هذه الأيام يعيش (سودانيو قطر ) أزهى أيامهم في الدوحة ، اذ يتجلى نبض وجدانهم مشحونا بقيم الانصاف والوفاء ، وهم متضامنون مع قطر ،ويدعمون حقها المشروع في استضافة الحدث العالمي .
عدد كبير من بنات وأبناء السودان يشكلون حضورا حيويا ، وشهودا لفعاليات (المونديال) التاريخي، وسيسعد الجميع بأجمل فترة خلال سنوات اقامتهم القديمةو المتجددة وسيهنأ آخرون بأيام زيارتهم لمناسبة (المونديال).
سودانيو قطر مشهود لهم ذلك التفاعل الحيوي مع تطورات الدوحة واحداثها ،وهي التي احتضنتهم بمحبة سنوات عدة، وهاهم يجددون آصرة الاحترام والود المتبادل بدعم قوي لاستضافة قطر (مونديال ٢٠٢٢) في اطار شراكة متينة في البناء والأفراح والأتراح .
معلوم أيضا عشق معظم السودانيين ل (المستديرة) وتشهد ملاعب الدوحة على كثافة الحضور السوداني خلال سنوات عدة بل شهدت ملاعب قطر خصوصا بعد استقلال قطر في ٣ سبتمبر ١٩٧١ حضورا لافتا ومبدعا لنجوم رياضيين سودانيين،ومازالت ذكراهم وسمعتهم الطيبة محل تقدير واحترام .
المؤكد أن سودانيين وسودانيات سيتصدرون مواكب وحشود الجالسين على مدرجات ملاعب المونديال الرائعة بجاذبيتها التي تبرز التاريخ و التراث وتطورات العصر من خلال التصميم والبناء الأنيق ، ما يعني أن (سودانيي قطر ) سيساهمون في انجاح العرس العالمي في الدوحة التي يحبونها ، وقد عاشوا كما عشت في ربوعها الجميلة والنظيفة أحلى سنوات العمر .
في هذا السياق أشير الى أن مقالي بعنوان (هل قطر مؤهلة لاحتضان المونديال) الذي نشرته هنا ،وفي صحيفتين اليكترونيتين (التحرير وسودانايل) ) أثار أصداء ايجابية في أوساط سودانية وقطرية ، وأسعدني ذلك الاحتضان الدافيء لكلماتي .
اليوم، وعشية انطلاق المونديال ،أحيي كل السودانيين الذين عبروا عن دعمهم بأساليب عدة لاستضافة الدوحة منافسات كأس العالم في ٢٠ نوفمبرالجاري (٢٠٢٢) وبين هؤلاء من نقل نبضه الواضح والجريء والشفاف الى صفحتي في (فيسبوك ) .
عدد من الأصدقاء والزملاء والقراء من الجنسين درجوا أيضا على ابداء الرأي بشأن مقالاتي عن قضايا عدة في رسائل خاصة ،ودافئة ، ،خصوصا عبر (واتساب) ولهؤلاء تحياتي وتقديري .
وهاهو حدث (المونديال) الرياضي والاجتماعي والثقافي والاقتصادي والأمني والفني الذي عبر أيضا عن نجاح سياسي باهر لقيادة قطر داخليا وخارجيا قد فجر مواقف ومشاعر سودانية رائعة وجديرة بالتنوية،وهي مكتوبة وموثقة، للتاريخ .
اخترت في هذا السياق ثلاث رسائل، سودانية اللحم والدم والاحساس ، وهي منشورة على صفحتي في (فيسبوك ) وأعيد نشر ها تعميما لمضامينها ، وتعميقا لقيم الوفاء والاخلاص المستحق لقطر ، وكي يطلع على مضامينها وايقاعاتها السودانية الدافئة من لم تتح له أو لها فرصة الغوص في أعماقها.
الرسائل الثلاث كغيرها من رسائل تلقيتها مكتوبة بدم القلب وهي نتاج قناعات راسخة وتؤشر الى دلالا ت عميقة ونابضة بمشاعر جميلة، تجاه قطر .
ترتيب نشرها هنا تم وفقا لتوقيت وتاريخ ارسالها الى صفحتي في (فيسبوك) وكتبها الأعزاء الصحافي المبدع هاشم كرار (مقيم في الدوحة)والسفيرة المحنكة فاطمة البيلي(أميركا ) والاخ العزيز، زميل الدراسة و عاشق ومبدع الكلمة الخضراء الصافي موسى(السودان).
هنا نص الرسائل….
هاشم كرار : حمد زعيم استثنائي وموزا ينحني لها التاريخ وتميم يمسك الراية
انصفت، ومثلك ينصف هذه الدولة الفتية.
أنت- حبيبنا محمد المكي- كنت- ولا تزال- شاهدا أصيلًا على صناعة المعجزة القطرية.
الشيخ الامير الوالد- حمد بن خليفة- صانع المعجزة، هو زعيم استثنائي، بكل المقاييس.. كذلك هى الشيخة موزا بنت ناصر، المرأة العظيمة، الذي ينحني لها الحاضر، اعجابا.. وسينحني لها التاريخ اجلالا، وامتنانا.
هاهو ذا الامير الشاب تميم، وجيله، يمسكون الراية، لصناعة معجزتهم هم، ايضا.. بكل فهم أن بناء الأوطان، لا نهاية له.. وهو بناء يتسلمه جيل عن جيل..والمجد دائما يبقى للأجيال التي تفهم حقا، مقتضيات العصر.. وكل العصور، من حال إلى حال.
شكرا صناع المعجزة،
شكرا صناع المعجزة، من بعد تلكم المعجزة،
شكرا صناع الحياة.
الرسالة الثانية
السفيرة فاطمة البيلي:
قطر احتضنتنا والقطريون أحسنوا الى بلدهم
نعم .. كفيت ووفيت أيها الصحفي القدير.
كان تناولك لهذا الحدث الكبير(المونديال) الذي سيكون فارقا كبيرا في تاريخ دولة قطر الحديثة تناولًا موضوعيا وموثقا بالاحداث والوقائع التاريخية وأوضح كل الأمور بصدق وشفافية كعادتكم دائما.
أخي العزيز محمد المكي اهنئكم علي هذا
المقال الصادق (بعنوان هل قطر مؤهلة لاحتضان المونديال) الذي تناول الموضوع من كل جوانبه ولم يخف شيئًا كما لم ينحاز الي جهة دون
أخرى وقد انصفت إخوتنا القطريين بحيث يرون ما لهم وما عليهم، ولهم ماكسبوا وعليهم ما اكتسبوا.
ومن كل قلبي وكانسانه عاشت في قطر ردحا من الزمن ورأينا وعشنا مراحل تطورها التي بدت اوضح ما تكون في عهد الامير الوالد الشيخ حمد بن خليفة ال ثاني وحرمه الشيخه موزا بنت ناصر المسند واكتملت ملامح هذا التطور والانفتاح في عهد الأمير الشاب الشيخ تميم بن حمد آل ثاني اقول أنني اتمني لهم كل التوفيق.
كما أنني اتفق معكم أن قطر تستحق أن تستضيف وتحتضن المونديال وأن القطريين قد بذلوا
كثيرا من الجهد الصادق لينالوا شرف هذه الاستضافة، سواء كان ذلك في مجال
قوانين حقوق الانسان أو القوانين الاخري مما انعكس علي بلادهم أناقة والقا ونظاما.
أرجوً لهم التوفيق الكامل في جميع
النواحي أمنيًا ورياضيا واقتصاديا وقد
احسنوا الي بلدهم ولم يبخلوا عليها
وفقهم الله وسدد خطاهم وقد انصفتهم. جزاك الله الف خير.
وردا على رسالةخاصة ارسلتها اليها تقديرا لوفائها لقطر ردت السفيرة الدبلوماسية المحنكة والعريقة الأستاذة فاطمة البيلي وهي زوج سفير السودان الرحل في قطر عزيزنا أحمد التني ، في رسالة ثانية،
قالت في رسالتها الثانية :
الف شكر علي كلماتكم الطيبه عن تعليقي المتواضع. واعتبرها شهادة قيمه من اخ عزيز وصحفي مقتدر. العفو يا أخي العزيز فانا فقط عبرت عن مشاعري الحقيقية تجاه البلد الذي احتضننا ردحا من الزمن وعملنا
فيه بكل اخلاص وتفان جزاء ما قدموه لنا من احترام وتقدير سواء لزوجي( السفير الراحل أحمد التني) رحمة الله عليه أو لي ولابنائنا الذين
درسوا بالمدارس القطرية وتميزوا.
كما أن ابننا الاكبر يوسف تخرج في جامعة
قطر. وكذلك تخرج إبن شقيقي الأكبر
البرفيسور عثمان سيداحمد البيلي
محمد اقبال في جامعة قطر التي عمل بها والده استاذا و ومحاضرا مرموقا.
الحديث يطول عن اقامتنا في دولة قطر الفتية يا محمد وقد عشت معنا جزء من تفاصيلها بحلوها ومرها ولكن يبقي الود ويبقي الوفاء لاهل قطر لان
فتره عيشنا في الدوحة علي مر السنين
وبصورة متصلة فاقت حتي فترة بقائنا
في الخرطوم.(وظلم ذوي القربي اشد
مضاضة على المرء من وقع الحسام المهند)
كما تعلم أخي العزيز. ويا لها من ذكريات، ومازال بالقلب شيءٍ من حتي
لكن الشاهد هو أن
بلادي وان جارت علئ عزيزه
واهلي وان ضنوا علي كرام.
نعم أنا مقيمه الآن بامريكا في مدينة
كليفلاند بولاية اوهايو مع ابنتنا ساره وزوجها الابن اشرف الملك واولادهم. ولولا ظروف مرضي الاخير بالفشل الكلوي (شفاك الله ومتعك بالصحة التامة)لكنت اليوم اعيش بالسودان الحبيب وسط اهلي واحفادي وبمعيه ابننا العزيز يوسف.
نسال الله الأمن والأمان والاستقرار لبلدنا العزيز السودان الذي به وبشعبه
المعلم العملاق نعتز ونفخر.
آسفه للاطالة، ولكنها الذكريات تداعت ولم استطع وقف تدفقها.
فعذرا.
ألف شكر، حفظكم الله ورعاكم.
الرسالة الثالثة
الصافي موسى:قطر إخترقت جدار الاستعلاء ونفذت الى الهدف
الأستاذ الرقم الهمام، محمد المكي أحمد، لو لم تكتب غير هذا المقال عن قطر لكفاك..رسمت في مقالك (هل قطر مؤهلة لاحتضان المونديال)صورة قلمية صادقة البيان،مدججة بذخيرة خبرة حية لا تخطيء كبد الهدف والحقيقة..
مقالك تصدى لإنتقادات قطر وأحقيتها لإستضافة المونديال (عشية إفتتاح المونديال ٢٠ /الجاري) فأفلح في إيراد غزير التفاصيل عن دولة قطر الفتية ومجتمعها،الذي ألفته وألفك شعبيين ورسميين..قلمك سال مداداً جريئاً، في قول الحق،والدفاع عن الحق، على صعيد الدولة وتطوراتها ونهضتها العامرة بكل جديد مبتكر..
من ثنايا المقال تبدت قطر دولةً،حباها الله بقيادات تعاقبت على مقاليد الحكم فيها،كلٌ يبنى على ما وصل اليه سلفه ..يجيء ذلك بدعمٍ موفور وثقة نفسٍ وثابة،صنعت المعجزات، وحفزت القادة الى المنافسة على الريادة على المستوى العالمي.. ومن ثم فإن قيام المونديال على الأراضي القطرية، هو نتاج مثابرة وبذل وجهد، ليس فيه( تذاكٍ) أو خداعٍ ،بقدر ماهو إستحقاق عن جدارة، إخترقت جدار الإستعلاء المكبِل المرفوع في وجه دول العالم الثالث .؟!.
قطر إخترقت الحجب ونفذت الى الهدف، في ثقة معززة بلسان حال يقول:'(نحن لسنا أقل قامة ممن سبقونا في تنظيم هذه المناسبة إن لم نبذهم؟)متأسية ببيت الشعر القائل:-
وإذا كانت النفوس كبارا
تعبت في مرادها الأجسام.
من هنا تجيء إستضافة قطر للمونديال كما أبان المقال ك(إستحقاق نالته لتوافر مناخ ومعايير محددة) وأنها(ليست منحة من أحد) وهي أيضاً:- مناسبة تقدم فيها قطر نفسها، في إطار (رؤية قطر ٢٠٣٠) تحت إشراف أميرها الشاب تميم وهي(رؤية إصلاح شامل وبناء وتحديث تشمل كل المجالات.) وبهذه المناسبة فإن قطر وإنابةً عن أمتها ،ترسل أقوى الرسائل، بأن العرب قادرون على التمام، وفي نفس الوقت فإنها تقدم النموذج المثالي، الذي سيتعب ويرهق الدول التي تستضيف المناسبة من بعدها، لصرفها عليها بسخاء لا يعرف الحدود.
أراك ياأستاذ ود المكي قد رسمت خارطة طريق سياحية للوافدين لنسخة المونديال هذه، من خلال حنينك الجارف ل( سوق واقف)الشعبي و حي(كتارا) الثقافي، و سيد الفنادق (شيراتون الدوحة)،حيث قضيت أوقاتٍ لاتنسى هناك (بحثاً عن المتاعب) في بلاط صاحبة الجلالة. وغيرها من المعالم الباذخة في خارطة دوحة العرب.
لو كنت في محل الجهة المنظمة للمونديال، وهي هنا مؤسسات الدولة ،لقمت بترجمة مقالك هذا، لأكثر من لغة ،وعرضته على زوار الدوحة ليقفوا على مراحل تطور قطر ،التي( هي اليوم ليس قطر قبل عشرين أو ثلاثين سنة.) تلك حكاوٍ إبتعلتها اليوم، فنادق وأسواق وفضاءات ومقصورات وفناء وصحون الملاعب القطرية ،التي ستذهل العالم بلا أدنى شك.
ختاماً أستعير برقيتك التي ذيلت بها مقالك الرصين الشامل الوافي وأقول مرددا معك:–مبروك للقطريين،رجالاً ونساء، وللمقيمين شركاء البناء والأفراح،والخليجيين والعرب وكل المنصفين في العالم، عرس(المونديال) في
دوحة الجميع.
أرى أن الرسائل الثلاث ورسائل أخرى عكست نبض تقدير لقطر وعبرت عن وفاء سوداني متميز ، ما أكد مجددا أن معظم السودانيين(ولا أقول كلهم لأننا بشر ) يحبون الانصاف ، ويكرهون الظلم ، ويرفعون رايات الكلمة الحرة.
الحرف الأخضر يبني ولا يهدم ، ويزرع غراس المحبة، ويقوي نبض الشراكة الانسانية ، بعيدا عن المن والأذى ونهج الاستعلاء الأجوف و الحقد الذي يعمي بعض القلوب .
الانتقادات المتوازنة مطلوبة ومهمة لتصويب خطى وسياسات أية دولة في العالم ، صغيرة أو كبيرة ، وبينها قطر، لكن المشكلة تكمن في بث سموم الحقد و الكراهية.
من تأسره قيود الكراهية والحقد لا يرى الحقيقة أو نصفها ، اذ أن عين الحاقد والعنصري لا ترى الضياء واشراقة الصباح، أو حتى بدايات سير ومسيرة وخطوات مدروسة وملموسة ، على درب الاهتمام بحقوق الإنسان ،للعمال ولغيرهم من البشر .
طريق حقوق الانسان لا نهاية له ، لأن قضايا الانسان و العدالة في دول العالم كافة تتجدد باستمرار مع تصاعد معدلات التطور الايجابي أو المشكلات،في هذا
المجتمع أو ذاك .
لندن – 13 نوفمبر 2022