منحه من الوداد والمحبة والأخوة مافاق أقصى درجات القرابة والرجولة والنخوة الصادقة…
هو أحد أقاربه الأقربين، وكان من المحظوظين بالحصول على إقامة في إحدى دول الغرب… أكمل كل إجراءات السفر .. ولم يبقَ له إلا تذكرة السفر التي لم يتمكن من توفير قيمتها كاملة … حاول المستحيل وفشل في ذلك…. وأخيراً لجأ إلى قريبه الذي هاجر إلى تلك الدولة، ونال جنسيتها..
طلب منه تكملة قيمة تذكرته .. فاستجاب له هاشاً باشاً وأرسل له ما يريد من المال… واستقبله في المطار بل، أكمل جميله بأن أسكنه مع عائلته المكونة من زوجة وأبناء وبنات..
وإلى هنا والخير والإنسانية الصادقة وسماحة المعاملة تسود بينهما في أمن وأمان…
دخل الشيطان متمرداً في أعماق الضيف المستضاف من أخ عزيز أخو أخوان، وكريم أصل ويد، ومخلص ضمير يقدر الأهل والقرابة والأخوة…
الحياة تسير على ما يرام بينهما في تواد ومحبة، وساعده في الحصول على وظيفة استقر فيها، ولكنه فجأة أخبره أنه وجد عملاً في ولاية أخرى.. بارك له ذلك وغادره إلى هناك ليباشر حياة جديدة ووظيفة أحسن…
بعد مغادرة قريبه وقيامه بواجب استضافته ودعمه ومساعدته في غربة يحتاج فيها الأخ إلى أخ ورفيق انصرف لمتطلبات أسرته مطمئن البال والضمير…
هلت على أسرته الصغيرة طفلة بعد ولادة متعسرة.. ترعرعت ونمت وسط إخوانها وأخواتها في حبور وسرور… ولكن ما لفت نظره أنها لا تشبه إخوانها وأخواتها مما أدخل في قلبه عدم ارتياح لها لا يدري كنهه، وكان يغالب نفسه بأن لا يظهر لها ذلك في تعامله معها.
بلغت الطفلة سنتين من العمر وأصابها مرض اضطره أن يعرضها على الطبيب في المستشفى ..
ولشكه وعدم ارتياحه طلب للطفلة إجراء اختبار الحمض النووي (الدي إن إن)…
نتيجة الاختبار قصمت ظهره .. وهزت كيانه.. وتحوّل إلى جسد بلا روح.. وسقط مغشياً عليه.. ولما استعاد وعيه تحير ماذا يفعل!
وفي بيته صارح زوجته بنتيجة الاختبار التي صدقت تنبؤه… زوجته تجاهلت ما قاله لها وأظهرت أن الأمر طبيعي ولكنها راجعت نفسها وطلبت منه الصفح والسترة واعترفت له أنها حملت بتلك الطفلة من قريبه الذي استضافه وأكرم نزله وأحسن التعامل معه..
إنها نكبة أصابته في مقتل..
فكيف بقريب وأخ يخونه في عرضه وأصله وهو لم يقصر معه….
بل ويزرع طفلة بريئة في جوف طهره وخاصته وأم عياله..
وكيف يروق لأم عياله وشريكته وحبيبة عمره أن تدوس وتطأ برجلها على شرف حياتهما الزوجية..
ندم أشد الندم على إخلاصه لزوجته وحبه لها.. وعلى مساعدة قريبه الذي حطم حياته بعد أن قدم له معروفاً بكل إخلاص ومحبة حصد منه الدمع والرماد..
………….
عزالدين الجعلي… الرياض