كنا على يقين تام بان رئيس المجلس الانقلابي عبدالفتاح البرهان لن يلتزم بتنفيذ تصريحاته المتعلقة بانسحابهم من الساحة السياسية لأنه عمليا واصل اتخاذ قراراته واجراءاته التي يرى إنها قد تمكنه من استمرار التسلط ضد الإرادة الشعبية.
شهد العالم عبر القنوات الفضائية قبل أيام كيف أن اجهزته الأمنية والجمعية تعمدت إبان هبوط الطائرة المقلة للسيد محمد عثمان الميرغني إفتعال معركة في غير معترك وتشتبك مع بعض مرافقي السيد محمد الحسن الميرغني وتجبره على مغادرة المطار لتحول بينه وبين استقبال والده يزعم أن والده اشترط إخراجه من المطار قبل هبوطه من الطائرة.
هكذا استمر الانقلابيون في تنفيذ سياسة سادتهم التي أسقطت سلطتهم الجماهير الثائرة التي مازالت تخرج مؤكدة حرصها على استرداد الديمقراطية وتسليم السلطة الانتقالية للمدنيين لمواصلة إنجاز مهام الانتقال للحكم المدني الديمقراطي.
لم تفلح محاولات السلطة الانقلابية اليائسة والبائسة في تكوين حاضنة سياسية لهم رغم استمرار سياسة فرق تسد واحياء أحزاب وكيانات ومليشيات النظام المباد وتعمدت قبل يومين نشر خبر يدعي أن حزب التحرير الإسلامي طلب منهم تسليمه السلطة لاقامة دولة الخلافة الراشدة!!.
لم يكتفوا بذلك إنما امتدت أيديهم الأزمة كي يعبثوا في الساحة النقابية والمهنية على هواهم واصدر رئيس المجلس الانقلابي عبدالفتاح البرهان قراارا بتجميد نشاط النقابات والاتحادات واتحاد أصحاب العمل وتكوين لجنة برئاسة مسجل تنظيمات العمل لتكوين لجان تسيير للنقليات والاتحادات واتحاد أصحاب العمل.
هكذا يؤكد رئيس المجلس الانقلابي حرصه على التدخل السافر في الساحة السياسية والمهنية في محاولة للسيطرة على النقابات والاتحادات المهنية الفاعلة في محاولة للسيطرة عليها وتسييرها لحماية سلطته الانقلابية.
نحن على يقين تام بان مثل هذه القرارات الفوقية لن تفلح في تحقيق اهدافها في ظل تنامي الوعي وسط قوى الثورة الحية الحزبية والمهنية والمجتمعية وأنها قادرة على هزيمة هذه المخططات الديكتاتورية على أن تأخذ بزمام المبادرة في عمليات الإصلاح السياسي والحزبي والمهني المؤسسي وسط قواعدها بمشاركة فاعلة من الشباب والكنداكات الذين مازالوا الاحرص على استرداد الديمقراطية وإنجاز مهام الانتقال للحكم المدني الديمقراطي لتعزيز السلام الشامل العادل وبسط العدالة وسيادة حكم القانون وتأمين أسباب الحياة الحرة الكريمة للمواطنين.