سك أحد الساخرين مسمى جديدا لما يعرف بحركات الهامش التي هي حركات الكفاح المسلح، فأسماها حركات الخامش (من خمش يخمش خمشا فهو خامش)، وللرجل مبرراته وحيثياته التي نجدها صحيحة ومنطقية وموضوعية، وبالطبع ليس كل حركات الهامش الموقعة على اتفاق جوبا ينطبق عليها مسمى (الخامش)، وانما بعضها الذي استأثر بالسلطة والمال وهمش الاخرين الموقعين وأقصاهم فصاروا بالفعل حركات هامش تقف على هامش الاتفاقية،
ومصداقا لتسمية هذا الساخر، ما ذكره في لقاء صحفي أجري معه أحد قيادات هذه الحركات المهمشة التي لم تخمش شيئا وخرجت من الاتفاقية (أباطها والنجم)، فقد طالب هذا القيادي المهمش ويدعى صديق آدم أحمد سليمان عضو الجبهة الثورية التحالف السوداني قائد حركة جبهة الهامش للتغيير، بضرورة مراجعة اتفاقية سلام جوبا من حيث الفكرة والتنفيذ، وأكد صديق أن الترتيبات الأمنية جلبت عددا من المساوئ والغرائب، وأماط صديق بحسب صحيفة الانتباهة الصادرة السبت الماضي، اللثام عن صرف السلطات مبلغ مليون دولار لكل قائد حركة مسلحة موقع على اتفاقية سلام جوبا، وقال نحن كفصيل داخل حركة لم نتسلم ولا جنيها حتى الآن من المبلغ المخصص لنا وهو 100 ألف دولار (يعني ناس جبريل ومناوي خمشوا القروش ورقدوا بيها، وفي السلطة لم يعطوهم ولا كراع كرسي)، والتعليق بين القوسين من عنديات الكاتب..
وعزز ما قاله هذا القيادي المهمش، ما أورده موقع (مداميك) حول تفجر الخلافات داخل مكونات الجبهة الثورية، في أعقاب تمكن الجبهة من السلطة بموجب انقلاب ٢٥ أكتوبر، وأضاف الموقع بحسب مصادره بأن بعضا من مكونات الجبهة تشعر بالتهميش مما دفعها الي الجأر بالشكوى ورفع مذكرات متتالية لرئيس مجلس السيادة، دعت من خلالها الي منحها نصيبها في السلطة والثروة، خاصة أن بعضها موقع على اتفاق جوبا للسلام. وبحسب المصادر فإن تلك القيادات، رأت ان البرهان لم يستجب لمطالبها، وأنها وصلت الي مرحلة ابدت فيها زهدها في اتفاق جوبا، وامكانية نفض يدها عنه. وكشفت المصادر بأن بعض القيادات من الحركات الموقعة على اتفاق جوبا والمسيطرة على مقاليد القرار داخل الجبهة نفسها شهدت انقساما،
فالحركة الشعبية باتت الآن ثلاث تيارات، بينما انقسمت حركة مناوي وخرج عنها فصيل، كما شهدت حركتا الطاهر حجر، والهادي ادريس انقسامات، مما يتطلب اعادة هيكلة شاملة للجبهة الثورية وتجديد مكتبها القيادي. وبحسب المصادر فإن معظم القيادات أكدت بأن اجتماع المجلس المركزي للجبهة المقرر له الأربعاء مفتوح على الاحتمالات كافة، بما فيها انسحاب الهادي ادريس الرئيس الحالي للجبهة الثورية من التحالف، وتجميد فصائل اخرى لنشاطها، خاصة أن قوى مؤثرة كانت من ضمن عضوية التحالف فيما سبق وبعد ثورة ديسمبر بات نشاطها شبه مجمد او مجمد فعليا. ويذكر ان تحالف الجبهة الثورية رغم وقوف رئيسه الهادي ادريس موقفا أقرب للحياد من انقلاب ٢٥ أكتوبر، لكن معظم مكوناتها أيدت وبشكل واضح خطوة قائد الجيش، بل بعضها موضع اتهام من قوى الثورة انها هي من خططت ودفعت الجيش باتجاه الانقلاب على الحكومة الديمقراطية..
الجريدة