ثلاث جبهات فتحها الفريق أول البرهان على نفسه بعد خطابه في “حطّاب”.
أولها أن المؤتمر الوطني ومشايعيه في الحركة الإسلامية لن يستطيعوا الآن التعامل معه بنفس الحياء الذي أشاعه عقب انقلاب 25 أكتوبر، ذلك الحدث الذي أرخى القبضة الخانقة التي فرضتها الأجواء الثورية على النظام الهالك، وأزاح راجمات إزالة التمكين الساحقة الماحقة عن مكامن أهدافها.
الجبهة الثانية هي جبهة قحت والمتعاطفين مع تجربتها نجاحاً أو إخفاقاً. فما يشبه المغازلة بين البرهان وهذه الجبهة لن يجعل قحت تنسى انقلاب البرهان عليها، وفضه لشراكة ارتضاها الناس آنذاك على مضض باعتبارها أقل الطرق وعورة لعبور الفترة الانتقالية. كل ما هناك الآن هو أن قحت في حالة (تقارب تكتيكي) مع البرهان .. انتظارا لمعركة حتمية قادمة واضحة الوميض.
أما الجبهة الثالثة فهي جبهة لجان المقاومة، غير الآبهة بكل الفاعلين في المشهد السياسي الحالي، وغير المستعدة لأي مساومة تضيع حق الشهداء في القصاص. فهي لن ترحب بتقارب البرهان مع هذا أو تباعده مع ذاك .. فقد اختارت الشعارات البكر للثورة في الحرية والسلام والعدالة .. وترى أن كل من يلعبون في المسرح الآني يؤدون أدواراً خارج النص!!
لكن كل هذه الجبهات الخطيرة تتضاءل أمام “تيار الشك” فيما يقوله البرهان. وهو تيار يتسع بين الفاعلين والصامتين، ويملك من المواقف الموثقة ما يدل على أن كلام الليل لا يلبث أن يمحوه النهار!
الرجل بحاجة إلى معجزة لكسب الجبهات الثلاث، أو لـ (تهدئة) نيرانها التي تكاد تميّز من الغيظ.
والتاريخ يفتح صفحاته ليسجل ما يدور!