(1)
• وردتني مقالةٌ/رسالة أكّدت المصادر أن كاتبها هو الإمام الهادي المهدي..وعندما نفذتُ فيها أجدُني أحملُ إحتراماً وتقديراً خاصاً لإمام الأنصار الشهيد..حيث أدَّعِي أن تلك الرسالة، مع أسباب أخرى، كانت وراء إغتياله وقصف (الجزيرة أبا) بقنابل سرب طائرات حسني مبارك..الرسالة كانت موجّهةً إلى جمال عبد الناصر..
(2)
بكل صدق لم أجد سياسياً سودانياً واحداً إمتلك لغةَ ومحتوى تلك الرسالة، وتحديَها، وسودانويتَها البارزة كما لو أنها جسارةُ عبد القادر ود حبوبة وعبد الفضيل الماظ..أو قُل جاءتها (جينات الجسارة) من أنبل ملوك النيل.. لا بل قُل هي جسارةُ الشايب “سام”..
وقصةُ هذا الرجل إختصاراً هي..أنه ركب حصانه مع رهطٍ من أهله في جنوب دارفور متوجهاً للِّحاق بالمهدي في دار صباح..بعد مسيرٍ وصل نواحي مدينة الأبيض فقيل له إنَّ المهدي تقدَّم إلى الرهد..فجدَّ في مسيرِه يطوي مطالع النجوم..ثم آنس ناراً..فقال لمرافقيه: فليذهب أحدكم يستطلع الأمر..فجاءه الخبر اليقين..”دي زريبة الكفار”..وأشار له مرافقوه بالإلتفاف حولها، وتجاوزها للوصول إلى جيش المهدي..فرفض فوراً..وعزم على إقتحام تلك الزريبة الشوكية.. وفعلها..واستطاع الحرسُ إغتياله بعد أن جرح عدداً منهم..واستشهد داخل الزريبة..فجاء القائد هكس ونظر وبسَر..
تلك الليلة نصفُ زريبةِ المعسكر كانت تعاني من الإسهال ووجع البطن، تحدثُهم أنفسهم: إذا كان هذا العجوزُ يفعلُ ما فعل فكيف بالشبابِ غداً ؟!!
(3)
الموقفُ كالحج في الإسلام..أليس يكفي الحجُّ مرةً واحدة ؟..كذلك مواقفُ الرجال..يكفي موقفٌ واحد فقط لتظلك خيمةُ ما نسميهم (رجالاً أو أبطالا)..
• بموجب هذه المقالة أعجبني الإمام الهادي ودخل (عندي) خيمةَ الرجال وبموقفه الذي سوف أفصِّلُه قطعةً قطعة..
• ديباجة الحديس: “فرَضَت علينا مسؤليتنا تجاه وطنِنا وقومِنا أن نكتبها إليكم”..من يجرؤُ على هذا الإستهلال القويِّ من الرسالة المعنية في وقتِنا الحاضر غير هؤلاء الثوار ؟!!
د. عبد الرحيم سعيد..الرياض