Fatwa and Propaganda: Contemporary Muslim Responses to the Sudanese Mahdiyya
فيرقس نيكول Fergus Nicoll
تقديم: هذ عرض وتلخيص لبعض ما ورد في مقال للصحافي البريطاني فيرقس نيكول يتعلق بردود أفعال واستجابات بعض الشخصيات الإسلامية المعاصرة للدعوة المهدية بالسودان، نُشِرَ في عام 2016م بالمجلد السابع من المجلة الأكاديمية “إفريقيا الإسلامية Islamic Africa” التي تصدر عن دار بيريل بهولندا.
عمل الدكتور نيكول مدرساً للغة الإنجليزية بثانويات شمال السودان في ثمانينات القرن الماضي، ثم عاد لبلاده للعمل بهيئة الإذاعة البريطانية، ثم بالقسم الإنجليزي في قناة الجزيرة. ثم عمل بهيئة الإذاعة البريطانية مقدماً لبرنامج اقتصادي من عام 2014 إلى مايو 2022م.
وللمؤلف رسالة دكتوراه من جامعة ريدنق البريطانية استل منها كتابه عن “غلاديستون وغوردون والسودان -1883 – 1885م”، وله كتاب بالإنجليزية عن المهدي وحياته، نُشِرَ بعنوان: ” سيف النبي: مهدي السودان” عام 2009م مترجماً بقلم عبد الواحد عبد الله يوسف؛ وكتاب عن “ببليوغرافية المهدية” صدر بلغات عديدة. ولهذا الكاتب الصحافي مقالات عديدة من أهمها مقال عنوانه “دائرة المهدي: المال والمعتقد والسياسة في السودان”، نُشِرَ مترجماً في عام 2015م (https://bit.ly/3V16vn4).
المترجم
1.جاء في مقدمة الورقة ملخص لها جاء فيه أن دعوة محمد أحمد (المهدي) للمهدية، وما أعقبها من جهاد ضد الحكم التركي – المصري للسودان كانت قد أثارت العديد من الاستجابات وردود الأفعال في أوساط المجتمعات الإسلامية المحلية والعالمية. فقد أثارت اِمْتِعَاضِ علماء الدين في الخرطوم والقاهرة (الذين تلقوا العلوم الدينية في الأزهر وغيره)، فقدموا حججهم وأسانيدهم المفصلة التي تؤيد ما ذهبوا إليه من بطلان تلك الدعوة، وشككوا في صحة تأهيل من دعا بها، ووصفوه بأنه “دجال” تمرد على السلطة الشرعية الممثلة في السلطان العثماني، قائد المسلمين. وشارك مصريون وسودانيون من خارج المؤسسات الدينية الرسمية (مثل الدعاة والنشطاء) في تلك النقاشات والجدالات. وكانت دعوة المهدية في السودان مثار تخوف وتحسب في مختلف أقاليم ومناطق الخلافة العثمانية مثل الحجاز وسوريا.
- استعرض المؤلف في مقدمة ورقته تاريخ ظهور محمد أحمد عبد الله بحسبانه “المهدي المنتظر” و”خليفة رسول الله” في الأول من شعبان 1298هـ (29 يونيو 1881م)، الذي كان يدعو لبعث وإحياء الإسلام (الحقيقي) القائم كلياً على القرآن والسنة، والقضاء على التشرذم والفرقة في المجتمعات الإسلامية، وبناء “أمة إسلامية” موحدة ليس فيها من خلافات مذهبية أو طائفية. وأستند المهدي في كثير من كتاباته الباكرة (التي شملت المنشورات والرسائل والإنذارات) إلى الرؤى في حالتي المنام واليقظة، للرسول (صلى الله عليه وسلم)، وفي بعض الأحايين بصحبة خلفائه الأربعة، أو عيسى (صلى الله عليه وسلم)، أو عزرائيل، ملك الموت، أو بعض شيوخ الصوفية المشهورين من أمثال أحمد الطيب البشير أو عبد القادر الجيلاني. واستشهد كاتب المقال في هذه النقطة بما ورد في عدد من صفحات الجزء الأول والجزء الخامس من “الآثار الكاملة للإمام المهدي” الذي حققه المؤرخ محمد إبراهيم أبو سليم ونشره في سبعة أجزاء. وأيد الكاتب ما ذكره المؤرخ بيتر هولت من أن تلك “الحضرات” كانت من أهم سمات الدعاية للمهدية. وتناول الكاتب الصفات الجسدية للمهدي (والشروط والأوصاف التي وردت في ذكره) بحسب ما ورد في صحيح البخاري وسنن أبو داؤود ومسند أحمد وسنن ابن ماجة. وأشار الكاتب إلى أن المهدي ذكر عنها واحدة فحسب (الشامة على الخد)، ولكنه آثر التركيز على الرتبة التي منحها له الرسول (صلى الله عليه وسلم) مباشرة، مثل “سيف النصر” و”النجم الثاقب (النجمة أم ضنب)، كما تُسمى في العامية، تلك التي ظهرت في سبتمبر من عام 1882م. (وكتب المهدي “فقد حصلت حضرة عظيمة، مع النبي صلى الله عليه وسلم والخلفاء الأربعة، ومع المهدي واصحابه. فينزل ملك من السماء معه تاج اخضر فيسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقول له: ربك يقريك السلام ويخصك بالتحية والاكرام ويقول لك: هذا تاج النصر هدية مني الى الامام المهدي”. تاريخ الوثيقة بعد ربيع الثاني سنة 1300هـ. المترجم). وتناول كاتب المقال ما جاء به علي المهدي في كتابه “جهاد في سبيل الله” عن نسب والده في المأثورات الشفاهية، وأتى المهدي نفسه على رفعة نسبه فذكر (بحسب ما ورد في ص 339 من الجزء الأول من “الآثار الكاملة للإمام المهدي”) أن والده “حسيني” – من جهتي الأم والأب – وأن والدته من نسل العباس.
- وتناول الكاتب في جزء آخر من مقاله المواجهة التي تمت بين المهدي وعلماء الخرطوم. واستعرض في بدايته مفهوم “المهدي عند الشيعة”، وانتقل لما قام به مهدي السودان من مطالبة بحل الفرق الصوفية (التي كان يؤمن بها في شبابه)، وعدم الاعتراف بالمذاهب المعروفة، وإنهاء الخلاف بين السنة والشيعة، وإقامة نظام إسلامي على غرار ما أقيم في عهد النبوة، ومستشهداً دوما بما جاء في القرآن والسنة النبوية، وبـ “المهدية / الخلافة الكبرى”. وقد ورد هذا التعبير الآخر في رسالة محمد أحمد المهدي لمحمد المهدي السنوسي في شمال أفريقيا في اليوم الخامس من رجب عام 1300هـ (12/5/1883م)، والتي دعاه فيها ليكون خليفته الرابع. غير أن السنوسي رفض دعوة المهدي وحركته بحسبانها من أوجه “الإرتداد عن الدين”. (استشهد الكاتب هنا بورقة لمحمد إبراهيم أبو سليم ووكنت س. فيكور صدرت عام 1991م. المترجم). وعملياً، كان تركيز وتصميم المهدي على “الهجرة”، وعلى وجوب الالتحاق بركبه، ركناً سادساً للأركان الخمسة الواجب على المسلم الإيمان بها. وهذا هو ما زرع الارتياب في قلب شيخ المضوي عبد الرحمن بعد أن زار المهدي، ولم يُبْد رأيه فيه إلا بعد أن وجد فرصة للعودة للخرطوم، وذلك بحسب ما أورده أحمد عثمان إبراهيم فيما كتبه عن “أيديلوجية المهدي”.
(جاء في “جغرافية وتاريخ السودان” لنعوم شقير وتحقيق محمد ابراهيم أبو سليم التالي: “أما أنا فقد رأيت أموراً منه حملتني على الارتياب فيه وعدم صدقه: أولا: رأيته يؤثر بالغنيمة أقاربه واخصائه. ثانياً: رأيت بعض أنصاره قتلوا تجارا سائرين في تجارتهم وغنموهم فلم ينكر عليهم ذلك. ثالثاً: قوله من أنكر مهديته فقد خرج من الإسلام. وأردت التخلص منه فأظهرت له الاعتقاد الكامل بمهديته واستأذنته في العودة لأهلي لأحرضهم على الجهاد. فأجابني وجعلني عاملاً على جزيرة سنار وأصحبني أميرين من أهل الجزيرة للمساعدة … وبقيت حتى واقعة شيكان فقامت الأرض وقعدت، فلم يسعني (يسعن) إلا القيام بنصرة محمد أحمد فكنت من جملة الذين حصروا الخرطوم”. المترجم).
وكان لا بد من المواجهة بين المهدي والنظام المصري – التركي المستعمر. بل ذهب بيتر هولت إلى أن منشورات المهدي لم تكن تشجب النظام التركي – المصري ومؤسساته فحسب، بل كانت تشمل أيضا “الكفرة” الذين يحتلون مصر أيضاً. فقد كان المهدي قبل ستة أيام من وفاته قد أرسل رسالة إلى الخديوي توفيق يندد فيها بتنازله عن “دماء وممتلكات وشرف” الشعب المصري للبريطانيين، وشجب اتخاذه لهم “أولياء من دون الله”، وأدان السعي في نيل ودهم من أجل سفك دماء أمة محمد. ولم يتردد المهدي بعد ذلك في الهجوم على “علماء الخرطوم” ولاحقا علماء القاهرة، الذين كتب إليهم مندداً بدورهم في تدهور الشريعة والقيم الإسلامية، بصورة عامة، وفي “هيمنة الكفار” (المصدر هو الجزء الخامس من كتاب “الآثار الكاملة للإمام المهدي” لمحمد أبو سليم).
وورد في أحد أشهر كتابات المهدي للشيخ محمد الطيب البصير المؤرخة في ذي القعدة سنة 1297هـ (1880م) عن بدء المهدية: “ثم تواردت الانوار والبشاير والاسرار والأوامر النبوية والهواتف الالهية باشارات وبشارات عظيمة …”. وكتب للشيخ البصير في الأول من شعبان سنة 1298هـ: “ومن البشاير التي حصلت بعدك: أنه حصلت لنا حضرة نبوية حاضر عليها الفقه عيسى (1)، فيأتي النبي صلى الله عليه وسلم ويجلس معي ويقول للأخ المذكور: “شيخك هو المهدي، فيقول: اني مومن بذلك، فيقول صلى الله عليه وسلم: من لم يصدق بمهديته كفر بالله ورسوله قالها ثلاث مرات… فيقول صلى الله عليه وسلم: والله والله والله ان قوى يقينكم ان اشرتم بأدنى قشة تنقضي حاجاتكم” (المصدر هو الجزء الأول من كتاب “الآثار الكاملة للإمام المهدي” لمحمد إبراهيم أبو سليم). ولعل هذا ما دعا المهدي ليزيد في الشهادتين بالقول “… ومحمد المهدي خليفة رسول الله”. وغدا بإمكانه بعد ذلك أن يصف صراحةً كل من يعاديه بأنه “كافر”.
- وكنوع من الدعاية المضادة، قدم علماء الخرطوم سلسلةً من الفتاوى الدينية بعد نحو عام كامل من إعلان المهدي لدعوته. وقبل ذلك حاول بعض “العلماء” إِثناء المهدي عن دعوته تلك. وكان أشهر “العلماء” الذين تصدوا لتك المهمة هو شيخ الإسلام في غرب السودان أحمد إسماعيل الأزهري، الذي كان قد لقي محمد أحمد قبل وبعد إعلانه لمهديته (بحسب ما أورده هولت في كتابه عن “دولة المهدية في السودان”). وتفاصيل ما حدث بعد ذلك مذكورة في التاريخ الشفاهي لعلي المهدي في كتابه “جهاد في سبيل الله” الذي سجل فيه استدعاء الحكمدار محمد رؤوف باشا لبعض علماء السودان ليستمع لآرائهم حول دعوة المهدية، ولم يرد فيه تحديداً اسم الشيخ الأزهري. وكان من رأي بعض العلماء الذين قابلوا الحكمدار أن إعلان محمد أحمد لمهديته جاء نتيجةً للصراع بينه وبين شيخه محمد شريف نور الدائم. وذهب علماء آخرون إلى أن تلك الدعوة أتت للرجل وهو في حالة تشبه الغيبوبة / الغيبة من “تأثير إلهي” (أي “غرق” صوفي). وكان إخفاق أول مفاوضات بين محمد أحمد المهدي ومبعوث الحكمدار وجنده قد قاد في يومي 12 – 13 أغسطس 1881م لأول انتصار عسكري لأتباع المهدي، رغم ضعف تسليحهم. وتوالت من بعد ذلك هزائم جيش الحكمدار في جبال النوبة وفي المسلمية، ثم في جبال النوبة مرة أخرى. وكانت أكبر انتصارات المهدي في فتحه للأبيض يوم 19/1/1883م؛ ثم الفاشر 15/1/ 1884م؛ ثم “ديم الزبير” ببحر الغزال 22/4/1884م؛ ثم بربر في 19/5/1884م. وعقب ذلك طلب الحكمدار الجديد عبد القادر حلمي من علماء السودان كتابة ردود وفتاوى في الطعن في مهدية محمد أحمد. وبدأت تلك الفتاوى في الظهور في صيف 1882م. ويُلاحظ أن تلك الفتاوى انتهجت مسارات جادة، وتفادت إغراء اللجوء إلى الهجاء والسخرية من بعض العناصر “الغريبة” المميزة لسلوكيات محمد أحمد (مثل ما سخر منه غوردون لاحقا “من بكاء متواصل من أجل التأثير السمج على السُذَّج سهلي الانقياد”). وكانت أول تلك الفتاوى بقلم محمد الأمين الضرير، شيخ الإسلام الذي كان قد تقلد وظيفة رئيس ومميز لعلماء السودان التي منحتها له الخديوية المصرية إبان العهد التركي – المصري، وكان عنوانها هو: “هادي المستهدي في بيان المهدي والمتمهدي”. وكان الشيخ الضرير أحد الشخصيات الدينية المهمة التي حرص المهدي على مكاتبتها. فقد بعث له رسائل شخصية (على الأقل مرتين) يدعوه فيها للانضمام لحركته، وعند فتحه للخرطوم طلب من جنوده إحسان معاملة العلماء، وطلب تحديداً عدم قتل الضرير (2).
وكان أحمد إسماعيل الأزهري هو صاحب ثاني الفتاوى المضادة للمهدي (وقد سبق له أن حاول التوسط قبل وقوع أول معركة للمهدي في الجزيرة أبا)، وكانت فتواه بعنوان “نصيحة العلماء لأهل الإسلام في مخالفة الحكام والخروج عن طاعة الإمام”. أما ثالث العلماء الذين أصدروا فتاوى ضد مهدية محمد أحمد فهو شاكر (الريس) الغزّي، مفتي الخرطوم في محكمة الاستئناف. وكان عنوانها “رسالة في بطلان دعوة محمد أحمد المتمهدي”. ورد المهدي عليهم في رسالة بتاريخ 31 أغسطس 1882م خص فيها بالذكر أحمد إسماعيل الولي، وحسين المجدي (المدرس بالخرطوم) والمفتي شاكر الغزّي، ومحمد ولد حتيك، وولد دليل، وهم من قادوا الحملة ضده. وفي 14 سبتمبر من عام 1884م كلف غوردون باشا بعض العلماء (كان منهم محمد الأمين وشاكر الغزّي وموسى محمد وحسين المجدي ومحمد الخوجلي) بكتابة رسالة إلى عبد القادر إبراهيم وعبد الرحمن النجومي (من أمراء المهدية). وقد جاء ذكر ذلك التكليف في أوراق غوردون التي وُجدت بالخرطوم. وأقيمت “جهة مركزية” تدير أمر الردود على مزاعم المهدي. ولم تنكر كل تلك الردود المضادة لمهدي السودان فكرة ظهور المهدي في الإسلام، غير أنها سعت لتأكيد أن كل الأوصاف والشروط والمطلوبات في “المهدي” لم تتحقق في محمد أحمد، فهو عندهم دَعيّ متمهدي. وأعلن المفتي أن الرجل ليس هو “المهدي المنتظر” بحكم أوصافه ومكان مولده (الذي ينبغي أن يكون مكة) ومكان ظهوره (من بلاد المغرب). أما أحمد إسماعيل الأزهري فقد أورد رداً مفصلا يحتوي على 11 نقطة، أهمها أن مولد “ذلك الدَعيّ المتمهدي” في جزيرة لبب، وظهور مهديته في الجزيرة أبا يخالفان ما هو ثابت في السنة النبوية. وذكر العلماء أن الانتساب (للسيدة) فاطمة الذي انتحله محمد أحمد وذكره لمن معه من “الخوارج” هو من نسج خياله، وأن المهدي يظهر آخر الزمان، يملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً، وهذا، ببساطة، ما لم يحدث.
وكان كل ما ذكره أولئك العلماء يهدف لنقض دعوى محمد أحمد (المهدي)، والتأكيد على شرعية حكم السلطان عبد الحميد الثاني في القسطنطينية، ليس فقط كحامٍ للعقيدة، وإمامٍ للصلاة (وهو ما ورد في عنوان رد الشيخ أحمد إسماعيل الأزهري)، بل كضامن لأمن وسلامة الأمة الإسلامية بأَسْرِها. وتمتد تلك الشرعية، بالطبع، إلى نائب السلطان (الخديوي إسماعيل) في القاهرة، وبالتالي لممثله المُعَيَّن في الخرطوم. وذهب الشيخ الغزّي إلى أن “الدين” و”السلطان” هما شقيقان لا ينفصلان عن بعضهما البعض، إذ أن الأساس هو الدين، والسلطان هو من يقيم الدين ويحميه… والسلطان هو – بحق – من يحمي الدين ويحرس أراضي المسلمين. فهو، بعبارة أخرى، “ظل الله في الأرض”، وهو “خليفة الله في الأرض” فوق خلقه، وهو “الوصي المؤتمن على ما له”. واستشهد الشيخ غازي في رده على مهدي السلطان بآية قرآنية في سورة النساء هي: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا”، وأورد بعض الأحاديث النبوية التي تأمر بطاعة ولي الأمر، مثل حديث: “مَنْ خلَعَ يَدًا مِنْ طَاعَةٍ لَقِيَ اللَّه يَوْم القيامَةِ ولا حُجَّةَ لَهُ، وَمَنْ ماتَ وَلَيْسَ في عُنُقِهِ بَيْعَةٌ مَاتَ مِيتةً جَاهِليَّةً” وحديث “من أطاعني فقد أطاع الله ومَن عصاني فقد عصى اللهَ، ومَن أطاع الأميرَ فقد أطاعني ومَن عصى الأميرَ فقد عصاني”.
وكان أحمد إسماعيل الأزهري أكثر تحديدا بخصوص إدخال محمد أحمد المهدي لكلمات في الشهادتين المعروفتين (“… ومحمد المهدي خليفة رسول الله”)، فذكر ما يفيد بأن سلطان المسلمين هو الأحق والأجدر بالوصف بأنه “خليفة رسول الله”، وأنه من المحرم على أي مسلم الخروج عليه، لا سِيَّما وقد أجمع على طاعته والولاء له أهل الحل والعقد (وهم – في قول للنووي – ” العلماء والرؤساء ووجوه الناس الذين يتيسر اجتماعهم”. المترجم).
- أما في خارج السودان، فقد بدأ علماء الإسلام في التصدي لدعوة محمد أحمد (المهدي) بعد مرور عام من حملة علماء السودان عليه (أي بعد أكثر من عامين على ظهور مهدي السودان). وتم تعبئة علماء الأزهر في القاهرة ليلقوا بثقلهم في تلك الحملة الدينية ضد تلك الدعوة. وأصدر الأزهر أول فتواه في ذلك الشأن في 21/9/1883م، استجابةً لطلب محدد من الحكومة المصرية. وكانت تلك الفتوى هي واحدة من فَتَاوٍ ثلاث أصدرها المفتي محمد العباسي المهدي (الذي كان أول من جمع بين منصبي الإفتاء ومشيخة الأزهر، واستمر بالإفتاء أربعين سنة. ومن مصنفاته: “الفتاوى المهدية في الوقائع المصرية”. المترجم). ولم تكن الدوافع والمصالح السياسية لذلك المفتي بخافية. ونصت فتوى الشيخ المصري بشكل لا لبس فيه على أنه حتى الاتصال الشخصي مع النبي نفسه لا يبطل حكماً محدداً من أحكام الشريعة يقضي بأن الخليفة يجب أن يتم تنصيبه من خلال قسم ولاء يوافق عليه “أهل العقد والحل” أو من قبل سلفه في الحكم. وتأني قدسية البيعة من الآية القرآنية: “لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ”. والبيعة المعطاة – سلفا – للسلطان تجعل من أي بيعة لمحمد أحمد بيعة باطلة تماما. واستشهد المفتي المصري بحديث نبوي جاء في آخره “وَمَنْ بَايَعَ إِمَامًا فَأَعْطَاهُ صَفْقَةَ يَدِهِ وَثَمَرَةَ قَلْبِهِ فَلْيُطِعْهُ مَا اسْتَطَاعَ فَإِنْ جَاءَ أَحَدٌ يُنَازِعُهُ فَاضْرِبُوا رَقَبَةَ الآخَرِ”.
ولم يقف الأمر عند علماء وادي النيل، فقد كان هناك في الحجاز عالم اسمه السَّيد أحمد بن زيني دحلان وافق علماء مصر على ما ذهبوا إليه في شأن مهدية محمد أحمد، ولكن ببعض التحفظ. فقد كتب ما يفيد بأنه “إن لم يكن محمد أحمد مهديا بالفعل، بل كان مجرد طاغية متمرد على السلطان، فيجب قتله” (3). (يمكن النظر في مقال مترجم لشاركي عنوانه: “الفتوحات الإسلامية لأحمد زيني دحلان: نظرة معاصرة للمهدي السوداني” في هذا الرابط https://tinyurl.com/ywj6wkk6 جاء فيه أن السيد دحلان أكد في كتابه على أن “محمد أحمد السوداني ليس هو بالتأكيد ذلك المهدي المنتظر”، غير أنه كان يرحب، في ذات الوقت، بكل عمل يعاكس (أو يقلب) مد تيار الأحداث الحالي. المترجم).
وفي السابع من نوفمبر 1884م كتب غردون في يومياته (المحفوظة في المكتبة البريطانية) عما سيحدث إن فشل في مهمته في إخلاء الخرطوم، بينما تكون سنار وكسلا قد سقطت، ويستولى “العرب” بعد ذلك على سواكن وداو Dhow على ساحل البحر الأحمر، وتقوم ثورة في الحجاز… ما الذي سيمنع حينها أنصار المهدي من السيطرة على مكة… وربما يفكرون في التقدم إلى تركيا؟ الخ الخ.
- وجاءت ردود أفعال الخلافة العثمانية على دعوة المهدية كالآتي:
لم يكن السلطان عبد الحميد مهتما بأيديلوجية مهدي السودان بقدر ما كان مهتما بفرصه (في الحكم)، وكان منشغلا بالسياسة الإمبراطورية أكثر من انشغاله بروحانيات الألفية (millenarian spirituality). وأخطأ عبد الحميد في تقويمه للمهدي بحسبانه صَنِيعَة مؤامرة بريطانية تهدف لتقويض الحكم العثماني في شبه الجزيرة العربية. وكان اهتمام الحكومة العثمانية الأول هو منع تمدد ذلك “التمرد المهدوي” للمناطق المجاورة، خاصة عبر البحر الأحمر إلى شبه الجزيرة العربية. وكان كل علماء الخلافة الذين أصدروا فتاوى تشجب دعوة مهدي السودان قد وصفوه بأنه “مهدي مزيف”، و”متمرد”، ووصفوا أتباعه بأنهم مجرد “هَوَام vermin”. وفي نهاية عام 1883م تنبأ المحرض الإيراني جمال الدين الأفغاني (الذي أسماه كاتب المقال أيضاً “الناشط الانتهازي” في نهاية مقاله) بأسماء المناطق الواقعة في ذلك الوقت تحت سلطة السلطان العثماني ويمكن أن تنطلق فيها ومنها دعوة شبيهة بدعوة مهدي السودان. وشملت تلك المناطق جماعات دينية في كثير من البلدان العربية منها على سبيل المثال السيد محمد علي السنوسي في طرابلس؛ والبدو الرحل في ساحل الحجاز؛ وبني حرب (وهي قبيلة مهمة يقيم أفرادها بين مكة والمدينة)؛ وعسير (بين الحجاز واليمن)؛ والزيدية في صنعاء وكوكبان؛ ومحمد بن راشد في نجد؛ والشمر في ضواحي بغداد والموصل وفي سوريا، إذ أن كل هؤلاء وغيرهم في بلاد العرب كانوا يتوقون للثورة على الخلافة العثمانية والخلاص من حكم سلطانها. وتنبأ أيضاً بألا يفوِّت شيوخ طوائف القادرية والشاذلية الفرصة للقيام بحملات دعائية تحض أتباعهم على تأييد هذا المهدي، الذي (كان) هو في الأصل واحدا منهم.
- ختم الكاتب مقاله بتناول أدوار من عَضَّدَوا مهدية السودان مثل أحمد العوام (4) وجمال الدين الأفغاني. وذكر أن الافغاني كان قاد شارك في حملات دعائية لمساندة العديد من القضايا تحت راية عريضة هي راية الحركة الإصلاحية في عموم البلاد الإسلامية. وكان مداوماً للتحريض على عمل إصلاح دستوري في تلك البلدان، ومعارضة الكلولونيالية الأوروبية في كل البلدان التي أقام فيها أو زارها (مثل الهند وأفغانستان وتركيا ومصر)، وتسبب ذلك في طرده من تلك البلدان، التي رأت فيه خصماً عنيدا، وخطيباً مؤهلاً وخطيراً لها. وكان الأفغاني يقيم بباريس في منتصف سنوات الانتفاضة المهدية بالسودان، حيث كان يُصْدِرُ – بالاشتراك مع الشيخ المصري محمد عبده – مجلة “العروة الوثقى”، ويكتب في الصحافة الفرنسية. وقام الأفغاني بنشر تحليل مفصل – من ثلاثة أجزاء – للانتفاضة المهدية في الجريدة اليومية اليسارية المعارضة L’Intransigeant. وكانت مقالاته تلك عبارة عن خليط عاصف من الفكر الديني، والتحريض المناهض لبريطانيا، والتفكير الرغائبي. وكان الأفغاني – ربما بسبب نشأته الشيعية – يضيف دوما لمقالاته المزيد من أقوال الشيعة عن “المهدي” مستخدما الكنية الشيعية “القائم”، (ولقب “قائم آل محمد” – كما هو مذكور في الأدبيات الشيعية – هو لقبٌ يُطلق في بعض الروايات على الإمام الثاني عشر من أئمة الشيعة الإمامية، وهو محمد بن الحسن العسكري. المترجم).
وكانت براغماتية الأفغاني وتناوله للموقف في السودان إبان ثورة محمد أحمد المهدي بائنة في مقالاته الثلاثة في تلك الجريدة الفرنسية. فقد كان قد تناول في البدء “محمد أحمد، ذلك الشخص الغامض، الذي ظهر باسم المهدي قبل نحو عامين”. وهذا الوصف يضعف، بل يهزم، ما كتبه الأفغاني إلى رئيس تحرير تلك الجريدة الفرنسية (هنري روشفورت) عن أنه كان قد دَرَّسَ محمد أحمد المهدي في الأزهر، وذلك بالطبع ادعاء كاذب، فالمهدي لم يدرس بالأزهر قط. ثم ذكر الأفغاني ما يفيد بأن: “توقع ظهور مهدي يكون دوما قويا عند المسلمين عندما يجدون أنفسهم في حال تسوده الصعاب والمشاكل، أو عندما يرون دينهم مهدداً، أو عندما تسيطر عليهم قوة أجنبية. وحالهم في مثل تلك الحالات تشبه حال رجل تائه في ليلة ظلماء بصحراء شاسعة، وهو يتوق بنفاد صبر وبشوق بالغ لظهور نجمة في السماء ترشده …”. وعند الأفغاني، فإن أهم شيء هو النجاح. فقد كتب ما يفيد بأن “شعار المهدي يجب أن يكون هو: إما الموت أو بلوغ الهدف” وبالفعل، فقد كان انتصار المهدي في كردفان على حملات الحكومة التركية – المصرية في نوفمبر من عام 1883م عند الأفغاني قد “بدد كل الشكوك حول شخصية (ولقب) المهدي في قلوب بعض السودانيين … بينما ولد ذلك الانتصار الأمل عند المصريين، في أنهم – بمساعدة المهدي – سيمكنهم التخلص من السيطرة البريطانية”. وظل الأفغاني يحتفل بانتصارات المهدي المتوالية، وما ستحدثه من انتفاضات في مناطق الإمبراطورية العثمانية، ويواصل في ذات الوقت كتاباته حول ما سيحيق ببريطانيا من خسائر. وذهب إلى أن إنجلترا تخفي نيتها في إضعاف تركيا والاستحواذ على ممتلكاتها، وتطمح لخلق “خلافة – مصغرة” في مكة … حتى تتمكن من إتمام سيطرتها الكاملة على المسلمين عن طريق الخداع والخيانة.
ولكن، حتى إذا أخذنا مقالات الأفغاني دون كبير تمحيص، فمصداقيته تشوبها الكثير من الشكوك والانتهازية. فقد كان له تكتيك خاص وهو يخاطب القراء العرب يتلخص في الحديث عن المهدي كجزء من أجندته المضادة للبريطانيين، ولا يذكر عن محمد أحمد سوى تلك الجوانب في دعوته المهدية التي تتفق مع أفكاره الخاصة حول القومية الإسلامية. وكان الأفغاني منزعجا بالتأكيد من دعوة المهدي لمد الجهاد (السوداني) والزحف نحو مصر. فقد كتب في “العروة الوثقى” ما يفيد بأنه في حالة سقوط كل مناطق السودان تحت سيطرة الحركة المهدية، فإن المهدي لن يتوقف عن ذلك الحد، بل سيحشد جيوشه على تخوم جنوب مصر.
8.وعقب فتح المهدي للخرطوم في أواخر شهر يناير عام 1885م، اتصلت الحكومة البريطانية بأستاذ سوري اسمه حبيب انتوني سلموني (1830 – 1904م، كان يعمل أستاذا للغة العربية في كلية الملك King’s College بلندن. المترجم) ليقوم بالاتصال مع جمال الدين الأفغاني. وقبل أن يلتقي سلموني بالأفغاني شخصياً، أكد سلموني محقاً، في رسالة له بتاريخ 11/2/1885م – محفوظة بدار “المحفوظات الوطنية” في كيو بإنجلترا – بما يفيد أنه “من المأمول أن يزيد تأييد الأفغاني (وكل أتباعه من المسلمين) للمهدي من نفوذ المسلمين في كل أنحاء العالم، وبذا يصبح بمقدور المهدي إقامة علاقة أوثق – وبشروط أفضل – مع الإنجليز وأوروبا”. وذكر سلموني أيضاً – وهو مخطئ هذه المرة – بأن “جمال الدين الأفغاني، ومعه بعض الأفراد الآخرين، ظلوا منذ وقت طويل على اتصال دائم ومباشر مع المهدي في الماضي”. وتكشف مكاتبات سلموني اللاحقة عن ميل الأفغاني لتضخيم ذاته وأهميته (خاصةً بطريقة لا تخلو من عدوانية)، وتشير أيضا لسذاجة ذلك الجاسوس (السوري)، وسهولة خداعه، وتصديقه لكل ما يسمع. فقد كتب ما مضمونه أن: “الأفغاني هو من العلماء المعروفين والمشهود لهم … وهو بلا ريب أعظم عالم عربي ضليع على قيد الحياة الآن. وينظر إليه المحمديون – دون استثناء – بحسبانه قائداً لهم … ويعدونه من نسل محمد مباشرة… رغم أقوال بعض خصومه… وجمال الدين الأفغاني هو الشخص الأساس في جعل الثورة في السودان تأخذ مثل تلك الأبعاد الكبيرة. لقد استنتجت من بعض تأكيدات وإشارات الأفغاني أنه هو من يدير (تلك الثورة) … وهو الذي حرض على ثورة عرابي … وأتضح لعدد كبير من المسلمين الذين يقودهم الأفغاني أنه بعد فشل عرابي، أتخذ المسلمون من مهدي السودان وسيلة لبلوغ هدفهم الأكبر وبناء إمبراطورية إسلامية – عربية… ورغم إيمان الأفغاني (وآخرين) بأن محمد أحمد ليس هو المهدي حقاً، إلا أنهم يتخذون من الإسلام وسيلة لخدمة أغراضهم الخاصة، خاصة الأفغاني، فهم ليسوا بمحمديين متدينين”.
وخلص الكاتب إلى أن وفاة المهدي بعد وقت قصير من انتصاره على الحكم التركي – المصري أفسد على الكثيرين من – الانتهازيين وغيرهم – الذين كانوا يطمحون لبناء حركة إسلامية عالمية، استغلال اسم المهدي من أجل زيادة نفوذهم وهيبتهم ومصالحهم السياسية والدينية. غير أن ظهور المهدي بالسودان – رغم كل ذلك – كان، على الأقل، قد فرض على العالم الإسلامي المعاصر أن يحدد موقفه، ومع من يقف. وأجمع علماء الإسلام على موقف مؤيد للسلطة الحاكمة، يذهب إلى لزوم الولاء والطاعة لولي الأمر السلطان العثماني (إلا إذا صدر منه ما يخالف الشرع أو يأمر بمعصية)، وضرورة الابتعاد عن كل ما من شأنه أن يحدث الشقاق بين المسلمين. وفي المقابل كان المهدي وأنصاره يؤمنون بأن السلطان عبد الحميد كان قد أخل بالشروط الموجبة لطاعة الحكم بمخالفته للشريعة، وفساد حكمه وبطانته، وبمواددتهم للكفار (أي القوى الأوروبية). غير أن وفاة المهدي المفاجأة كانت قد أبعدت خطر تفكك الخلافة العثمانية، وحكم بريطانيا للهند. ولم يفلح خليفة المهدي في مد الدعوة المهدية لخارج حدود السودان، فانتهت بمقتله المهدية (الأولى / القديمة. المترجم).
احالات مرجعية
(1). يبدو أن الفقه عيسى من أتباع المهدي الكبار (بحسب ما ورد في صفحة 14 من كتاب “منشورات المهدية” لمحمد أ. أبو سليم، الصادر في 1979م عن دار الجيل ببيروت). ومن المحتمل أنه هو الرجل الذي عينه المهدي مقدماً على بني حميد سنة 1299م.
(2). بحسب ما جاء في كتاب محمد إبراهيم أبو سليم “منشورات المهدية”، أرسل المهدي انذارا لشيخ الضرير من ثلاث صفحات ورد فيه: “واني قد كاتبتك لظني الخير فيك واعلمتك بالحقيقة التي لا كذب فيها ولست فيها بمتحيل ولا بمتصنع وإنما هو الحق الصدق الآتي من الله ورسوله. فقد أيدني الله بالمهدية الكبرى … وقد أخبرني صلى الله عليه وسلم بأخبار ليست عند الأولياء ولا عند العلماء …وقد جمع النبي صلى الله عليه وسلم أرواح الذين أنكروا مهديتي من الأولياء العارفين والعلماء، ووبخ عليهم غاية التوبيخ وعدد عليهم من النعم المعنوية والدنيوية … وقال لهم: ما شكرتم نعمة الله تعالى عليكم حيث أنكرتم مهدية فلان … ولو علمت حقيقتي لما كتبت لي ما كتبته ولما وسعك لي إلا المعاونة لي على ما قلدني الله تعالى. فتدارك عمرك فقد مضى ولا تؤثر على إجابتي أهلاً ولا مالاً ولا جاهاً”. في 28 شعبان 1299هـ.
(3). يمكن النظر في مقال مترجم لشاركي عنوانه: “الفتوحات الإسلامية لأحمد زيني دحلان: نظرة معاصرة للمهدي السوداني” في هذا الرابط https://tinyurl.com/ywj6wkk6 جاء فيه أن السيد دحلان أكد في كتابه على أن “محمد أحمد السوداني ليس هو بالتأكيد ذلك المهدي المنتظر”، غير أنه كان يرحب في ذات الوقت بكل عمل يعاكس (أو يقلب) مد تيار الأحداث الحالي.
(4) أحمد العوام الحسيني هو مصري نُفِيَ للسودان لمشاركته في ثورة عرابي، وكان من أنصار ثورة مهدي السودان. له مُؤَلَّف بعنوان “نصيحة العوام والعلاقة بين العرابية والمهدية”. وفي أيام حصار الأنصار للخرطوم وجدت السلطات منشورات في منزله تساند المهدية، فتم إعدامه. (لمحمد إبراهيم أبو سليم كتاب بعنوان “نصيحة العوام والعلاقة بين الثورتين المهدية والعرابية”، ولمحمد رشدي حسن كتاب بعنوان: “نصيحة أحمد العوام والعلاقة بين العرابية والمهدية”.
alibadreldin@hotmail.com