صدر الكتاب عن دار (المركز الثقافي للكتاب) بيروت – الدار الييضاء في عام 2021م، وقد عرض في معرض الرياض الدولي الأخير للكتاب، وتتوافر منه في الرياض نسخ محدودة.
يطرح الكتاب مقاربة نقدية لظاهرة الإسلام السياسي التي صاحبت نمو ما عرف بمرحلة الصحوة الإسلامية منذ سبعينات القرن الماضي، عبر قراءة حاولت كشف الطبيعة الايدلوجية المفخخة لخطاب الإسلام السياسي، والإخوان المسلمين، من خلال فحص وتفكيك مقولاتهم النظرية كالحاكمية، وعبر رصد التجارب السياسوية للإسلاميين في المنطقة العربية، وكشف اختلالاتها الخطيرة في توظيف الدين سياسياً، مع ما في ذلك المنهج من امتناع أصلي قائم في أصل الممارسة التي تحاول أن تجعل من الدين مادة للسياسة. ينوه الكتاب في بعض فصوله لإمكانية نظرية معرفية للإسلام، سواء عبر نصوصه المحكمة، أو عبر منظومة الفكر المقاصدي التي من شأنها القدرة على تدبير حيثية موضوعيه لوعي الإسلام في الأزمنة الحديثة؛ وعياً يرفع عنه التناقضات التي تزعمها حركات الإسلام السياسي للإسلام مع العالم الحديث. كما يتناول الكتاب التمثيلات النظرية المأزومة لوعي دعاة الإسلام السياسي ، محذراً من المآلات المضللة التي يمكن أن تفضي إليها وخطورة ذلك على مجتمعات المسلمين وعلاقاتهم بالعالم المعاصر. يقع الكتاب في 254 صفحة من القطع المتوسط، وتوزعت أبوابه على موضوعات نظرية وتطبيقية في التجارب السياسية للإسلامويين؛ كتجربة الحركة الإسلامية في السودان، وتجربة الإخوان المسلمين في مصر، وتجربة داعش، إلى جانب مناقشة قضايا الإسلاموفوبيا في أوربا، وإشكالات خطاب الهوية الانشقاقي لدى الجماعات الإسلامية ودوره في تفجير العنف والإرهاب بين مجتمعات المسلمين وغير المسلمين. تجدر الإشارة إلى أن استعارة عنوان الكتاب في دلالتها على وجهي الإسلام السياسي تعكس تأويلاً لأسطورة وجه الإله جانوس، وهو إله رومانيّ وثني كان يلقب بحارس بوّابة السماء، له وجهان: خلفيٌّ وأماميٌّ؛ أحدهما يُدخِل إلى النعيم، والثاني يَقذِف إلى الجحيم. وإليه يُنسَب شهر يناير. توجد نسخ محدودة من الكتاب متوفرة هنا في الرياض- للتواصل الأستاذة هويدا التوم، ويمكن أخذ رفم هاتفها بالاتصال مع التحرير.