على مر الخطى والوقت
بين حياتنا والموت
تحكمنا
خيوط البؤس والعسكر
ويرقص حولنا الأوغاد
والغوغاء والجهلاء
والتجار باسم الدين
باسم الراهب الأسعر
أباطرة من التعساء
لا عمقاً ولا مظهر
أنا لا أدري مصدرهم
ومأواهم ومسكنهم
ولا أسماءهم حتى
ولا فكراً لهم يذكر
عقائدهم
على أحزابهم تظهر
من فرعون سيدهم
إلى الإسكندر الأكبر
لا يدرون ما الدولةْ
وكيف سنكمل الجولةْ
وكيف يساق حاضرها
للمستقبل الأنضر..
وكيف يكون ماضيها
دروباً للغد المزهر
صراع الغابة الأعمى
في صحرائنا صرصر
رياح الحزن تغمرنا
وكل مدينة تسهر
على وجع واذلالٍ
وليل كالح أغبر
سياستنا تهاريج
وأبخرة
من الأهواء تتحدر
عصابات من الأسرى
لضيق الصدر والمصدر
بلا رؤيا ولا سقيا
ولا درباً ولا معبر
فكيف نقيم موطننا
وكيف نشكل المرمر
حضارات نشيدها
ليبقى حقلنا أخضر
متى يا سيدي ترحل
وتترك أرضنا تنمو
وتترك دارنا تكبر
والأطفال في وطني
إلى مستقبل أبهر
وشيخ القوم واعظنا
والتعليم يستأثر
بكل شرائح يسمو
ونكسر حائط المخفر
والأنثى نقدسها
على اشراقها نسكر
والأغوار نسبرها
بليل حلمه أقمر
أنا لا أعلم الساسةْ
ولا من قام
عند القصر قدّاسهْ
ولا من نصّب الحكام
فوق رؤوسنا جوهر
ولا الخبثاءَ في وطني
ولا عبود أو جعفر
ولا المهدي ولا منّي
و لا طاغوتَنا الأشهر
ولا جبريل أو دقلو
ولا القحاتةَ الأفقر
ولا من زيفوا التاريخ
في كرري
وفي توريت أو خيبر
كل حروفهم كذب
وكل طعامهم سحت
وكل حديثهم ثرثر
سنبنيه
بغير وجوهكم حتماً
بجيل قادم أقدر
بالعلماء بالنجباء بالأبناء
من وطني
بشعب رائع أسمر
بكل معالم الإصرار
بالإيمان بالثوار
لا بالجهل والعسكر.
معز عمر بخيت