احتفل مركز راشد دياب للفنون برعاية شركة سكر كنانة المحدودة باليوم العالمي للصحة النفسية الذي حدد له اليوم العاشر من شهر اكتوبر من كل عام، والذي جاء هذا العام تحت شعار ” الصحة النفسية والرفاهية للجميع” ، تحدث فيه د. الصادق محمد عبد الحليم أستاذ علم النفس جامعة الخرطوم ، فيما أدارت الجلسة مواهب إبراهيم ، وسط حضور كبير من المهتمين.
بداية ألقى عبدالحليم الضوء على مجموعة من المحاور ذات الصلة بصحة الانسان النفسية، وركز في حديثه على مفهوم الصحة النفسية، وقال إنه يعني خلو الانسان من الاضطرابات أو المشكلات النفسية، وأضاف حسب تعريف منظمة الصحة العالمية هو مدى التوافق والرضى بما يقوم به الإنسان، ويرى أن أغلب السودانيين يعانون من المشكلات النفسية، وهي تتفاوت من شخص إلى أخر. وأرجع الخبير النفسي هذه الأمراض إلى الضغوط المادية الكبيرة، وضغوط المجتمع وإفرازاته، إضافة إلى ضغوط الحياة بصورة عامة، إلى جانب الحروب، وما تتركه من آثار في المجتمع، وذهب إلى أن الأمراض النفسية منتشرة في جميع أنحاء العالم خاصة في القارة الأوروبية التي توجد فيها أمراض القلق والاكتئاب النفسي، مشيراً إلى خلو الجانب الروحي في المجتمعات الأوروبية.
وفي إجابته عن سؤال الأستاذة مواهب عن واقع الصحة النفسية في ظل الظروق الاقتصادية التي تمر بها البلاد؟ وكيف يمكن تقديم الدعم النفسي للمرضى من منطلق التعامل مع هذه الظروف؟ أجاب بأن المجتمع السوداني يعاني من مشكلات نفسية أرجعها المتحدث إلى النشأة غير السوية للاإسان السوداني منذ طفولته، وأشار إلى السلطة الأبوية المتسلطة في التربية، هذا إلى جانب ضغوط الظروف المعيشية وضغوطات المدارس ومناهجها التربوية التي لا تتواكب مع متطلبات العصر ، ولذلك نجد أن المجتمع السوداني يكون دائماً عرضة لجميع الاضطرابات النفسية ، وضرب مثلاً بمجتمعات أخرى تعيش اوضاعاً مغايرة من الرفاهية ورغد العيش ومجانية الصحة والتعليم، وكشف عبدالحليم أن هنالك أعداداً كبيرة من السودانيين تأتي إلى زيارة العيادات النفسية بغرض البحث عن علاج لحالات الاكتئاب، وحالات الشفاء من مرض إدمان المخدرات التي انتشرت بصورة كبيرة وسط الشباب فأضحت جميع الأسر تعاني من هذه المشكلة . وفي إجابته حول سؤال عن مفهوم الصحة النفسية والحد من العنف الأسري الذي طرحته مواهب اعترف المتحدث بأن هنالك عنفاً أسرياً يمارس داخل الأسر السودانية، وهو اسلوب غير مجدٍ يستخدمه الآباء تجاه أبنائهم الأمر الذي قد يسبب أضراراً نفسية وصحية كبيرة تصل إلى مرحلة مرض انفصام الشخصية، وفي السياق ذاته ألقى ألضوء على مجموعة من أشكال الأمراض النفسية، منها: الخوف والقلق والهستيريا والوسواس القهري الذي يعد من أخطر الأمراض النفسية التي تصيب الإنسان، وكذلك ألقى الضوء على المصحات النفسية في السودان، وذكر أن هنالك تقصيراً كبير اً من الدولة يتمثل في عدم دعمها للمصحات النفسية والمساهمة في العلاج. وطالب الدكتور عبدالحليم في ختام حديثه بضرورة توعية المجتمع عن طريق وسائل الاعلام والسينما والمسرح، إلى جانب ضرورة قبول المجتمع للانسان المصاب نفسياً حتى يسهم هذا القبول في الشفاء. وفي الختام عطر سماء هذه الأمسية الفنان المطرب سيد عوض بمجموعة من أغنيات الحقيبة، وعدد من اغنياته الخاصة.