يبدو ان تاثير العمر قد اثر علي قدرته علي الحديث واختيار العبارات المناسبة وادراك الفرق الكبير بين النقد الفني وطبيعة الفنون وهويات الامم والشعوب اضافة الي كونه شخص في حالة توتر و تحرش دائم بكل من اختلف معه في الرأي ومخالفته لقواعد واداب النقد الفني في مخاطبة الاخرين يشهد علي ذلك ارشيفه الضخم والمخيف من المشاهد الحية لكل ماسبق ذكره والمشاجرات المتلفزة علي الهواء مباشرة ..
علي الرغم من قيامة بتلحين اشعار واغاني ستظل خالدة في وجدان الملايين لقمم فنية معروفة في مصر والوطن العربي ..
ولكن الي اين المفر من موسيقي السلم الخماسي الذي يحتل مساحة واسعة من وجدان ملايين المصريين من عرب ونوبة علي الحدود الجنوبية للدولة المصرية وما علاقة ذلك بالهوية و الجغرافيا السياسية والتاريخية للمصريين ام ان هولاء قد هبطوا علي مصر من كوكب اخر ..
تصريحات حلمي بكر عن مهرجان الموسيقي العربية ونوعية الفنون الموسيقية السودانية في زمن المقاولات والسمسرة الفنية فتحت الباب امام بعض الافراد والمجموعات الاليكترونية الشعوبية والعنصرية النابحة في السودان لاجراء مقارنات غير منطقية في هذا الصدد بمفردات وعبارات تفوح منها رائحة الاحساس بالدونية تجاه الاخرين وهو امر يخالف طبيعة السودانيين اينما وجدوا في اي مكان في هذه المعمورة علي الرغم من الدمار الشامل الذي لحق بالدولة السودانية لعقود طويلة من الزمان واستمراريته حتي يومنا هذا …
وبمناسبة تحول هذا الجنرال الفني الي مؤرخ يخلط بين الحديث عن السلم الخماسي للموسيقي السودانية وهوية السودانيين هل يعرف هذا الشخص الغريب الاطوار ان السودان قد كان قبل ان يكون هناك عرب وعروبة معروفة لدي الاخرين قبل ان يطهر الاسلام العروبة من الرجس والوثنية والهمجية وقد ارتضي الناس في السودان الاسلام بعد ذلك الوقت وهو البلد الوحيد من كل شعوب العالم الاسلامي الذي ارتضي الاسلام دينا وعنوان رئيسي لهوية هذا البلد العريق بالتراضي وباختياره المطلق وبصورة تدريجية بعيدا عن القهر و سيوف الفتوحات الاسلامية وبموجب اتفاقية تاريخية شهيرة ومعروفة …
وبعد ذلك التاريخ ظل السودان دائما اضافة للعروبة وليس خصما منها علي كل الاصعدة خاصة فيما يتعلق بالتدين واللغة وادب الحديث وفصاحة البيان واللسان اكثر من كل الشعوب والامم الاعجمية التي شكلت خريطة العالم العربي في مرحلة مابعد الفتوحات الاسلامية …
لقد هاجر المعلمين السودانيين في اللغة العربية والدين الاسلامي الي الارض التي نزلت فيها رسالة الاسلام في المملكة السعودية قبل النفط والطفرة النفطية بكثير وتركوا اثارهم العلمية والثقافية هناك وحتي يومنا هذا في اليمن القديم ودول الخليج العربي والسوداني يتحدث بلسان فصيح علي الرغم من وجود اللهجة العامية ولغته مفهومة الي حد كبير اكثر من لغة معظم شعوب العالم العربي الافتراضي التي تخالطها مفردات لغات اخري …
عموما لايلام مثل هذا الشخص المشار اليه في تطاولة المبطن واستخفافه بشعب السودان اكثر من هولاء المتاسلمين الذين هدموا الدولة السودانية وحولوا شعبها الي مجموعات مهاجرة تقف علي بوابات الحدود في كل بلاد الله ومن تبقي منهم في الداخل يحصده رصاص الميليشيات التي ترتدي الازياء الرسمية للجيش والشرطة نتمني معجزة من رب العالمين ترد غربة السودانيين بعد نهاية هذا الليل المظلم الطويل .