وضع العقدة في المنشار يقال أنه مثل يضرب لمن يصنعون الصعاب ويختلقون المشكلات، ويجعلون حل أي مشكلة مستحيلاً، وهذا المثل يناسب بعض السودانيين الآن، نعم يناسبنا لأننا نرى الحقائق بأم أعيننا ولكننا لا نقبلها ولا نعترف بوجودها، وتلك هي مشكلتنا ياسادة.
أولاً: نعرف أن السماح للآخرين والغرباء بحشر أنوفهم في خصوصياتنا هو جريمة عظمى تهلك الحرث والنسل، ولكن بعضنا أو معظم قادتنا يرتكبون هذه الجريمة وتلك الخيانة العظمى، يمارسها أهل اليمين وأهل اليسار وحتى الأحزاب والشخصيات التى تدعي الوسطية والوطنية.
ثانياً: نتعمد التغافل والالتفاف حول الحقيقة، كأن نختلق المشكلات والعقبات، فيدعي الإسلاميون أن الحكم المدني هو علمانية كافرة وردة خطيرة وتغييب كامل للأخلاق والانضباط، مثلما يزعم اليساريون أن كل من يرفع شعاراً إسلامياً هو محتال وفاسد، ويجيد المتاجرة بالدين، ويستخدمه كوسيلة لبلوغ مكاسب رخيصة، وهؤلاء جميعاً يعلمون أن السودان ومنذ استقلاله، كانت تديره حكومات مدنية فى فتراته الديمقراطية، وحكومات عسكرية تستعين بالمدنيين فى الحكم، وهذا يؤكد أن عقبة الحكومات المدنية أو حكومة الشراكة العسكرية والمدنية ليست عقبة حقيقة لتعطيل تأسيس مرحلة إنتقالية للعبور نحو الإنتخابات لأنه من الممكن جدا أن تكون الفترة الإنتقالية شبيهة بفترة حكومة سرالختم الخليفة أو حكومة محمد حسن سوار الذهب، إذن من يتصدرون الموقف الآن يعرفون هذه الحقيقة، ولكنهم يتغافلون عنها ولا يستخدمونها للخروج من دوامة العقبات المختلقة.
ثالثاً : حكومة الفترة الانتقالية تنحصر مهامها فى توفير الخدمات الضرورية للشعب السوداني والإعداد لمرحلة الإنتخابات ليختار الشعب حكومته المنتخبة فليس من مهام الحكومة الإنتقالية معالجة القضايا القومية مثل قضايا الدستور الدائم واتفاقيات السلام، فتلك مسئولية الحكومات المنتخبة ذات المجلس التشريعي المنتخب.
▪️والسؤال الذي يحتاج إلى إجابة عاجلة هو:- لماذا يجتهد من يتصدرون الموقف السياسى الآن فى اختلاق العقبات ووضع العقد تحت المنشار؟