عاد صاحبنا حبيب، من زيارة لدوله عربية، مبسوطاً ومنقشعاً.
الكورال: استمتعت بالاجازه وعجبتك البلد؟
قال نعم، والمفاجأة، لقد اتممت نصف ديني هناك، لقد تم عقد قراني علي حسناء الحسناوات في تلك الدولة الحنون.
الكورال: مبروك مبروك يابطل، والله انهن لحلوات بنات ذلك الربع
قال بثقة: بلي
الكورال: طيب وين العروس؟ تكون بتجهز في الشقة؟ قدمت ليها في الهوملاند؟
قال دقيقة .. ابردو.أنا حقيقة لسة ماشفتها
الكورال: كيف الكلام ده.. عقدت كيف وايشلون؟
قال: دعوني أحكي لكم القصه، من كو كو حتى إخراح يوسف شاهين.
قلنا بصوت واحد .. حباً وكرامة
قال: في مرة وأنا أتجول في أسواق هذا البلد الطيب، فاجأني آذان المغرب، وأنا أهم بدخول المقهي، لأٌشيّش، والمغرب غريب كما تعلمون، فلحقت بالصلاة في أول مسجد في أول عطفة، في اعرق حارة.
الكورال: كويس .. حرماً.
قال صليت وسط أمة من النيس.. عقب السلام، استدار الامام مواجهاً لنا، وبدأ في الدعاء، ومن موقعه، انتبه الإمام الوقورالي وجودي بين المصلين، فأشار إلي في تؤدة وهيبة، أن اقترب، فشققت الصفوف، واقتربت منه، ما أنجلست، حتى حزر وفزر، ونظر الي فضاء القبه، وقالي إنت سوداني؟ فقلت سبحان الله كيف عرفت، فقال لي مازحاً من لونك الأبيض، فضحكنا وضحك المسلمون معنا، من وين جاي حضرتك؟ قلت من أمريكا، قال ماشاءالله وتبارك الله. ثم أنه تعمد إثارة فضولي بقوله، أسمع يا ابني، عندي معك حديث خاص، يمكن ربنا جابك مخصوص، إن صبرت حتي ينصرف القوم، أحدثك به، وأصر علي أن أصلي معهم العشاء ، فقبلت.
الكورال: طيب العرس وين؟
قال أصبرو ياخ.
الكورال: صبرنا
قال: صلينا، وبعد أن اقفر المسجد من الخلق، دعا لنا الإمام بالثريد، فأتى به الغلمان المخلدون، فأكلنا وشبعنا، وارتوينا هاهنا، منقو قل…، وقبل أن أكمل، رفع الإمام يديه للسماء حمداً وشكراً، ثم إقترب مني، باسلو موشن، فقال: حضرتك متزوج؟ قلت لا والله، عزابي وظلك عزابي، فابتسم، وقال لي، شو ها الحكي، ألا تخاف على دينك يا فتى؟ إذن ابشر فهذا يوم سعدك، قلت هاتي يا نخلاتي، قال:عندي لك عروسة يابني، فتاة مسلمة مليحة، محجبة محتحبه، تربت على يدي، يضئ وجهها بالجمال ويفيض قلبها من التقوى والورع، وسامي الخصال، (قطع) فيها الصاغ محمود ابوبكر، زاهي في خدرو…. الخ، وفي ناس قالوا (بخاف)، فرحت فقلت، اتعرف الغناء السوداني يا مولانا؟ أجابني بلَى، زمان كنت بسمع البي بي سي، وكانو (بِشَغّلو)،أهواك ياملاك، ثنائي مع الشحروره صباح، ففرحت وتهللت وقلت عبرنا، فقالي لى ما تنفعل، التزم يا زميل، قلت، طيب ما سمعت اقيس محاسنك بمن؟ قالي ركز معاي بالله.
هززت رأسي بالموافقة، طيب متى أشوف العروسة، حتى يطمئن قلبي؟ قال الشيخ، ماهي الشفقة التي هي عليك؟، ستراها في الوقت المناسب، يا بنّي، يجب عليك أن تضع في بطنك دومة، أطمن خالص، وسكت برهة، ثم قال بوجه تعلوه الجدية: معاك كم؟ وقبل أن أجيب، قال، ألفين دولار سوف تظبط كل شئ، ثم أردف ، خير البر عاجله يا بني، فربما يختطفها منك رجل آخر، فالشباب يقفون صفوفاً رجاء أن تقبل بهم، وفيهم من هو أملح منك، فأصابني الرعب، فهرعت لفندق (باكستان)، حيث يقيم البني كجة، العائدون من ليبيا وقندهار وسور الصين العظيم، وأتيت وفي حزتي الفين من (أب صلعة) الأصلي، الصلعة تحك الصلعة، فوجدته كما تركته، جالساً يسبّح في محرابه، مثالاً للبهاء والنقاء.
الكورال: لقيت العروس؟
أصبرو ياخ جاييكم
أدخل الشيخ الرزمة في جيبه، دون أن يعدها، مضت برهة، فدخل علينا رجلان، أفهمنى بأنهما الشهود، وأنهما من أهل العروسة، قرأ ونفخ، ودعا، وتصافحنا، فقال لي، مبروك فإنك أصبحت زوجاً شرعياً لحبيبة، يا حبيب.
طيب أشوف؟
مافي شوف يا زلمي، لازم تثق في اختياري، فهذا الأمر مسطر في الأَزل
أعمل شنو طيب؟
قال: سافر أمريكا رتب حالك، واعتبر الموضوع منتهي، تجي بعد شهر تستلم. شهر العسل على أنا، اليونان طوالي، تقد بطرطوس، وعلى ليماسول، آخر متعة.
دعا لنا بالشاهي الأخضر، فشربنا ونعمنا هاهنا، فلتدم أنت يا سودان لنا، وتوكلت على نزلي.
ثلاثة ايام، وأنا في مطار (كينيدي)، أهو هسه معاكم، وبعد اسبوعين، راجع للعروس.
باركنا مرة ثانية، بالرغم من أن القصة ما راكبة عدلها، طيب ما أداك صورة، لا قال ما بتتصور… ولا سيلفي؟
قلنا لا
الكورال: سمح يا زول.
……………….
…………………
(بعد ستة شهور) Fast Forward
يوم ماشين، جنب مكتبة (الحكمة)، جك لاقينا العريس، يا سلام ياخي، حق الله بق الله، سمنت وصحتك اتصلحت، ما بقيتو تلاتة؟ العرس نفع معاك، أدينا عنوان الشيخ ده…..
قال: أبردو
شنو طلقت؟
قال لا… أحكي؟
قلنا…