يـا حاسِـدِي اسفِـــكْ دَمِـي لتنُـولا
مــــن مُـبـتـغـاكَ أســـاوراً وحُجُـولا
وارْفُــلْ بهـــا كـالـغــانيــاتِ مُــدارياً
بخسيـسِ فعـلِكَ ثــوبَكَ المَنْـسولا
سابـقـتَ ربَّـــات الــخـدورِ تـغنُّــجاً
وأضعـتَ عُمْــــرَك لاهــثـاً مَــذلُـولا
وفِّــرْ دموعَــكَ كي تُخـادعَ صاحــباً
واغــدقْ علـيه كلامَـك المَعسُـولا
أسرفـتَ في جـرحِ الفـــؤادِ بغَدرةٍ
وتـركـتَـني في دهشتي مَـذهُـولا
أجّـجْتَ في صــدري كوامـنَ جمرِهِ
وغـذوتَ ناري عـصـــفَكَ المــأكـولا
إنِّي حسبتُـك راغماً أُسْدَ الشَّـرَى
كـالـنَّــمـرِ بــزَّلَ صـــيــدَهُ تـَـبــزيـلا
أمَّــا الــضِّـــبَـاعُ فـراتـِعـاتٌ لـيـلَـهـا
كــيـمـا تـنـالَ طـــعــامَها المــرذولا
أدري الهجاءَ لمثلِ شخصِكَ مـدحةً
فحســبْتَ قـــولي رائعــاً وجمــيلا
لوكــنتَ تعـــلمُ للرِّجـــالِ مَــنــازِلاً
لأتـــاكَ قـَــولــي لاهِــباً ســـجِّـيلا
شـابَهــتَ في وَضــَحِ النَّهارِ نعَامـةً
وغــدَوتَ في ليـــلِ المـــكائدِ فِـيْلا
تسـعى بثـوبِ النَّاسكـينَ مُـخادِعاً
فمـلأتَ من كَـسْبِ الخَــنَا مـنـديلا
ولقـــد وهبْــتُـكَ سـاطعاً مُــتـلألـئاً
فــأَبــيـــتَ إلا خــافِــتــاً مَـــرمُـــولا
إنِّـي نَـبـذتُــكَ كي تَـلُـمَّ مطـــامِعاً
وتـلـوكَ مـن وَخَــمِ الأنـــامِ وَبِـــيـلا
يـا نـاكـرَ الـمعــروفِ رَدْعُـــكَ هَـيِّـنٌ
لو كـنـتُ فـي غيرِ الـعُـلا مـشغُـولا
لـكـنَّـني عِــفْـتُ الـكـــذوبَ وغـدرَهُ
وشـفـيتُ مـن قـولِ الصـدوقِ غَليلا
أسـعى إلى نيلِ المـعـالي جاهِـداً
وتركــتُ سـعـيَـكَ عـاجِــزاً مَـشلولا
أودَعْـتُ فـي جـيـبِ الزَّمانِ سنابلي
فاخـضـوضـرتْ أرضُ الوفــاءِ سُــهُـولا
أنا مـا نـدمـتُ لأنَّ غـــيثَ مَـكارمــي
أرخــى عــلـيـك عــرائـشـاً وخَـمـيـلا
مــا هـمَّني غـــدرُ الـصِّغارِ خسَاسَـةً
بـل هـــمَّـني قَـتْـلُ الـمــكارمِ غِــيـلا
نـفـسي تـرومُ الـمَـكرُمـاتِ وهـمَّـتي
تـرنـو إلــى بــدرِ الـدُّجــى قِـنـــديــلا
فـاقــنــعْ بعـيــشِ الصَّاغرينَ و ذلّـهــم
وارتَـــعْ بـســهـلِ الأكـــرمـيـنَ ذَلــيـلا