قدّم مركز العز بن عبد السلام الثقافي للدراسات العربية الإسلامية الأفريقية في مقره الدائم بشمبات في سبتيته 29 أكتوبر2022م – “حوارية الكلمة والنغم” مع الفنان الموسيقي أمين عكّام.
عرّف عكّام الصوت بأنه شكل من أشكال الطاقة ينشأ من حركة الأشياء التي تحدث اهتزازات لجزيئات الهواء فتسير عبر موجات تلتقطها الأذن وترسلها بدورها كإشارات عصبية إلى الدماغ الذي يقوم بترجمتها إلى أصوات لها مداها الزمني المختلف. والكون بحركته المستمرة هذه ينتج لنا أصواتاً متباينة من خرير المياه وحفيف الأشجار وأصواتاً منخفضة وأخرى عالية التردد والشدّة من هدير وزئير، فإن زادت عن الحد المسموح أضرت بالأذن وسائر الجسد فيصاب الإنسان بالضيق والتوتر وعدم القدرة على التركيز حتى تصل ذروتها فتحدث دماراً وتفجيراً للأوعية الدموية، والإشارة ها هنا إلى الهلاك بالصيحة، ففي التنزيل :”إن كانت إلا صيحة واحدة فإذا هم خامدون”.
وذكر عكّام أن الإنسان بروحه الإستكشافية عبر تاريخه طوّع لهذه الطبيعة الصوتية أولاً للاحتماء من مخاطرها ثم لجلب منفعة فحاكاها مستخدماً أعضاء جسمه، ثم من عظم الحيوانات وشجر الغاب، كل ذلك ليس لهدف إبداعي بل لغاية في طقوس الصيد مثلاً، ثم تحوّل الأمر تدريجياً إلى نسج علاقات جمالية وفنون وظّفت للتعبير عن مكنون النفس.
وقال عكّام في “حوارية الكلمة والنغم” في سبتية مركز العز بن عبد السلام الثقافي إن للصوت الموسيقي أثراً سمعياً ويحدث متغيرات فسيولوجية على الشخص السليم من تنشيط للحواس والدورة الدموية، وهذه الأصوات توضع في قالب أو مقام أو سلّم. فالسلّم يخضع لقوانين خاصة وفق تدرّج صوتي معيّن، وكلٌّ يعبر عن حالة مزاجية مختلفة عن الإنسان فمثلاً مقام البيّاني يحمل طابع الفرح والسرور، أما الصبا فله شجن، والحجاز به مسحة حزن ورقّة لذا فهو مقام التضرّع والإنابة ونجده من أكثر المقامات رهبة وخشوعاً عند تلاوة القرآن الكريم، أما الرّست فهو مقام الاستقامة والوقار والصّلابة وهو ضدُّ الكرد إذ هو مقام الضعف وقلة الحيلة المفضّل عند النساء.