بالرغم من أن مناطق عديدة بمحلية الجبلين بولاية النيل الأبيض قد تأثرت بفيضان غير مسبوق هذا العام، إلا أن منطقة الجزيرة مصران كانت أشدها تأثرا، حيث غمرتها المياه بشكل كبير، مما تسبب في خسائر مادية كبيرة جراء غرق مشاريع زراعية بالمنطقة التي تعد من المناطق الغنية بالمنتجات الزارعية والثروة السمكية. وبحسب ما أوردته صحيفة (الانتباهة) في 31 أكتوبر الماضي، وقف وزير التربية والتوجيه والي ولاية النيل الأبيض بالإنابة مصطفي حسن موسي والمهندس يوسف أحمد فضل المولي وزير البنى التحتية رئيس اللجنة الفنية لطوارئ بالولاية، و حسين محمد الراجل المدير التنفيذي لمحلية الجبلين، علي حجم الأضرار في المناطق التي تأثرت بفيضان النيل الأبيض بمناطق جودة والجبلين والجزيرة مصران بمحلية الجبلين. ووقف الوفد علي المناطق التي تأثرت بالفيضان خاصة منطقة الجزيرة مصران والتي غمرها الفيضان بشكل كامل مما أدي لنزوح أكثر من( 350 ) أسرة بقرى شنيبو والبراشة وعسيلي، وتم إجلاؤهم بالقرب من قرية طابت أبوالدخيرة بمحازات الطريق الرئيسى ربك الجبلين. وعبر الوالي بالانابة من خلال وقوفه علي طبيعة الكارثة ، عن الوضع المأساوي الذي تشهده المنطقة جراء فيضان النيل الأبيض وقال إن حكومة الولاية ستكون علي تواصل دائم مع المتأثرين . من جانبه قال المهندس يوسف أحمد فضل المولي وزير البنى التحتية المكلف رئيس اللجنة الفنية للطوارئ بالولاية إن ارتفاع مناسيب النيل الأبيض هذا العام غيرمعهودة وفاقت المعدلات الطبيعية مقارنة بالسنوات الماضية ، مما أدي الي تأثر قري الجزيرة مصران بشكل كلي. وأشار الي تدخل اللجنة العاجل عبر الآليات والقلابات لعمل التروس الواقية والإسراع بتخطيط المنطقة التي تم إجلاء المتضررين إليها.
و بحسب ما جاء بـ(وكالة السودان للأنباء) في 26 أكتوبر الماضي فقد أدى فيضان مياه النيل الأبيض لانهيار (٦٠٠) منزلا انهيارا كليا بوحدتي جودة والجبلين بولاية النيل الأبيض، وسجل حسين محمد الراجل المدير التنفيذي لمحلية الجبلين، زيارة ميدانية للقرى التي تأثرت بالفيضان والمناطق ذات الهشاشه. ومن جهته أكد بكرى البشير النمير من سكان الجزيرة مصران لـ(الإذاعة السودانية)أثر الفيضان المدمر على الجزيرة مصران مشيرا إلى أنها من المناطق الغنية وتوجد بها أكثر من أربعة مشاريع إعاشة كبيرة أنشئت في عهد حكومة المشير جعفر نميري وبها كذلك أكثر من( 60) طلمبة زراعية و أكثر من( 3 ) ألف فدان زراعي، و مشهورة بالإنتاج الحيواني والسمكي وترفد مدن السودان بالخضر والفاكهة والمحاصيل الزيتية والقطن والذرة، وأشار النمير إلى أن المياه غمرت مشاريع بالجزيرة مصران منها أب قمزة وديمو ، وأضاف أن الجزيرة مصران بها (60) قرية، مشيرا إلى ترحيل الأهالي المتضررين بمناطق شنيبو وأولاد أحمد وعسيلي والنزل إلى المناطق الشرقية المحاذية لشارع( ربك الجبلين) ما بين قريتي تكسبون وطابت، وشكر البشير النميرأهالي تلك القرى على استضافتهم للمتضررين. وأكد النمير أن حجم الكارثة بالجزيرة مصران أكبر من إمكانيات ولاية النيل الأبيض، مناشدا الحكومة المركزية والمنظمات الطوعية ومنظمات المجتمع المدني بمد يد العون لهم ، وتسائل البشيرعن أسباب الفيضان الغير مسبوق هذا هل هو بسبب إغلاق خزان جبل أولياء أم لأسباب أخرى. وقال النمير إن وزير الصحة ولاية النيل الأبيض قام بزيارة المنطقة ورتب لهم بعض المعينات الصحية، فضلا عن زيارة نائب الوالي وزير التربية، ووزير البنى التحتية الباشمهندس يوسف فضل المولى، ومدير العون الإنساني وعدد من المسؤولين ، وأرسل البشير تحياته للمدير التنفيذي لمحلية الجبلين حسين محمد الراجل.
ومن ناحيته قال الأستاذ أمير إسماعيل من سكان الجزيرة مصران ويعمل معلما بمدارسها، قال لـ(التحرير) ، إن الفيضان الذي داهم منطقتهم هذا العام غير مسبوق ولم يشهدوا له مثيلا ، وأضاف حتى في أيام الفيضان الموسمي المعتاد في الأعوام السابقة لم يحدث أن فاضت المياه بهذا الشكل، للدرجة التي جعلت الأهالي ينفذون ترسا ترابيا بالجزء الشرقي من النيل (البحر الوراء)حتى يكبحوا جماح مياه النيل الأبيض . ونسبة لأن مياه النيل الأبيض تحيط بمنطقة الجزيرة مصران من كل الإتجاهات فسكان المنطقة يطلقون على الجزء الغربي من النيل (اسم البحر الوراء) والجزء الشرقي (البحر القدام) والذي تشقه ردمية ترابية قديمة تعتبر المعبر الوحيد لأهالي المنطقة إلى خارجها حيث ترتبط هذه الردمية بالطريق الرئيسي(شارع ربك الجبلين). وأوضح أميرحجم الخسائر التي لحقت بالجزيرة مصران، وأشار إلى أن زيادة المياه في الجزء الغربي من النيل (البحر الوراء) أثرت على مشاريع زراعية وأغرقت على حوالي (70) فدان قطن و(100) فدان ذرة،، وتوقع أمير زيادة مياه الفيضان في شهري (ديسمبر ويناير) بحسبان أن هذه الفترة تشكل قمة الفيضان الموسمي بالمنطقة. وناشد أستاذ أمير الجهات المسؤولة والمنظمات الخيرية الفاعلة بالوقوف إلى جانبهم ومدهم بـ(قلابات) ووقود لتشغيلها حتى تساعدهم في نقل التراب للترس الترابي الذي نفذوه بمساعدة شركة الذهب الأبيض التي وفرت لهم آليات حفر.