في معرض دفاعه المستميت عن اتفاقية جوبا التي وصفها بالاتفاقية التاريخية قال كبير مفاوضي حركة العدل والمساواة احمد تقد لسان كلاماً ( أشتر) وعقد مقارنة غير منصفة وغير منطقية، حيث قال لقناة النيل الأزرق :-
( الضحايا الذين قدمتهم حركة العدل والمساواة في معركة واحدة ضد نظام المؤتمر الوطني يساوي كل ضحايا ثورة ديسمبر حتى الآن !!!!!!!!).
بداية نترحم على كل الشهداء الذين سقطوا منذ انقلاب الانقاذ وحتى يوم الناس هذا في كل السودان .
ولكن هل من المنطق ان نقارن بين من سقطوا من قوات الحركات المسلحة مع من سقطوا من الشباب العزل في شوارع الخرطوم وبقية مدن السودان وان نتباهى بعدد شهداء العدل والمساواة .؟؟
وهنا لا يفوتنا إطلاقاً أن نذكر الجميع أن هذه الحركة تحديداً هي جزء لا يتجزأ من نظام الانقاذ، ولم تحارب الانقاذ إلا بعد الانقسام الشهير بين الترابي والبشير، ويكفي القول إن مؤسس الحركة كان قائداً لأحد متحركات الانقاذ في حروبها العبثية في جنوب السودان والذي انتهي بالانفصال .
حركة العدل حركة مسلحة قررت أن تحمل السلاح وقامت بتدريب كوادرها في كيفية استخدام السلاح وخوض المعارك ضد الحكومة القائمة آنذاك. ووجدت الدعم المادي و اللوجستي من الخارج وايضا من الداخل وقررت أن لا سبيل من إسقاط الانقاذ إلا بالسلاح .
وهؤلاء شباب عزل قرروا أيضا إسقاط نظام الانقاذ ولكن أتبعوا السلمية في معركتهم ضد النظام وواجهوا مدرعات الانقاذ بصدورهم العارية ، سلاحهم الوحيد هي حناجرهم القوية وشعارات ثورتهم في الحرية والسلام والعدالة فسقط منهم من سقط وجرح منهم من جرح وفقد منهم من فقد وما بدلوا تبديلا .
ومن سخريات القدر انهم هم من أسقطوا النظام بسلميتهم ودفعوا الثمن غاليا ومازالوا يدفعون وليست حركاتكم المسلحة والتي ظلت تحارب بالسلاح سنينا عددا وفشلت في هز عرش الانقاذ .
وايضا من سخريات القدر أن حركاتكم المسلحة هي من تقف اليوم مع الانقلابيين والذين كنتم ترفعون سلاحكم في وجوههم ولكن شباب ثورة ديسمبر مازالوا يواجهونهم ويواجهونكم أنتم معهم لأنكم فضلتم كراسي السلطة على نضالكم المزعوم !!
هذا هو الفرق يا لسان !!!
ثم دعنا نسألك يا لسان ، ماذا جنى السودان وماذا جنت دارفور من اتفاقيتكم الي تدافعون عنها إلا مزيد من التشظي ومزيد من الدماء التي مازالت تسيل؟ نعم أنتم كقادة وجدتم السلطة التي كنتم تقاتلون فقط من أجلها ولكن شباب ثورة ديسمبر الأحياء منهم والذين استشهدوا والذين جرحوا والذين فقدوا لم يبحثوا يوما عن سلطة ولا عن جاه. كان هدفهم هو هذا الوطن ورفعته وضمان حرية وسلامة أهله وكما ذكرت لم يبدلو تبديلا ولم يستبدلوا قضيتهم ولم يبيعوه بثمن بخس كما فعلتم أنتم. فشتان بين نضالكم المزعوم ونضالهم، ولا نريد أن نقول شتان بين شهيدكم وشهيدهم.
رحم الله شهداء ثورة ديسمبر.
وكان الله في عوننا.
رمزي المصري