خبيرة في العلاقا الدولية: التعاون المستقبلي بين السودان وإثيوبيا يجب أن يبنى على المصالح الإستراتيجية
د. رجاء شوكت
افتتحت أمس الأول السبت (15 أكتوبر 2022م) فعاليات منتدى تانا للأمن والسلم الأفريقي بمشاركة واسعة من رؤساء الدول والحكومات الأفريقية، ورئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي وممثلي المنظمات الإقليمية والدولية.
ابتدر رئيس الوزراء الإثيوبي أبى أحمد الجلسة الافتتاحية مؤكداً أن منتدى تانا رفيع المستوى سيخلق فرصاً للتعامل مع القضايا الأمنية في القارة، وتعزيز حالة السلم في المنطقة.
وأرجع أبى أحمد أهمية المنتدى بوصفه منبراً لمناقشة التحدِّيات التي تواجه أفريقيا في مجالات السلم والأمن والتنمية، مبيناً بحث المنتدى سبل إحلال السلام وزيادة الفوائد الاقتصادية والاجتماعية للمجتمعات الأفريقية، وانتهاج المرونة في مواجهة الصراعات التي تنشأ بالقارة.
كما خاطب المنتدى رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى الفكي مبيناً أهمية انعقاد المنتدى في هذا الظرف الدقيق الذي تمرُّ به القارة؛ مشدداً على دور المنتدى في مناقشة قضايا القارة وايجاد الحلول المناسبة لها.
كما شارك رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان في المنتدى، وأكد أن “انعقاد منتدى تانا يمثل منهجاً جديداً في معالجة قضايا القارة”، وهو منهج يحقق شعار الحلول الأفريقية للمشكلات الأفريقية، وأن السودان بوصفه دولة فاعلة في محيطها الإقليمي ظلّت حريصة على المشاركة البناءة في فعاليات المنتدى منذ إنشائه، معرباً عن أمله في أن تخرج هذه الدورة بنتائج إيجابية تسهم في تعزيز الامن والاستقرار في القارة.
وعقد الجانبان السوداني والإثيوبي جلسة مباحثات مشتركة على هامش المنتدى بمدينة بحردار الإثيوبية، أكد البرهان أنه فيما يتعلّق بقضية سد النهضة فإنه”من الممكن التوصل إلى اتفاق بشأن القضايا الفنية للسد”.
وأبان أبى احمد أن مشروع سد النهضة ”سيعود بفوائد كثيرة على السودان، ولن يكون خصماً عليه”، وتقدم بمقترح لإنشاء آلية للتكامل الاقتصادي بين البلدين ورحب البرهان بالمقترح، وشدّد على أنَّ القضايا العالقة بين البلدين يمكن حلّها بالحوار؛ مؤكداً حرص السودان على الاحتفاظ بعلاقات وثيقة مع الجارة إثيوبيا.
وثمن رئيس الوزراء الإثيوبي مشاركة السودان المنتدى قائلاً ”إن العلاقة مع السودان ذات خصوصية”، وأكد الجانبان ضرورة معالجة المشكلات كافة بالطرق السلمية عبر اللجان الفنية المتخصصة.
ضم الوفد السوداني كلاً من وزير الخارجية المكلف السفير على الصادق، ومدير جهاز المخابرات العامة الفريق أحمد ابراهيم المفضل، وسفير السودان لدى إثيوبيا، وضم الجانب الإثيوبي وزير الخارجية، وحاكم اقليم أمهرا.
وفى إفادة خاصة (للتحرير) علقت د. خنساء علي كباره أستاذ العلاقات الدولية بجامعة دنقلا، عميد كلية الاقتصاد، أنَّ منتدى تانا رفيع المستوى سيخلق فرصاً للتكامل القاري إذا ما عمل جنباً إلى جنب مع المنظمات الإقليمية، مثل:” ايغاد، ايكواس، سادك” لتجنيب أفريقيا ويلات الحرب، والعمل على فرض السلام، وتبني مجتمعات ما بعد السلام، وترتيب البيت الأفريقي بما يليق بموارد وإمكانات القارة البكر.
أما عن علاقات إثيوبيا والسودان فذكرت”أن التعاون المستقبلي بينهما يجب أن يبنى على المصالح الإستراتيجية وتعميقها، ووضع أسس ثابتة لمعالجة الخلافات الطارئة كي تتجه الجهود نحو التنمية المشتركة”.
وقالت: “من المهم أن ننظر للعلاقات السودانية الإثيوبية في سياق تاريخي متصل لا سيما في قضايا الحدود والمياه؛ لارتباطها بالنهج التاريخي القائم على مصالح الدول الكبرى، وحروب الوكالة في المقام الأول؛ خصوصاً أنّ السودان يمر الآن بنقطة تحول رئيسية نحو التحول المدني الديمقراطي المستدام، وكسر مساره الدائري للأبد. لابد إذن من تغيير الرؤية كلياً في تفسير الخلافات الحدودية، وآليات حلها، وعدم جر البلاد في معارك من غير معترك، وتقديم السلام؛ ليكون هدفاً مرتبطاً بغايات التنمية والتكامل الاقتصادي”.