لا أعرف من أين أبدأ، فقد أصبح ضيقي بقراءة أي نص قبل نشره معاناة حقيقية؛ بسبب الأخطاء الساذجة التي نقع فيها.
فكرت كثيراً في إعداد حلقات مرئية عبر اليوتيوب عن بعض الأخطاء المزعجة، إلا أنني أتعلل بالوقت، وبضيق الإمكانات لإخراج عمل مميز، وبأن الناس “ما فاضية”.
مع أن هناك أعمالاً تتناول الأخطاء التي أقصدها إلا أن كثيرين منا لا ينتبهون لها، وأقول في نفسي: لعل القوم ينتبهون إذا أتي الأمر من واحد منهم، على الرغم من القول الشائع: “لا كرامة لنبي في قومه”.
تألمت اليوم ألمًا شديدًا، وأنا ألاحق “الياءات” في موضع الألف المقصورة، “على، إلى، منى”، وقد صارت “علي، إلي، مني”، والمصيبة أن المخطىء كاتب كبير تتناقل مقالاته كل الأسافير والصحف الورقية والإلكترونية، من دون أي تصحيح.
والأدهى أن التصحيف ويعني “تحريف كلمة بتحويل وضع حروفها أو تحويل أحدها إلى آخر يُشبهه في الرَّسم”، لا ينتبه إليه أحد، كأن الكاتب لا يأتيه الباطل من بين يديه، في حين أنه سيكون أكثر الناس امتنانًا في حال تصحيح الخطأ أو التصحيف.
ومن أكثر مسببات الألم بالنسبة إلي قضية “همزتي الوصل والقطع”، خصوصًا في المصادر، فالقاعدة تقول إن همزة الوصل تكون في مصادر الفعل الخماسي والسداسي، مثل: “اقتصاد/اقتصد”، “استعمال/استعمل”، بينما همزة القطع تكون في مصدر الفعل الرباعي “أعلم/إعلام”، وهذا أمر سهل تطبيقه بقليل من التدرب.
والعجب أن هناك قاعدة حاسمة جازمة إلا أننا نصر على كسر عنقها، وهي أن هناك عشرة أسماء نصَّ عليها علماء اللغة، على أن همزتها همزة وصل، إلا أننا نصر على “تهميزها بذمة مع سبق الإصرار والترصد”، وهذه الأسماء هي: اسم، ابن، ابنة، ابنم، امرؤ، امرأة، اثنان، اثنتان، ايم الله، اسْت.
طبعًا هناك أسماء يكثر استخدامها، وأخرى من النادر أن نستخدمها، ولكن لا صعوبة في حفظها، لعل وعسى.
أرجو ألا يُفهم من حديثي هذا أنني “أتعالم”، ولكن هذا ألم نفسي أعانيه بحكم المهنة، فأردت البوح به، لعلنا نتبادل المعرفة، ونتخفف من أخطائنا.
إذا راقت لكم فكرة قناة اليوتيوب الخاصة بهذه الأخطاء البسيطة في إعلامنا، أرجو التعليق بما تراه، فلعلي أتقدم أو أتراجع.
أستحي طرح مثل هذه القضية في حضرة أعلام، مثل الدكتور محجوب محمد آدم، والدكتور عثمان أبو زيد، والزملاء الأعزاء من الصحفيين المخضرمين، لكنني أعلم أنهم سيكونون أكثر ترحيبًا بفتح قضية تبدو بسيطة إلا أنها تشوه جمال لغتنا.
دمتم بعافية
تحياني وتقديري دكتور حسين.. فعلا ألمك جميل.
الاخطاء في الكتابة أصبحت مؤلمة ومريعة، والأمرُّ منها السكوت عن الخطأ، وتقبله، بل مدح كاتبه.. أتمنى أن ننتبه وننبه لها حتى تستقيم الاحرف..
لك التحية
فكرة القناة ممتازة..
وطرقت موضوعاً له أهميته لكل من يمسك قلماً.. أو بعتلى منبرا.. نشاطرك الألم ونقتسمه معك وخذةً وخذة.
فكرة القناة ممتازة..
أثرت أمرًا عالي الأهمية وليت البث عبر يوتيوب يأتي معززا بغرافيكس تسمح بكتابة الكلمات التي تتعرض للبطش
جعفر عباس
سلمت أستاذنا.. اقتراح رائع، ولا نستغنى عن رأيكم وخبراتكم.