على مشارف العاصمة الرياض، قلب السعودية النابض، بكل ما تحتويه من مدنية ومظاهر الرفاهية والعصرية المفعمة بالتقنية والمباني الفارهة، مازالت الذاكرة السعودية بشكل خاص، والإنسانية بشكل عام، تحفظ للدرعية مكانتها التاريخية والتراثية العريقة، باعتبارها مهد الدولة السعودية، وإحدى أيقونات التراث العالمي، حيث تضم أحد معالمه الحية، حسب تصنيف منظمة اليونيسكو، وهو “حي الطريف” الذي وُصف بأنه من أكبر المدن الطينية في العالم، والذي انضم إلى عدد من المواقع السعودية الأخرى المسجلة في المنظمة.
وفي الدرعية، رغم قربها من عاصمة الحداثة “الرياض”، أول مدينة رقمية عربية، يجلس التاريخ ليحكي قصصا من المجد والبطولات، ويتجول في دروبها القديمة، لينثر عبقا من العراقة والأصالة والتراث.
وإضافة إلى كل هذا العبق تشهد الدرعية هذه الأيام نشاطًا كبيرًا منذ انطلاق “موسم الدرعية” في شهر أكتوبر الماضي، ويستمر حتى 22 فبراير 2023، والذي يشمل مجموعة استثنائية لا تنسى من الفعاليات الرياضية، والترفيهية الدولية، التي تقام في أحضان هذا التراث العريق، من بطولات للفروسية مثل جولات لونجين العالمية لأبطال قفز الحواجز، وبطولة جولة العلم لكرة السلة 3إكس3، وكاس الدرعية للتنس، وسباق السيارات فورمولا إي، وغيرها من الأنشطة والفعاليات الرياضية الكبرى، إضافة إلى عدد من الأنشطة السياحية والترفيهية الممتعة، التي تحتضنها 8 مناطق هي: أي بري، ومنطقة مهرجان الدرعية الموسيقي، ورويال كيوب، ومنطقة الضيافة لكبار الشخصيات، وميدان الدرعية، وواحة الدرعية، والبجيري، وحي طريف، ومزرعة الدهامي.
ويمكن لهواة التراث والأصالة، ومحبي البطولات الرياضية الكبرى أن يطلعوا على كافة فعاليات موسم الدرعية وأنشطته من خلال موقع “روح السعودية” (visitsaudi.com)، كما يمكنهم التنسيق من خلاله بين مواعيد الفعاليات والتعرف على الأنشطة والمناطق المختلفة.
وتستقطب الدرعية عشاق السياحة وهواة التاريخ في العالم، وتعد موقعًا ملائمًا لاستضافة المناسبات الإقليمية والعالمية كافة في شتى المجالات، حيث تحظى بمقومات سياحية مميزة وفاخرة، كما تعد تجربة السياحة في الدرعية ذات رونق خاص، إذ تحتضن عددا من المعالم العريقة مثل منطقة البجيري التاريخية، ومنطقة سمحان، وحي الطريف الذي يعد نافذة تاريخية لزائري الرياض، لمن أراد التعرف على أمجادها ومعالمها في زمن الدرعية القديم، وذلك من خلال عدد من المتاحف أبرزها متحف الدرعية الذي يقدم عرضاً لتاريخ وتطور الدولة السعودية الأولى، من خلال الأعمال الفنية والرسومات والنماذج والأفلام الوثائقية، ومتحف الخيل العربي والمتحف الحربي، وجامع الإمام محمد بن سعود “الجامع الكبير”.
كما يتميز حي الطريف بآلاف الأشجار والنخيل والمساحات الخضراء الواسعة، التي تنتشر على ضفاف وادي حنيفة، والتي تتميز بممرات وأرصفة مصممة بطرق عصرية تساعد على المشي والمتعة بين الطبيعة والتاريخ.
وأتاحت “روح السعودية” للسياح والزوار فرصة الاطلاع على كافة البطولات والأنشطة والفعاليات والاختيار بينها، من خلال موقعها (visitsaudi.com)، وعبر منصاتها المختلفة الناطقة بثماني لغات، بالإضافة إلى إمكانية التقديم من خلالها على التأشيرة الإلكترونية للمقيمين بدول مجلس التعاون الخليجي الراغبين في زيارة المملكة.
وكانت المملكة قد أتاحت في سبتمبر الماضي إصدار التأشيرة السياحية للمقيمين بدول مجلس التعاون الخليجي. كما أتاحت إصدارها عند الوصول، لمواطني دول الشنجن ومواطني المملكة المتحدة والولايات المتحدة أو حاملي تأشيراتها.
كما يمكن لحاملي بطاقة “هيّا” الخاصة بكأس العالم في دولة قطر 2022 تنسيق زيارتهم للمملكة من خلال منصة “حاضرين”.