أكد الشعب السوداني في الداخل والخارج رفضه التام لانقلاب البرهان والفلول والمرتزقة واستطاع رغم كل الاجراءات الأمنية المشددة والتعتيم الالكتروني المتعمد والمحاولات اليائسة والبائسةحرمانه من حقه في التعبير وإسماع صوته لفرض إرادته الهادفة لمواصلة تحقيق أهداف ثورته الشعبية بعيداً عن كل أنواع الديكتاتورية والهيمنة والوصاية المدعاة. لن أكرر هنا المطالب التي أجمعت عليها الجماهير الثائرة على تحقيقها فهي معروفة ومعلومة للعالم أجمع عبر نقل السلطة الانتقالية كاملة للحكومة الانتقالية للمدنيين وعودة كل مؤسسات الحكومة وفي مقدمتها لجنة تفكيك التمكين والإسراع بقيام مؤسسات الحكم الانتقالي والمفوضيات المنصوص عليها في الوثيقة الدستورية. ظلت الجماهير الثائرة تقدم الدروس العبقرية التي تتجلى في الملمات وهى تخرج بكل ألوان طيفها السياسي والمهني والمجتمعي من كل أنحاء السودان ومن جميع أصقاع العالم لتجدد العهد بأنها عازمة على المضي قدماً للأمام ومؤكدة أن الردة مستحيلة. مرة أخرى نقول ليس من مصلحة أي مكون من مكونات الدولة السودانية إفتعال معارك مصطنعة فيما بينها لأن الصراع معلوم بين تيار الانتقال للحكم المدني الديمقراطي وبين تيار الانقلاب عليه وقد فشل الانقلابيون في محاولتهم اليائسة والبائسة إختطاف ثورة ديسمبر الشعبية بالانقلاب عليها وعلى مؤسسات الحكم التي شاركوا فيها، وعليهم الاعتراف بفشلهم وتسليم السلطة الانتقالية للحكومة المدنية للسير قدماً في تحقيق تطلعات المواطنين المشروعة والمستحقة لاسترداد الديمقراطية وتحقيق السلام العادل الشامل وبسط العدل ومحاكمة المجرمين والفاسدين وتأمين الحياة الحرة الكريمة لهم. إن الشعب السوداني الذي ناضل طويلاً بمشاركة باسلة من الكنداكات والشباب ضد الديكتاتوريات المختلفة يستحق ان ترتفع القيادات السياسية والمهنية والمجتمعية إلى رحاب اماله المقدسة والعمل سوياً من أجل بناء سودان المواطنة والديمقراطية والسلام والعدالة والحياة الحرة الكريمة للجميع.