كل المراقبين في الساحة السياسية السودانية قد لمسوا ووضح لهم جلياً قبل التحذيرات النارية الأخيرة التي وجهها البرهان في قاعدة حطاب لحزب المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية وقراره بإعادة البشير وجماعته من المستشفى إلى سجن كوبر.. أنه في حين قد تم انفراج وإتاحة فرص عديدة ومؤثرة للسياسيين والمتنفذين منهما لإعادة نفوذهم على الساحة السياسية حتى ارتفعت أصواتهم لمواجهة معارضيهم ومن تبنوا خط الثورة التي أزالت حكم الانقاذ خاصة قوى الحرية والتغيير (المجلس المركزي) بل ووجهوا معارضة شرسة ضد ورقة الدستور التي أعدتها اللجنة التسييرية لنقابة المحامين وتبنتها قوى الحرية والتغيير المجلس المركزي ووجدت قبولاً من عديد الأحزاب والكيانات السياسية ومهرها البرهان وحميدتي بتوقيعهما وتمت تبرئة ساحة نقابة المحامين المحسوبة على النظام السابق وهي تعمل على إعادة سيطرتها على دار المحامين وتم صدام بينهم وبين اللجنة التسييرية لنقابة المحامين التي تسير على خط الثورة..
السؤال الذي يطفو على سطح الساحة السياسية السودانية الملتهبة ويثير الاهتمام .. ما الذي غيّر البرهان فجأة ومن غير أي توضيح لما أجبره وما دعاه إلى توجيه عداء سافر ومنفعل لمنسوبي حزب المؤتمر الوطني المنحل والحركة الإسلامية بعد أن تبيّن أنهم سيطروا على وظائف حساسة في الحكم واطلقوا مواكب المظاهرات الهادرة منادين بطرد القرار الأجنبي من السودان وتمت إعادة نقابة المحامين التابعة لهم.. ثم يعود البرهان ويكيل لهم كل هذا العداء ويعيد مراجعة كل القرارات التي كانت في صالحهم إلى الضد…
هذا العداء والتنديد والتحذير من البرهان لحزب لمؤتمر الوطني والحركة الإسلامية بالتأكيد وراءه ما وراءه ومن المتوقع أن تكون الأيام القادمة حبلى بما يكشف المستور… ولعل إعلان تُرك الذي يُحسب على النظام السابق بالمطالبة بحق تقرير مصير شرق السودان كورقة ضغط على البرهان هي ذاتها التي تم استغلالها في إضعاف حكومة حمدوك..
……………….
عزالدين الجعلي… الرياض