غدا توقع لجان المقاومة بالخرطوم والولايات، علي “الميثاق الثوري لتأسيس سلطة الشعب”.
هو أول ميثاق في التاريخ، يصدر عن تننظيم شبكي أفقي واسع وعريض.
ميثاق تنتجه عقول جيل جُبل على المُجازفة والاختراق، جيل خرج للناس من ذرة هي حبلي بالعدم، في زمن تلاشت فيه مسافات الجُغرافيا، واتّسع فيه البون في التاريخ، لتتسع من ثم الهوّة بين هذا الجيل، وبين أقرب الأجيال إليه، في الاحلام والآمال، بل وفي طرائق التفكير وأساليب العمل
ولحكمة يعلمها خالق الناس خرج هذا الجيل المدهش هكذا.
ليؤكد حقيقة إن للحكمة ميقات بذرٌ، وميقات إنباتٌ.
فوقت البذر، يأتي بطبيعة الحال علي غير وقت الإنبات.
إذ يظل وقت الإنبات متوقفاً بحكم العادة على مجئ سحابة ماطرة، متي جاءت أظهرت ما كان في الأرض خافياً.
وبالطبع فالودائع تظل مطوية في الخلائق، الى حين مجئ أوقاتها.
ان مايشبه النبوءة قد تحقق في هذا الجيل الذي أكد بيانا بالعمل صحة فرضية شاعرنا محجوب شريف التي تقول لشعب السودان : “عمق احساسك بحربتك، يبقي ملامح في ذريتك” هكذا جزما وقطعا.
هي ملامح تدعو للفخار بسمات شعب السودان النادرة، وعبقريته التي تباهي بها “محجوب” باسلوبه السهل الممتنع قائلا:
نحن شعب اسطي
يلا جيبو مونا
نبني.. نبني..نبني
مسرحاً ونادي
مصنعاً وبوسته
حرب لا لا لا لا
كبري استباليه
صالة للثقافة
تسرح الغزالة
جنبها الزرافة.
رغم اني لا ادري كيف لممثلي هذا الشعب “الأسطي” في وقتنا الراهن، بناء مسرحا ونادي، مصنعا وبوسته، كبري استباله، صالة للثقافة، وأن تسرح الغزالة مجددا، جنبها الزرافة، كما تصور شريف.
الا ان ميثاقا من شأنه ان يواري الثري الوثيقة الدستورية المؤودة، واتفاق جوبا، أو قل صفقتها القذرة، لابد انه ميثاق، جاء علي مقاس التحديات الكبري.
المهم فان كرة القدم لا تلعب علي الورق، إذ انها لعبة تحصل نتائجها، باقدام قادرة علي ترجمة وتنزيل خطط المدربين من هذا الورق، بشكل دقيق ومنظم، علي مستطيل أخضر، في تسعين دقيقة، علي مساحة بطول تسعين، وعرض خمس واربعين من الأمتار.
ورغم ان المباريات تلعب علي مراحل واشواط واجزاء، لكن الاهداف فيها تظل متاحة للرماة الي اخر كسر من ثانية في اللقاء.