نخب الهامش والنخب النيلية على حلبة السياسة!

اتفاقية جوبا التي فرضتها نخب الهامش الافتراضي على المكون العسكري، بل على كلّ الشعب السوداني تشبه اتفاقية البقط التي وقعها عبدالله بن أبي السرح مع النوبة(املاها غالب على مغلوب).. أثبتت نخب الهامش التي صعدت بالرافعة الإثنية المسلحة إخفاقها المريع السريع الذي لا يحتاج لجدال.
حينما وقعت تلك الاتفاقية ركزت على تتظيماتها، وليس على الهامش المزعوم الذي تنكروا له، وقلبوا له ظهر المجن.
الحرب في دار فور، وفي جنوب النيل الأزرق. هم وقودها، وتلعب فيها تلك النخب المؤدلجة بزيف الإثنيات دورًا مؤجِجًا مخيبًا للآمال ومجهضًا للأحلام.. حتى الآن لم يلتفتوا للنازحين في المعسكرات. ركزوا على جحافلهم وبطانتهم. أخفقت اتفاقية جوبا في إحلال السلام، بل أضرمت النيران، دون أن تطرف جفن لقادتها الميامين.
هذه النخب التي يقودها جبريل وأركو وعقار واردول وحجر والهادي وقادتهم، هم أسّ المحن وجوهر المعضلة.
ها هو جبريل يجاهر بالمعاصي، ويتحدى ولا ينكر الفساد، يفتخر بأنه منح ابن أخيه إعفاءً؛ لأن هذا من حقه ياللفساد!
لو كانت هناك دولة ديمقراطية؛ لاقيل أو استقال.. لتتجلى وتتبدى نهايته السياسية المأساوية للعيان!
ها هو يفاقم، ويضاعف الضرائب لاعتصار المركز الذي ظلمه ذات يوم، كما يدعي، ويزعم.
كم ازعجوا الناس بمصطلج غوغائي دهمائي دوغمائي وعشوائي(النُخب النيلية) يتحدثون بشوفينية ونرجسية؛ زورًا وبهتانًا عن نخب المركز الفاسدين الفاشلين العنصريين العروبيين ( الجلابة) لم يحدث أن حكم السودان حاكم فاسد ويزهو ويفاخر. بذاك. نخب الهامش السياسية المنفذة الآن ليست لديها حصافة ولطافة ولباقة السياسي الماهر ألم هوب..ها هو جبريل يتوعد بالحرب إذا لم يقبل المركز الضرائب الباهظة.
هم موافقون على فضّ الاعتصام، وعلى قتل المتظاهرين، وأيضا على إانقلاب ٢٥ أكتوبر.. الحديث عن نخب مركز غير دقيق..
حُكمُ السُّودانُ – شموليّ عسكريّ ؛ من هؤلاء الحكام الانتهازي الاناني والمتسلق والمخفق- من الهامش والمركز .. وظلموا الهامش والمركز. إذا افترضنا جدلًا بأن هناك نخبًا في المركز فاشلة، ولكن بمقارنتهم مع نخب الهامش لوجدنا نخب الهامش هي الافشل.
وهذا ما أثبتته الجبهة الثورية عمليًا إتبان حكمها المتحالف مع العسكر! شعارها فلنستحوذ على كلّ الثروة والسلطة باسم الهامش الذي همشوه ونسوه واقصوه..الحل في حكم مدني ديمقراطي ينصرف فيه العسكر لمهمة الدفاع عن الوطن، بعد أن اغرقوا حلفا بمياه السد العالي، ورحلوا اليهود الفلاشا لاسرائيل، وفرطوا في حلاليب وشلاتين وأبو رماد، وارتكبوا مجازر دار فور، وجبال النوبة، ثم فصلوا الجنوب، هؤلاء ليسوا النخب النيلية(كمفهوم ومصطلح قاصر) بل النخب العسكرية من جنرالات السياسة من لدن عبود ونميري والبشير.