تمليكاً للحقائق وبعيداً عن أي نزعة قبائلية، أقول بمناسبة الحديث الدائر في الفيسبوك عن مستر بول وايلا:
أن مستر بول لم ينزع النظارة من الحباب وانما عرض على كنتيباي حسين أن يكون ناظرا على قبائل الحباب في السودان، لكن كنتيباي رفضها . وفي تقديرنا أن رفض كنتيباي حسين للنظارة كان قراراً غير موفق ( بالرغم من أن الحباب حين عرضت عليهم النظارة كانوا مستوفين لشروط استحقاقها استيفاءً كاملاً) – بحسب قانون الإدارة الأهلية – الذي وضعه الانجليز وأداروا به شؤون القبائل في كل أنحاء السودان…
أقول هذا الكلام لا رغبة في الانتصار لأحد ولكن احقاقا للحقائق الموجودة في الوثائق السودانية وفي كتب المؤرخين السودانيين لكل باحث عن الحقيقة الموضوعية. فمستر بول لم ينزع النظارة من الحباب، وايلا حين منح النظارة للحباب – بعد ذلك بعقود – كان الأمر يتعلق بنظام تسييس الإدارة الأهلية الذي اعتمدته سياسات المؤتمر الوطني، وهو الأمر ذاته الذي حدث في ملابسات وكالة ناظر بني عامر في البحر الأحمر.
ملحوظة
…………
في تقديري اليوم ينبغي أن لايهتم شباب بني عامر والحباب بل ينبغي لهم أن يرفضوا رفضا باتا تدخل الادارة الأهلية في السياسة – كما ورطهم نظام المؤتمر الوطني منذ ثلاثين سنة – ونظرا للدور غير الايجابي الذي كشف عجز الإدارة الأهلية في أحداث الفتنة بشرق السودان والتي تحمل مجتمع بني عامر والحباب أضرارا كبيرة فيها فإن المهم اليوم أن يتركوا هذه الادارة الأهلية ونظارها ووكلاءها لشؤونهم الخاص، بل ولا يجب عليهم كذلك البحث عن نظارة جديدة يلتفون من حولها – كالنظارة التي تسمى ببني عامر المتحدة – لأن كل ذلك ارث كيزاني منبوذ في العمل السياسي ولن يؤدي إلا الى الفشل الذريع -،كما رأينا الفشل الذريع لما سمي بالمجلس الأعلى لنظارات البجا والعموديات المستقلة – أمام شباب بني عامر والحباب اليوم لنيل حقوقهم السياسية كواطنين سودانيين مهمشين وكجزء من مكون البجا في شرق السودان خيارين اثنين؛ إما تأسيس حزب سياسي مطلبي يقوم على مبادئ المطالبة بالتمييز الايجابي كونهم من أهم المكونات السوداني التي ينطبق علؤها بند التمييز الايجابي، أو الانخراط في الأحزاب السياسية السودانية والعمل على تفعيل بند التمييز الايجابي في أجندتها كثمن طبيعي ومستحق للانتماء لتلك الأحزاب. أما توهم الحصول على شيء من خلال الأجسام القبائلية فهو حصاد للسراب.
محمد جميل أحمد