رؤيتي الشخصية للامر ان الحركة الاسلامية (الكيزان ) وتحديدا المؤتمر الوطني انتهى الى الابد ولن تقوم له قائمة ,, وهذه النهاية كتبت من قبل قيام الثورة بسنين فقط كانت للثورة فضل التوقيع والختم على شهادة الوفاة .
المتابع لمسيرة المؤتمر الوطني منذ انقلاب 89م يرى بوضوح حكم التاريخ والسوابق ,, من تنظيم متماسك قائم على شعارات وفكر محدد (بغض النظر عن راينا فى هذا الفكر ) تحول التنظيم مع مفاتن السلطة الى وعاء جامع لكل الطفيلية والمفسدين والقتلة والمجرمين تجمعهم المصلحة لا الفكر ولا القضية .
هذا الوضع خلق صورة غريبة من الحكم وتحديدا خلال العشرة سنوات الاخيرة من عمر النظام ,, اطلق البشير يد الوعاء الفاسد على الدولة يمارسون كل الموبقات بحرية تامة ضامنا ولاءهم للمصلحة كحاضنة جماهيرية يحركها وقت ما احتاج لكن الدولة وادارتها كانت سلطة فردية خاصة بالبشير وقلة من اصحاب الحظوة حوله من اهل الثقة لا يتجاوزون العشرة اشخاص يديرون الدولة عبر الاجهزة الامنية وتحديدا جهاز الامن حتى الجيش والشرطة فى السنوات الاخيرة لم يكن لهم دور حقيقي .
حرفيا لم يكن هناك وجود لا لتنظيم ولا حزب فى السنوات الاخيرة .
هذا الامر تكشف بشكل واضح عند سقوط البشير ومن حوله ,, الواقع بعد سقوط البشير وكأن حزبه ذاب او ابتلعته الارض لم نشهد مقاومة لم نشهد حراك مضاد لم نرى وجوه تنظيمية معروفة من نجح فى الهروب هرب ومن بقى اختفى من غير اثر حتى بعض التحركات الهزيلة كان من الواضح انها بلا قيادة ولا رأس ولا تنظيم .
لكن ,,,,
ظلت اللجنة الامنية الجسم الوحيد والاخير الباقي من فتات الحركة الاسلامية ( الكيزان ) تقاوم الحراك الثوري وتتآمر وتحاول استرداد انفاسها للانقضاض مستغلة قدراتها وسيطرتها على المواضع الحساسة فى الدولة وعادت لتحرك الطفيلية السياسية وسلاح القبيلة وجمع حولها المفسدين من اصحاب المصلحة فى عودة الوضع السابق ونجحت فى ذلك تمهيدا للانقلاب ووقع الانقلاب .
لكن هذا الانقلاب وبقدر الضرر الذى الحقه بالبلاد والعباد اثبت مرة اخرى حقيقة نهاية الحركة الاسلامية وذوالها الى الابد .. من ينظر لطبيعة الانقلاب يدرك ذلك ومن يحلل حجم الفشل يدرك تماما ان هذا الانقلاب (الخلاقة ) انقلاب امني بحت بلا عقل مدبر ولا تخطيط ولا تنظيم خلفه اشبه ما يكون بالانتحار .
عام كامل من الانقلاب وتشعر ان الرأس مفصول عن الجسد ,, صحيح ان الطفيلية السياسية والكيزان والمفسدين كلهم ايدوا وباركوا ودعموا هذا الانقلاب لكن بالنظر الى الانقلابات العسكرية وحتى انقلابهم عام 89م تدرك فورا حجم الفرق فى التنظيم والتخطيط والقدرة .
وطوال عام كامل ظل المؤتمر الوطنى مختبئا خلف الاجسام الاخرى من الطفيلية السياسية واحيانا يحركون دمى صنعوها فى عهدهم مثل الواجهات القبلية التى هرولوا خلفها (ترك مثالا ) او مكونات دينية ( طرق صوفية وسلفيين ) وشخصيات منحطة ( اردول عسكوري التوم هجو وصبي البغدادى والكوكتيل الفضى وامثالهم ) الى درجة انه وصل بهم الامر ان الحركات المسلحة وجدت دعمهم وبينهم ما صنع الحداد .
مع سقوط اللجنة الامنية لن تجد او تسمع مرة اخرى بحزب المؤتمر الوطني مثلهم ومثل اشتراكي النميرى او الحزب الوطنى فى مصر لكن ستظل قدرتهم فى التخريب بعض الوقت وهذا طبيعي كون انهم سرطان منتشر فى جسد الدولة ومؤسساتها وسيقاومون قليلا عبر الدمى التى يحركونها من واجهات طفيلية لما بينهم من مصالح مشتركة وسيحاولون حتى القيام بعمل انتحاري مثل انقلاب داخلى جديد بعد فشل البرهان وتراجعه تحت الضغوط لكن صدقوني مسألة ان تقوم لهذا التنظيم قائمة امر انتهى والى الابد .
مجرد وقت ويصبحون اثرا بعد عين ما يحدث الان مجرد حراق روح
خاتمة :
بقدر الضرر والخراب والدماء التى سالت فى الفترة الاخيرة ومن رحم المجهول الذى نعيشه اليوم لا شك عندي ابدا ان هذه الثورة وضعت والى الابد حدا لمهازل الدولة السودانية واكدت انه من الاستحالة ان يحكم السودان مرة اخرى ( حمار ببرنيطة ودبورة ) وهذه كانت ولا زالت اكبر مشاكل الدولة السودانية ما يعني ان سودان جديد يولد .. مجرد وقت
هشام عباس
دولة_الهمباتة