الصورة… الشجن الأليم… والغالي الثمين… والسر المكين.. وقد يتمنع المحبوب …ويبخل بها… ( توعدنا وتبخل بالصورة).. هي الذكرى الوجدانية … التي تدغدغ المشاعر وتنسال الأحاسيس جداول رقراقة تنساب نشوة وشوقاً عارماً في دواخل المحب حينما تتراءى له المحبوبة في صورة تحمل إليه طيفها الملائكي الجذاب الحالم البديع .. وقد تبدو له المحبوبة حين النظر إلى صورتها طائراً مغرداً بأجمل الأنغام والألحان يطوف معها بين الخمائل الغناء والرياحين والأزهار اللدنة المتفتحة.. وأحياناً تأتيه في صورة غيمة بشائرية تنزل مطراً سلسبيلاً يروي الزرع والضرع والناس والأرض اليباب … ما أجملها من حبيبية وجهها وجه خير وسعد صورتها هاشة باشة بابتسامة تشع نوراً وحياة وبهجة.. وفي أحايين اخرى صورة الحبيية تحكي لحبيبها أنها دنيا أخرى غير دنيا الناس … دنيا تتخللها مباهج حياة وجنان وحور وأنهار مياهها عسل مصفى ومناظرها خلابة تسحر الناظرين ..
أما حروف اسم الحبيبة فهي عالم آخر يهيم فيه المحب ويتغلغل في سويداء فؤاده نغماً طروباً وسحراً مهيمناً على كيانه ومشاعره المتأججة بالعواطف… فحروفها شمس تشرق في سماء قلب المحب .. وهي الرياحين والنسمة الشذية التي تهب على شاطىء مشاعره ومكامن العواطف الجياشة في أوتاره الناغمة بالوله والشجون والسهاد…
فحروفها العسجدية تتجسد فيها معانٍ يراها المحب بمثابة مفتاح من ذهب وزمرد وأحجار كريمة وصمام أمان لقلبها الذي انفتح على مصاريعه شوقاً إليه فقط دون غيره فهو أميرها وسلطانها في مملكة لا تسع إلا لاثنين غمرهما الغرام وباركهما الحب والحنان في مشوار حياة تحفها السعادة والحبور..
وحين يغرق المحب في بحر حروف حبيبته الهائج بالنشوى … فلا نجاة له ولا منقذ له إلا قارب طيفها الذي ينقذه في رمقه الأخير من نهاية حياته حينما يذوب في عالم الجمال .. وحينها يصدح منشداً بفرح: “حروف اسمك جمال الفال وراحة البال وهجعة زول بعد ترحال .. وتنية حلوة للشبال…ودنيتنا مشاوير وغنوتنا اللي ما بتنقال”..
عزالدين الجعلي… الر ياض