“يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فأدخلي في عبادي وأدخلي جنتي ” صدق الله العظيم الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه، ونصلي ونسلم على نبينا محمد المصطفى صلى الله عليه وسلم، خير البرية، وشفيع الامة يوم الكرب والزحام. مضت اربعين يوماً منذ أن صعدت فجر الخميس (8 سبتمبر2022م) روح شقيقي الأكبر محمد أحمد دقاش الملقب “بالتمير سير” بمدينة الأبيض، ولا أدري هل يقصدون بكلمة سير Sir الإنجليزية أم لا. نسأله تعالى أن يتغمده بواسع رحمته ومغفرته، ويرزقه الجنة، فهو ارحم الراحمين.. آمين. الموت حق، وهو سبيل الأولين والآخرين، وتلك من سنن الحياة، ولا نقول إلا ما يرضي الله.. في مسيرة حياتنا نشهد فراق الأب /الأم/ الاخ/الأخت / الابن/ الابنة، وأقارب واصدقاء أعزاء فنسكب ساخن الدموع حزناً لهذا الفراق، ولولا نعمة الصير والنسيان لاستحالت الحياة على الناس. الراحل محمد التمير هو كبير الأسرة وكان بمنزلة الأخ والأب، خصوصاً بعد رحيل الوالد الأنصاري أحمد دقاش له الرحمة والمغفرة.
نشأ محمد التمير- المرحوم بإذن الله – في بوادي الحوازمة التي تتمدد من قوز كردفان شمالاً، عبر جبال النوبة الزرقاء الشامخة شموخ أهلها، حتى تخوم مصايفهم حول ملكال. دخل الخلوة مع مجموعة من أقرانه في باكر سنين عمره، فتعلَّم مبادئ القرأن على يد الفكي محمد قطية الرقيق سلك الدهب، ثم تركها كغيره من صغار البقارة الذين تصرفهم حرية البادية وطلاقة الحياة عن التعليم، فلا يألفون قيود الخلوة والمدرسة فيتمردون عليها مبكراً، وينصرفون إلى مناشطهم، كالرعي وحركة الترحال وغيرها من فنون الحياة، التي هي قمة طموحاتهم ومتعهم. بعد تركه الخلوة اُلحق مع ذات مجموعته مع إلحاح الادارة الاهلية على التعليم بمدرسة الحمادي الاولية حاضرة نظارة الحوازمة عبدالعال، لكن ايضاً لم يكمل تعليمه. أن تفك الخط وتقرأ الخطاب كان ذلك غاية ما يطمحون إليه. فمهنة الرعي كانت متعة جاذبة للصبيان وفيها عز، كما يراه أهلها ووظائفها شاغرة تستوعب أي أيدٍ عاملة. شباب البادية تجدهم في الغالب يفكرون ويتصرفون جماعياً. ففي باكر سنين البلوغ استهواه وبعض أقرانه ألق العسكرية، وتلك الريشة التي تعلو رؤوس عسكر الهجانه، خصوصاً وهم يسمعون الحكامات يرددن أغاني العجكو “صبحو غربو شكو الريش بتن ماجو ..” وتلك قمة العظمة عندهم. فالشباب في زيارتهم للمدن يقفون متفرجين إعجاباً بالعسكر الذين يضعون الريشة السوداء على رؤوسهم رمزية الهجانة أو الريشة الحمراء رمزية شندي الشمالية. قرر محمد التمير وأثنان من أصحابه (إدريس نورالدين المشهور بالجنوبي، ومحمد حمدان الذي عرف بخليبيت) وآخرون الهروب خفية إلى الأبيض للالتحاق بالعسكرية وسط هول وبكاء الأسر من خطورة هذه المهنة في ذلك الزمان، في متنصف الستينيات من القرن الماضي، وحرب الجنوب مستعرة مع “الاجانجا” والأخبار تترى عن بطولات ومآسي الحروب. لحقهم الأهل بالأبيض فوجدوهم قد أكملوا إجراءات التجنيد وفي طريقهم إلى مركز التدريب “بام جلباق ” من ضواحي الأبيض، وقد تعاهدوا على عدم التراجع مهما كان إصرار الأهل، خصوصاً أن في تراجعهم عن التجنيد مآخذ كثيرة تمس وضعهم الاجتماعي، الذي لايقل عن الفرار يوم الزحف ، فعادت الاُسر، وهي لا تملك الا الدعاء لهم بكل خير . خالتنا الحكامة “فانه” فاطمه محمود، طيب الله ثراها غنته رغم خطورة الأمر في أغنية طويلة أحفظ منها ما يأتي : أنت من مرقتا الكرديتا تراب الاهل ماطليتا.. أنت مد الشطة الحارة كلتا ومليتا… التمير السير ولد.. الحي بعود البلد.. وهذا يعني القبول بالامر الواقع بتجنيده لكن مع التفاؤل بالعودة سالماً إن شاء الله. وها أنت اليوم السير ولد لم تعود البلد يا وجعاً تمدد … مضت سنين وسنين في الجنوب، وعاد محمد التمير من الجنوب بالسلامة، وتزوج وفرحت الأسرة والأهل في احتفال كبير بعودته، وبقي هو بالجيش، فكان هو الهادي والمحفز في تعليمنا نحن إخوانه باصراره الشديد على مواصلة التعليم، بعد احتكاكه بالآخرين وإدراكه لقيمتة. في سنين العسرة والجفاف تنفق وتموت البهائم، ويفقد بعض الناس مراحاتهم، وقليل ذلك الذي يدرج العاطلة، ويفتح المطمورة فيكيل للخالات والعمات. في تلك العُسرة، فزًعته أختنا الكبرى نعيمة دقاش”بنت زيدو” بعد ما اصابها وأولادها من العُسر، وهي تقول: راقده في جوف الليل النوم من عيني طار .. الوالده صبرتني قالت لي العندو ولد أم ما بنضام.. فرد عليها شقيقها محمد التمير ولسان حاله يقول في تكملة الاغنية : أبشري بنت زيدو قلبك ما يكون شغال .. دنقري شيلي القُران وانهمي من رقى بقري غبيش .. وأم ديوان.. والقُرآن هو الحبل الذي يستخدم في حلب الابقار .. وكلمة أنهمي تعني نادي واستدعي ما تشائين من بقري “غبيش وأم ديوان”، وعادة الابقار لها اسماء إذا ناديتها استجابت هي وعجلها للحلب. فردت عليه أخته بنت زيدو قائلة وهي تنادية باسم “ابو دنقي “: ابودنقي التلب الما ختو عليهو حوية عاصي الجمال .. ابو دنقي حملو التقيل دنقر شالا… دربك فرق ياتو البعدي بيا .. العسيرة الحره خالة أبو حميد الجواب الجاكي أقري .. ابودنقي قلبو حنين ما جفي .. أنت بحر عومي .. منه بغرف وبجي .. أنت سرير نومي الفوقو بنتكي.. الوالده أنتي الشجرة الظليلة اللامة كل البجي… أنا دايره ليك العافية والعافية من الله.. دخل الغابة صغير وحرب الجنوب تما .. في الدواس بيقاتل عجل لمّا ” عجال لاقت”. التمير باولاد امّا أمتحنو نجح ما جلا .. العيال خاتيين الزلا .. هوي البنات تيرابهم ما تخلنا .. تُراثنا الشعبي زاخر بالملاحم الاجتماعية والشعرية التي تتجسد فيها روح التكافل والحماسة والفزع عند الشدة، والحكامة بإمكانها استدعاء فاضل القيم التي تعزز مكارم الاخلاق ، والترابط التي هي مصدر قوُتنا اجتماعياً، وهذا سر تميزنا إيجاباً من بقية الشعوب. الأجل لا فداء فيه إذا حل .. الوالده أم التمير قالت في أحد اشعارها وهي مريضه “كن العمير بدافعوا ليه عندي خريج الجامعه ” تنطق الهاء مع الإمالة وهي تعني أن الاجل لو هناك من يدافع فعندها من الخريجين من يقوم بهذه المهمة. لك الرحمة والمغفرة أخي الاكبر محمد التمير، لقد تركت لنا فراغاً كبيراً، وهو التحدي الذي يصعب علينا مجتمعين سده. سيفتقدك إخوانك في مخابرات عند وادي ابو حبل. والأهل في الصعيد يوم اللمة في الشينة والسمحة.. بل سيفقدك مجلس شورى الحوازمة/ عبدالعال عند ناظرنا المبجل بقادى محمد حماد.. اللهم لا تفتننا بعده، واطرح البركة في ذريته، ومكننا من بره بالدعاء والصدقة، وإلى جنات الخلد، آمين…
نسأل الله له الرحمة والمغفرة وجنات الرضوان مع الصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.
حقا كان رجل القبيله.. وزعيم العشيرة ..جواد معطاء كريم… مقيلا للعسرات و محب لأهله رحيم بامه وصلة رحمه… لين الجانب لأخته الذي كان يحسن معاملتها ويبرها بأحب مما يملك (غبيش وأم ديوان) عملا بقوله تعالى لن تنالوا البر حتى تنفقوا مماتحبون…نسال الله ان ينال البر كله في جنات الخلد. بأفعاله الكريمة هذه خصاله السمحة قد قدم إلى دار القرار وسعى ليها بثبات .
له الرحمة والمغفرة ولكل والدينا وموتى المسلمين اجمعين. ولكم الصبر وحسن العزاء .ولا نقول إلا مايرضي آلله لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.
ربنا يرحمك ويغفر لك يا ابوي ويتقبلك قبولا حسنا يارب
وبارك الله فيك عمو العالم ومتعك الله بالصحه والعافيه
نسأل الله له الرحمة والمغفرة وجنات الرضوان مع الصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.
حقا كان رجل القبيله.. وزعيم العشيرة ..جواد معطاء كريم… مقيلا للعسرات و محب لأهله رحيم بامه وصلة رحمه… لين الجانب لأخته الذي كان يحسن معاملتها ويبرها بأحب مما يملك (غبيش وأم ديوان) عملا بقوله تعالى لن تنالوا البر حتى تنفقوا مماتحبون…نسال الله ان ينال البر كله في جنات الخلد. بأفعاله الكريمة هذه خصاله السمحة قد قدم إلى دار القرار وسعى ليها بثبات .
له الرحمة والمغفرة ولكل والدينا وموتى المسلمين اجمعين. ولكم الصبر وحسن العزاء .ولا نقول إلا مايرضي آلله لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.