د. رجاء شوكت
كشف رئيس حزب الأمة القومي اللواء معاش فضل الله برمة ناصر عن تلقي الحزب دعوة رسمية من الحكومة المصرية لزيارة القاهرة.
واعلن الحزب في بيان له مغادرة وفد عالي المستوى من قيادات الحزب وهيئة شؤون الأنصار لمصر ؛ يضم الوفد رئيس الحزب ونائبا الرئيس صديق محمد إسماعيل ومريم الصادق المهدي، والأمين العام للحزب الواثق البرير، ورئيس المكتب السياسي محمد المهدي حسن، والأمين العام لهيئة شؤون الأنصار عبد المحمود أبو .
أوضح بيان الأمانة العامة للحزب أن الزيارة تأتي لبحث سبل التعاون المشترك في القضايا التي تهم الشعبين ، وأن الوفد سيلتقى بمسؤولين في الحكومة المصرية والازهر الشريف، وبعض المراكز البحثية، وقيادات فرعية الحزب، وهيئة شؤون الأنصار بمصر .
تأتي الزيارة في ظل تسريبات إعلامية مستمرة عن تسوية مرتقبة بين قادة المكون العسكري ومجموعة قوى الحرية والتغيير المركزي – يعد حزب الامة احد فصائله – وتقود التسوية الآلية الثلاثية ( الأمم المتحدة، الاتحاد الافريقي، منظمة الإيقاد)، وذلك بدعم وتسهيل من المجموعة الرباعية (الولايات المتحدة الامريكية، وبريطانيا، والإمارات العربية المتحدة، والمملكة العربية السعودية) مع ملاحظة عدم مشاركة مصر في ملف التسوية، ووجود مزاعم بموقف مصري داعم للانقلاب، الذى أوقف مسار التحول المدني الديمقراطي بالبلاد.
هناك راى بآن الإدارة المصرية تحاول أن يكون لها دور في ترتيب المشهد السودانى بدعم مواقف بعض أحزاب مجموعة قوى الحرية والتغيير المركزي.
تتزامن الزيارة مع بدء قادة المكون العسكري وقوى الحرية والتغيير في محادثات جدية لإنهاء الأزمة السياسية، وتوقعات بتوصلها الى اتفاق وشيك في اقرب وقت .
ويتوقع أن تشجع القاهرة حزب الامة على تسريع خطوات الاتفاق مع قادة الجيش، وسط تسريبات بأن الحزب اقترح تولي فضل الله برمة ناصر منصب رئيس مجلس السيادة الذى سيعاد تشكيله بعد الاتفاق.
وسط هذه التكهنات والتسريبات الإعلامية أفصح اليوم القيادي بحزب الامة عروة الصادق ان زيارة الوفد للقاهرة ليست لها علاقة بالمفاوضات السياسية التي تجري بالبلاد حالياً؛ وانما هي اجتماعات دعت لها الإدارة المصرية في الربع الأول من العام الحالي، وتم تأجيليها الى أغسطس المنصرم، وتم الاعتذار من جانب الحزب نسبة لظروف كوارث الفيضانات التي مرت بالبلاد على أن تكون في أكتوبر الجارى.
كما شدد الصادق في رده قائلاً: “إن الادراة المصرية حينما دعت لهذه الزيارة لم يكن هنالك أي اتجاه نحو الحوار بين السودانيين ولم يكن هنالك حديث عن التسوية”، مؤكداً أن مواقف الحزب داعمة على الدوام لتواصل الشعبين، مع الحرص على استقلالية القرار الوطني، ودعم المصالح المشتركة.
ودحض الصادق الآراء التي ذهبت بغرض الزيارة لتلقي التوجيهات من مصر حول قبول التسوية وتسريع خطواتها بالقول “هناك من يحاول التشويش على حراك الحزب، ويقيده؛ ليقتصر دوره على الازقة والحواري السياسية” .
وفى سياق متصل أبان نائب رئيس حزب الامة محمد عبد الله الدومة عدم معرفته بما يشاع عن التسوية، مشيرا الى انهم في هياكل الحزب لم يعرض عليهم حتى اللحظة أي مشروع اتفاق سياسي، أو تسوية .
ودكر ان الزيارة بها تجاوزات اذ لا يستقيم أن يذهب الرئيس ونائباه ضمن وفد واحد، مؤكداً في ذات الوقت عدم الاعتراض على الزيارة في جوهرها.
لم يأت استفهام الرأي العام من عدد الوفد وطبيعة تكوينه، انما من التوقيت والظرف الدقيق الذى يمر به البلاد؛ وحالة الترقب والحذر من المفاوضات الساعية لصياغة وترتيب المسرح الجاري إعداده الآن.