حسب اليوم التالي فإن خبر عودة رئيس مجلس الوزراء السابق الدكتور عبد الله حمدوك أخذ بالأمس الحيز الأكبر من مساحة التناول والتداول على منصات السوشيال ميديا فالبعض يرى في عودة الرجل مخرجا من هذا النفق المظلم ، لكن في ذات الوقت تكون مثل هذه الاخبار نوع من انواع البروباغندا لإلهاء الشارع عن مهمته الأساسية والتي لن يشغله عنها شاغل مهما بلغ من الأهمية فليس امام الشارع سوى مهمة الإسقاط.
ولأن الشارع الثوري أوعى بكثير فهو حتما سيتعامل مع عودة الرجل كواحد من العوامل التي تصب في مصلحة الثورة ، ولا اتوقع ان تكون عودة الدكتور عبد الله حمدوك خصما على الثورة فالرجل لاشك انه استفاد من تجربته السابقة فالاتفاق السياسي الذي ابرمه مع قائد الجيش كشف له مواطن الخلل في الخطوة وما ترتب عليها من رفض من قبل القوى السياسية والثورية ، لذلك هو يعلم ماذا يريد الشارع ، و لا أظن ان يكرر حمدوك ذات الخطأ ليأتي ويتجاوز مطالب الشارع السوداني الذي هو الآن في أهبة استعداده لأضخم مليونية في ذكرى الإنقلاب الأسود، فعودة حمدوك رئيسا للوزراء للمرة الثالثة أن شابهت الاولى والثانية فهذا يعني ان الرجل يريد ان ينتحر سياسيا ، فقط هذه المرة ( انتحار برغبة أكثر )، فمرحبا بحمدوك ان عاد على صهوة جواد الثورة وان كانت عودته ستجعل وجوه اللجنة الأمنية تختفي من مركز القرار والمشهد السياسي، مرحبا بحمدوك إن كانت عودته تساهم في وقف قتل ابناء وشباب الوطن من المتظاهرين وتحقق اهداف ومطالب الثورة عاجلا ، وتقطع الطريق امام عناصر النظام المخلوع الذين يحلمون بالعودة ، فعودة الرجل لن تكون امرا سهلا عليه ، لأن الرافضين من الفلول وغيرهم سيعملوا بقوة لهزيمته من جديد قبل ان يصل مطار الخرطوم ، حتى بعض الاحزاب السياسية ربما تشارك في ذلك سيما ان عاد حمدوك على رأس حكومة تكنوقراط تتجاوز محطتهم التي تركهم عليها .
لذلك إن عاد حمدوك فيجب عليه قبل ان يلوح لتحية مناصريه بيد ان يأتي متأبطاً قرارته الحاسمة بيده الأخرى ، القرارات التي تمحو كل الاخطاء السابقة التي منحت الفرصة للفلول والعسكر لفرض هذا الواقع المرير الذي عاشه المواطن في (عام السجم) بعد الانقلاب فكل الذي ندم على عدم تنفيذه بعد استقالته يجب ان يقوم به فور عودته.
فخلاصة القول ان عودة حمدوك وحدها لا تكفي فالعودة خشم بيوت ، على اي قطار سياسي ستكون رحلته وماهي وجهته وخطته السياسية هذا هو المهم ، وعلى اي بلاط ستهبط طائرته ، و ماذا تحوي حقيبتة من اوراق لتنفيذ هذه المهمة ؟! كلها اجابات يريدها الشارع فقط ( بعد الموكب ).
طيف أخير:
الإنسحاب الذي يحفظ كرامتك بحد ذاته إنتصار.
الجريدة