• أثناء حديث الأستاذ محمد إبراهيم نقد سكرتير الحزب الشيوعي في ندوة جماهيرية ، هتف بعض المنتسبين للإنقاذ بهتاف ( لا تبديل لشرع الله )، انتظر نقد حتى هدأ هتافهم فرد قائلاً :- هو شرع الله دا ! … غيركم انتو… البدلو منو ؟ .
• المهندس الشفيع الجزولي سعيد كتب ” مرة كنت مع الأستاذ التجاني الطيب في المركز العام للحزب الشيوعي، فدخل الأستاذ محمد إبراهيم نقد، وبعد السلام سأله التجاني بصوت عالي عن صحته واحواله، ولما استفسرت الأستاذ التجاني عن سبب رفع صوته، أبلغني التجاني بأن سمع نقد أصبح فيه مشاكل. فسألت نقد عن سر ضعف السمع بالنسبة لي ولوالدي الجزولي ولنقد الآن، وبما اننا جميعاً دناقلة ! ، صمت نقد للحظة ثم اجابني ” والله، والله اغلم يا خينا يمكن تكون مشكلة قبلية .
• يحكي الأستاذ يحي الحسين المحامي رئيس حزب البعث السوداني، انهم وفد من حزب البعث يضمه والاستاذ محمد وداعة واخرين، زاروا الأستاذ محمد ابراهيم نقد صبحاً باكر حيث يقيم، رافعين اليه شكوى مريرة عن تعامل مندوب الحزب الشيوعي السوداني في تجمع الداخل، وكان وقتها المحاسب القانوني الأستاذ محمد محجوب (اللورد). طيب الأستاذ نقد خاطرهم ووعدهم انه سيعمل علي عقد اجتماع مشترك يزيل ما راكمته النفوس، ثم دعاهم بكرمه المعهود الي طعام الفطور. لكن وفد البعثيين فاجأ نقد بالقول ” لا بنفطر ولا بنشرب شاي ولا دايرين حتى مويه “.!!!
اندهش نقد من التصرف، وضحك قائلاً: بسم الله الرحمن الرحيم انتوا بعثيين ولا جعليين ! .
عندها- والحديث للأستاذ يحي الحسين- انفجر الجميع في الضحك الشديد، وجلسنا اليه نستمتع بحديثه العذب ودروسه التي لا تمل، حتى نسينا ما حضرنا من اجله، لكنه والحق يقال اوفي بما وعد به.
• ضمن اٍفاداته، في الحوار، الذى أجراه معه، الصحفي ضياء البلال، ورداً على سؤال، حول ما اٍذا كان، بريق السلطة، يغير فى التركيبة، النفسية والذهنية، للسياسي السوداني، قال محمد إبراهيم نقد :- السلطة فى السودان، مثل المعمل الكيميائي، الزول البتعرفو، يدخل بى هنا، بمكونات محددة، ويخرج بهناك، بمكونات مختلفة تماماً!.
• يكتب الأستاذ كمال الجزولي المحامي (جاءنا، مرَّة، في البيت، بادي الإرهاق، يتصبَّب عرقاً، والوقت منتصف الظهيرة، والدنيا صيف، والحرُّ شديد، فوقف متكئاً على الباب، قبل أن يدخل، وطلب، بلسان طبشوري، أن نلحقه بكوز ماء مثلج، وعندما أسـرع أولادي به إليه اجترعه، نفرةً واحدةً، كاتِماً أنفاسه حتى آخر قطرة، ووضع الكوز عنه، وهو يلهث، ويمط الحروف مطاً قائلاً: ـ “لا إله إلا الله.. وأشهد أن محمد رسول الله”
ثم ما لبث أن انتبه، فجأة، فالتفت إلـىَّ قائلاً:
ـ “بالله شوف ياخينا .. نتشهد فـي اليوم الواحد ألف مرة.. وبرضو يقولوا ليك.. ملحدين”! فانفجرنا جميعاً بضحك مجلجل!
• في مرة عاود نقد الشاعر محجوب شريف بمنزله للاطمئنان على صحته، وبعد الزيارة أصر محجوب أن يقدم نقد لباب البيت، ونقد يصر عليه أن يعود لسريره، فخيره محجوب بين أن يقدمه حتى باب المنزل أو يغني له أغنية لعثمان الشفيع ، فاختار نقد اغنية الشفيع، ولكن وما أن بدأ محجوب (بالصياح ) حتى قاطعة نقد بسرعة قائلاً له بحزم : يا خينا أقول ليك حاجة! ،، أرح قدمني!..
• كتب الأستاذ نورالدين مدني أبوالحسن ضمن مقال تمشي علي قدمين (واقعة حكاها لي التشكيلي علاء الدين عبدالرازق عندما كان نقد يقطن جارهم بالرياض، وكان يشاركهم الأفراح والاتراح، ويسهم معهم بنفسه في نظافة الحي، قال لي علاء لإنه كان حاضراً عندما طلب الحضور ذات يوم من نقد أن يؤمهم في الصلاة، وفعل، وعقب الصلاة تساءل أحد المصلين: “دحين ده ما نقد؟!!” وعندما أكدوا له ذلك أراد ان يتأكد بنفسه، فتوجه نحوه، وسأله : أنت محمد ابراهيم نقد، فأجابه قائلاً : أيوة محمد ابراهيم نقد، فما كان من السائل إلا أن قال له: ماك شيوعي؟!! أجابه نقد : بالحيل.
ومضى صاحبنا يسأل مندهشاً: وبتصلي؟!! فدخل الأستاذ نقد في نوبة ضحك دون ان يجيبه عن سؤاله الإستنكاري).
• مع الأسابيع الأولى لانقلاب الإنقاذ ، واعتقال دكنور حسن الترابي ، ضمن القيادات السياسية بسجن كوبر، والذي اعترف بخصوصه الترابي نفسه ، بأن الأمر كان بمثابة خدعة ، حينما قال للبشير اذهب أنت للقصر رئيساً بينما سأذهب للمعتقل حبيساً ، كان الجميع أصلاً يعلمون بأنها في الأساس خدعة ، حيث لم تكن تلك الخدعة الماكرة ، قد انطلت على الحس السياسي ، لدي كافة القوى السياسية بالبلاد ، وقد عبر عنها أبلغ تعبير ، محمد إبراهيم نقد سكرتير الحزب الشيوعي السوداني بالمعتقل ، عندما التفت يوماً إلى حسن الترابي ، قائلاً له بكل صدق :- (كفاك .. جاملتنا) .
• مع تزايد سعار الإنقاذ للقبض عليه، تقرر نقله مع الحماية اللازمة الي إحدى منازل الاسر. إحدى الامسيات قررت تلك الاسرة الخروج لحفل عائلي ساهر. قرر رب الاسرة ان يغلق باب المنزل من الخارج ربما تقدير منه ان نقد ومن معه لا حوجه لهم للخروج تلك الليلة بعد ان قام بتوفير المعينات اللازمة لهم. لسوء الحظ كان المنزل تحت الرقابة غير الأمنية، بل من حرامي حادث نفسه بأن صيده اليوم سيكون وفيراً، وبعد ان تأكد من ذهاب الاسرة امامه واغلاقهم للباب الخارجي، قفز من السور الخارجي ليتفاجأ بنقد وكادر الحماية. في لحظة شل كادر الحماية الحرامي من الحركة تماماً بينما كان نقد يصب جام غضبه عليه ” ليه تسرق ياخي ، شاب مفتل زيك يسرق ، و ، و”، ثم التفت نقد الي كادر الحماية ” يا زميل نادي البوليس ! منتظر شنو ! . في لحظة التقت عيون نقد وكادر الحماية ليلتفت نقد الي الحرامي قائلاً بصرامة شديدة ” يا زول دي اخر مرة وعقاباً ليك تنط بالحيطة مارق زي ما دخلت.
عبدالعزيز حسن علي
حكايات سودانية – كهربتكم بتقطع – رجالات سودانية و نواصل