ما ذكرناه في الشذرة السابقة من افساد الكيزان لجهاز الدولة السودانية العام وسرطنته، سيعني لكل من يريد أن يقف على حقائق الأمور – لا مظاهرها – سيعني شيئاً واحداً يدل على أمر خطير جدا حدث خلال الثلاثين سنة، وهو : أن كل تعبيرات القبائل عن السياسة اليوم، ومظاهر الفوضى والتهييج والاحتقان، وما نراه من خطابات ما يسمى “دولة البحر والنهر” و”دولة البجا” وغير ذلك هو في الحقيقة مخلفات الإعاقة السرطانية التي سببها الكيزان في بنية الدولة السودانية عبر تدميرهم لجهازها العام، أي أن تلك التعبيرات تمظهرات كاذبة لا تملك أي مؤهلات على تنفيذ تلك الشعارات.
وقد جرى تخريب الدولة أصلا منذ ٣٠ عاماً، وبالتالي لا يظنن عاقل راجح العقل أن مثل هذه التعبيرات التي نراها من تجمعات ايلا وترك وتجمعات قبائل نهر النيل وغيرها في بقية أنحاء السودان انها بالفعل تجمعات تحمل مشروعات حقيقية لمصلحة البسطاء بل سيكون هؤلاء البسطاء وقوداً رخيصاً للمصالح الشخصية لأصحاب هذه المشروعات.
هذه المشروعات كدعاوى دولة البحر والنهر ودولة البجا وغير ذلك، هي في الحقيقة الخطة ب من المشروع الكيزاني الفوضوي، بمعنى اذا كان المشروع الكيزاني قد فشل ٣٠ عاماً، وهو على رأس الدولة، فمشروع الخطة ب للكيزان هو التصدي لكل محاولة لبناء الدولة السودانية على أسس جديدة بعيداً عنهم . لهذا فإن هدف الخطة ب هو تثبيت الفوضى وتركها لتفاعلاتها السائبة (التي ستؤدي في النهاية إلى حرب أهلية شاملة – لاسمح الله) والحيلولة دون قيام أي أسس جديدة للدولة السودانية..
كل من تأمل هذه الحقائق سيدرك أن الحراك الفوضوي اليوم، وسرديات القبائل، وخطاب الحواكير، والشعوب الأصلية، ما هو الا الوجه الآخر القبيح لأثر تخريب أجهزة الدولة السودانية، وسرطنتها على يد الكيزان منذ ٣٠ سنة.
تلك هي الحقيقة، وعلينا أن نتعامل بفكرنا، ووعينا في تأمل هذه الحقيقة بعيداً عن السراب الخادع في الخطابات المجوفة لمشاريع ” دولة اليحر والنهر” و “دولة البجا” وأنصارها من الغوغائيين والفوضويين في منصات فيسبوك والواتساب.
محمد جميل
هذ وهم لن يكون له أي تنفيذ علي ارض الواقع وهذ اخر كرت للكيزن نعلت الله عليهم بعد مادمرو وحدة السودان عن طريق القبائل وترسيم الحدود