فوز تاريخي كبير حققه المنتخب السعودي على الارجنتين ٢-١ بعد اداء رائع ورجولي في منافسات كأس العالم لكرة القدم ، في قطر اليوم ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٢.
(الأخضر) فجر وأثار مشاعر الارتياح والفرح في أوساط خليجية وعربية ، متعطشة للانتصارات وتعشق انتصار الارادة والأداء الجميل والبطولي .
مبروك للسعوديين ، والخليجيين والعرب وكل داعمي (الأخضر) الذي انتصر على فريق عالمي متميز،وله صولات وجولات نجاح في عالم المستديرة .
شعوبنا العربية في مسيس الحاجة الى الانتصار في مجالات الرياضة وغيرها، كي تفرح باداء أبنائها، وتكتشف أكثر من أي وقت مضى في عرس ومونديال قطر مزيدا من قدرات نجومها المبدعين الأشاوس وامكاناتهم في سبيل صناعة الفرح والابتسامات .
صناعة الفرح كما فعل المنتخب السعودي اليوم فتحت صفحة جميلة ومشرقة سعوديا وقطريا وخليجيا ، وعلى أقل تقدير يمكن القول إن أداء المنتخب في مباراته مع المنتخب الارجنتيني الرائع والخطير أشاع اجواء مريحة وسعيدة في المنطقة، كي لا تكون الغلبة والكفة الراجحة للمواجع في دنيا العرب .
من سهروا على رعاية المنتخب السعودي ،استحقوا التهنئة، وهم في أعلى المستويات ، وبينهم الاختصاصيون.
المشجعون السعوديون والخليجيون ومقيمون في الدوحة دعموا نجوم السعودية ،وساهموا مساهمة واضحة في رسم لوحة جميلة وحيوية في استاد( لوسيل) في الدوحة، الخضراء النضرة ، والجميلة ، التي تشهد هذه الأيام عرسها العالمي ،الذي يشاهده حاليا بشر من كل لون وجنس ودين، و يصعب حصر عددهم .
بداية روعة المشهد في قطر بدت في الكلمة القصيرة ،المضيئة،ذات الأبعاد والدلالات الحيوية التي أفتتح بها أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني المونديال في ٢٠ نوفمبر ٢٠٢٢ ، اذ رحب مجددا بالجميع من كل الأجناس والثقافات والعقائد، وتمنى لهم منافسات تسودها الروح الرياضية،مشددا في مضمون وأبعادها على روح ونبض التعاون والتفاهم الانساني والحرص على انجاح ( مهرجان) عالمي .
تعددت مشاهد الروعة في يوم افتتاح (المهرجان) ، وكان المشهدا رائعا ومعبرا عن أروع الدلالات والقيم حينما أمسك تميم يد والده( الأمير الوالد) الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني وطبع قبلة على كفه، وهي نابعة من القلب والعقل والوجدان .
كنت أعمل صحافيا في الدوحة في فترة حكم الشيخ حمد، هو انسان ورجل وقائد يستحق كل الحب والتقدير والاحترام من تميم وشعبه،وممن يعرفون مستوى عطائه الكبير لشعبه ووطنه.
الشيخ حمد هو من وضع اللبنة الأولى على طريق احتضان الدوحة المونديال ، في اطار انجازات غير مسبوقة في المجتمع القطري ،وواصل الشيخ تميم مسيرة الترتيبات والانجاز الباهر على مدى سنوات الى ان أشرقت شمس المونديال ،وسطعت اشراقاته في العالم كله .
من حقائق المرحلة ان الدوحة التي أبهرت العالم في حفلة الافتتاح، أبرزت مدى اهتمامها بتاريخ الآباء والأجداد وثقافتهم ،ومستوى الخدمات المقدمة لانسانها ، وفي هذا السياق تجلت رعايتها لذوي الاحتياجات الخاصة،وهذا يعكس أنبل المعاني والقيم الانسانية التي تحترم حقوق الانسان.
هذا عكس حقيقة من بين حقائق عدة أكدها الاحتضان القطري الحميم والجميل والودود لفعاليات المونديال، وقد أشادت بذلك مواكب من المشجعين الذين لمسوا استعدادات وترتيبات أدهشتهم، وأخرست أيضا بعض من تحركهم. دوافع استعلاء وغطرسة وكراهية وعنصرية بغيضة .
أقول مجددا -كما كتبت في وقت سابق- مبروك مجددا لقطر، قيادة وشعبا وللمقيمين شركاء البناء والأفراح والخليجيين احتضان المونديال ، وأخص بالتحية اليوم السعوديين بعدما تألق فريقهم ، وأقول مجددا مبروك للمنصفين ، الذين دعموا استضافة المونديال في (دوحة الجميع).
أتمنى للفرق العربية والافريقية وكل المنتخبات الدولية (مهرجانا) كرويا راقيا وجميلا. وحماسيا وغير مسبوق بجمالياته وأجوائه الانسانية التي تحترم كل الناس ، بتعدديتهم الثقافية والعرقية والدينية.
برقية: السعودية دولة كبيرة في الخليج وفاعلة ومهمة في المنطقة والعالم،بثقلها الروحي والسياسي والاقتصادي ،و انتصار منتخبها في مستهل مشواره في المونديال لا يمكن النظر اليه بمعزل عن دلالات هذه المكانة الرفيعة خليجيا و اقليميا ودوليا .
لندن ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٢