمال)..(حقد ناس المركز)..(انتهازية اهل الهامش)…لغة العقل العاطفي الذي يحارب العقل والمنطق وحتما سيقودنا للهلاك.
إن العقل المنطقي يحدثنا و يؤكد
أولا
إن الإنتماء للوطن يغذيه مدى شعور الفرد بقدرة الوطن في توفير احتياجات الفرد وشعور الفرد داخله بالاحترام الناتج من التقدير والتساوي بين أبناء الوطن
ثانيا
فشل جهاز الدوله في تحقيق ذلك يؤدي لتراجع مفهوم الوطن لمصلحة القبليه والاثنيه والجهويه فتقوي قيم الإنتماء لها على حساب الوطن مع غضب من جهاز الدوله التي تمثله
ثالثا
تحت الانظمه القمعيه يقع على البعض قهرا قانونيا وسياسيا وثقافيا واقتصاديا مما يزيد انحياز الشرائح المقهوره لقبيلتها وجذورها الإثنيه.
رابعا
لتعافي الوطن وبناء قيم الإنتماء تحتاج كل الشرائح الاجتماعيه لإستعادة الثقه في بعضها وخير بدايه هي ترسيخ العداله بالتمييز الايجابي واصلاح اي خلل تاريخي او تباين اقتصادي او سياسي او ثقافي بين أبناء الوطن.
هذه القراءه لواقعنا لا يختلف عليه إثنان ولكن نجد مشاعر الغضب الاحباط قادت لكثير من القراءات الخاطئه التي نرى جراثيمها تتغلغل في جسم الوطن في كل يوم.حيث نرى
أولا
إتفاق السلام المشروخ الذي جعل من أزمة الوطن تتمحور حول المناطق التي حملت السلاح فخلقت تربة صالحه للتساؤل والمقارنه بين كل ربوع الوطن واختلاف انواع القهر الذي يعانيه كل من أبناء.
ثانيا
نجد من حمل السلاح او وقع عليه وطء الحرب والقمع يحاسب الاخرين بحكم انتماء قيادة جهاز الدوله فيحملهم المسئوليه
بل يتجاوز ذلك في حرمانهم من احقيتهم في التمييز الايجابي وانكار حقيقة القهر الاقتصادي الواقع عليهم
ثالثا
فشل قيادات الحركات والتي تبؤات مسئولية ادارة جهاز الدوله في رؤية مفهوم العداله ومسئوليتها الوطنيه بأنها تعبر عن مصالح الجميع.بل نجدها لا تخجل من الاعتراف بقصور فهمها عندما يصرح وزير الماليه بأنه استلم المنصب ليضمن استحقاقات الاتفاق لأهله.مثل هذا الفهم القاصر لا يستغرب من صاحبه ان يقف مع الانقلاب ضد مصالح الوطن مادام مصالح أهله في الاتفاق محفوظه في واقع الدوله الانقلابي.
رابعا
إن الفهم القاصر المتجذر في عدم الثقه في جهاز الدوله لقيادات الحركات والتي رجحت مصالح اتفاقها فتحت الباب للتعنصر والتمترس بين مؤيد يرى ان الديمقراطيه هي معركة خرطوميه لاتخدم مصالح اهلهم وبين معارض لهم يراها انتهازية من الحركات المسلحه وجماهيرها همها استنزاف الموارد وليست صادقة في معركة الحريات
خامسا
العقل العاطفي لا يقرأ جذور الاختلاف فيترك مشااعر الغضب لتقوده في متاهات التحليل المغلوط ليفرغ شحناته في نتيجة تريح توتره في تحليل فطير مبسط وخطير…وهو وصم المواقف العنصريه مع إلغاء جذور الازمه وتعقيداتها.
ونستمر في استحضار المواقف لتؤكد تحليلنا(العنصري) الفطير ولنتخلص من توترنا الداخلي فنستفرغه في الاسافير قنابلا موقوته تهدم في اركان الوطن وتقودنا لدروب للانفجار…وتبدا تتسلل دعاوي الانفصال وتقسيم الوطن.
ان العقل المنطقي
هو طريقنا الموضوعي والحل الوحيد الذي سيقودنا للأمان وسينزع فتيل التشظي والانفجار.
ان العقل المنطقي يطالبنا بالسيطرة على تفلت المشاعر والنظر للوقائع المجرده التي لاتكذب أهلها لتؤكد لنا
أولا
إن حكوماتنا المتعاقبه قد خلقت تفاوتا في الخدمات وتكريسا للسلطات وقهرا للثقافات تأثرت به مناطق متعدده ولا يحق لشريحة اومجموعة ان تعتقد أنها الوحيده .
ثانيا
أن العداله تعتمد على التمييز الايجابي لإصلاح الخلل التاريخي وهو حق لكل الشرائح المهضومه حقوقها وليس ثمنا لإيقاف الحروب والنزاعات يعطى فقط لمن يرفع السلاح …بل يجب ان يكون حقا تستفيد منه كله شرائح المجتمع بعد تقييم موضوعي وعلمي لواقع الفقر والخدمات ووضع تصور لإيجاد العلاج مع مراعاة لتوازن احتياجات بقية الوطن
ثالثا
جهل القيادات بشمولية التمييز الإيجابي وإنغلاقهم في شريحتهم الإجتماعيه يؤكد قصور افقهم ولا ينفي اهميته..ولا يجعل من جماهيرهم إنتهازيه أو عنصرية وحاقده.
رابعا
رفض الشرائح الأخرى للتمييز الإيجابي المختل المعايير والتي لا يضع معاناتها في الاعتبار هو حق منطقي يبحث عن العداله وليس بالضروره عنصرية او رفضا للمبدأ.
خامسا
إن قهر جهاز الدوله وتسلطه بعد استلابه بمجموعات غاشمه لايبرر أن تحاكم الآخرين بذلك لمجرد ان بعض أبناءها كانوا في جهاز الدوله .
سادسا
إن القهر الذي تعرضت له بعض شرائح شعبنا من عنصرية وتعالي وإقصاء عرقي قد خلق حاجزا من عدم الثقه لا يمكن إنكارها .إن عدم التعامل الموضوعي معها سيترك الجراح مفتوحه ونزيف الغضب والتوتر سيلوح في كل سانحة أو إختلاف.
أحبتي
إن العقل العاظفي يقودنا لتمزيق الوطن نغذيه يوما بالانفعال والتحليل الفطير تغذيه أصابع من خفافيش الطلام وأيادي من خارج الحدود تعمل بكل جهد لتقسيم الوطن.
فهل توقفنا من معارك الاقصاء والتخوين ووصم الاخرين التي تغذي مشاعر الغضب المتفلت الذى لا يرى الوقائع بل يرى في الاخرين شيطانا يجب هدمه وبتره ولو أدى لهدم الوطن..
هي كلمة أخيرة
فأما إستمعنا لصوت العقل وتداركنا هذا الانهيار أو تركنا القياد للمشاعر المتفلته وحتما سنصبح غدا ولن نجد الوطن الذي نحبه ونحلم به
فهل نحن منتهون؟؟