..
رحلت “الأم الرسولة”. المرأة الإنسانة
وداعاً .. جدة محمد عبدالله
صاحبة البيت الفسيح بالخير
رحلت الإنسانة جميلة الصفات، صاحبة الابتسامة اللوحة الغنية بالمعاني. صاحبة الابتسامة الأغنية التي تطرب كل من شدت على يده أو يدها مرحبة. الإنسانة الدوحة التي استظل بظلها الكثير من الأهل والأصدقاء، فكانت باب ترحاب وكرم دائم، تغني حمائم النطق على أغصان الألسنة المتدلية من على مظلتها المترامية بالخير والمضاءة بالإنسانية ونكران الذات.
رحلت الأم “الرسولة” كما يحلو لابنتها منى مناداتها بذلك، وهي تعي تماماً بإحساس الابنة البارة، صدق تلك الكلمة الشاملة البائنة في صفاتها وسلوكها مع أسرتها والآخر.
بعدك أيتها الأم الرسولة يظل البيت الفسيح غيابا صامتا لا يبوح برؤية يتكشف فيها المعنى الحقيقي للإنسان، سلوكه وفعله وإسهاماته الخيرية المليئة بالنور وتجربة الروح.
العبارات تختنق وتعجز عن التعبير والتدافع وسط الكلمات، في محاولة منها للخروج من الحزن في ثوب غسل من نور سماحة امرأة كانت تمشي بكامل النور، هكذا كانت بين كل من عرفها عن قرب منبع للجمال والخير يتذوق مراحل صيرورته وتخلقه الجمالي منها، لأنها كانت صاحبة أدوات مكتملة في علاقتها مع ماهية الوعي بأهمية الأسرة وعلاقتها مع الآخر وهي أدوات تمثل معايير أخلاقية لامرأة آمنت بالمحتوى القصدي للأفعال الموجبة التي تحدد معايير الهوية الأسرية التي تنعكس إيجابا على سلوك الفرد الفاعل في مجتمعه، وهي كانت كذلك بكامل التمام، مثقفة اجتماعية جمالية ترمي بأغصان سماحتها على سوح الفكر والوعي لدى أبناءها وبناتها بضرورة بناء أسرة قوامها الجمال والسلام، لذلك كان بيتها مثالا يحتذى به، لا نجد فيه مفارقة أو تضادا بين أن يجتمع فيه الإنسان المؤمن بأفكاره العقدية والفكرية مع الآخر بكامل اختلافه.
وداعاً أيتها الأم الإنسانة.
اللهم يا الله يا رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما نسألك بسماحة رسولك الكريم ودعاء الصالحين أن ترحمها وتغفر لها وتجعلها من أهل الجنة، خالص التعازي لأسرتها وأهلها وأصدقائها وكل معارفها.
وللأخت الانسانة منى محمد صالح.
“إنا لله وإنا إليه راجعون”.