هذه هي بركات “زيارة السيد الميرغني للسودان” التي هشّ لها الشيخ الجد السادر في متاهته..صاحب المبادرة الاخونجية (الفشنك)..وهلل لها جبريل إبراهيم واركو مناوي وبقية العصبة المتهالكة (غير ذات الشوكة)..! فعلى ضوء مباركة أردول الناطق الرسمي بإسم بورصة الذهب الجديدة وخام برنت ومقرر (بورصة نازداك) تم الإعلان عن جعفر الميرغني رئيساً (للكتلة الديمقراطية الجديدة للحرية والتغيير)..! (من أجل التصدي للراهن السياسي كما قال اردول)..!! وتمت تسمية جبريل إبراهيم زعيم إعفاءات جمارك السيارات نائباً للسيد جعفر (الصادق) وأركو مناوي رئيساً للجنة السياسية للكتلة وحيدر الصافي مقرراً للهيئة الرئاسية مع آخرين من الزوائد التي تنتحل صفة البشر..!
لا حياء ولا اختلاج للأجفان في تسمية كتلة مناوي وجبريل وجعفر الميرغني وأردول بأنها (الكتلة الديمقراطية).. ولا خجل ولا احمرار للخدود في نسبة هذه الكتلة للحرية والتغيير..!! فما علاقة هؤلاء الناس بالحرية والتغيير..؟! وهل عجزوا من إيجاد أي اسم آخر بدلاً من هذه المهزلة المفضوحة..؟! هل هو التأسي والتقليد المكشوف للفلول الذين يكذبون على أنفسهم بالانتساب المنافق للثورة والانضواء الكاذب لمظلة الحرية والتغيير..فيزعمون لها فروعاً وبطوناً وأفخاذاً من تأليفاتهم الخائبة العاطلة ..؟؟
إذاً ضد مَنْ اشتعلت الثورة..؟! ضد مَنْ اشتعلت الثورة إذا كان هؤلاء الفلول والأرزقية هم رجال الحرية والتغيير..؟! هذه هي أسماء الأضداد التي يطلقها المصابون بالعقم وقد عجزوا عن توليد أسماء وشعارات خاصة بهم..ولم يجدوا في جرابهم الخاوي غير ترديد شعارات الثورة ومسمياتها بعد أن تخثر الدم في أوردتهم وجفت شرايينهم ونضبت أوردتهم وتيبّست خلاياهم وانقطعت عنهم دورة الحياة..!!
هذه هي بركات زيارة الميرغني والذين عادوا معه..إنهم يبحثون عن (مركب ضائع) في (بحر غير موجود)..! بل هي عودة للسير في سكة الفلول..ونفاق من نوع (أبو كديس) حول التوافق الوطني والتواثق القومي..ودوران فاضح على ذات النهج الذي ساروا به مع الإنقاذ عندما عضدوا فسادها وإجرامها وشاركوها في طغيانها ووقفوا خلف المخلوع يضعون أيديهم على صدورهم في خشوع أمام هذيانه الفارغ وتهديده المرذول للشعب وسخريته السمجة من القوى الوطنية..بل إنهم شاركوه في تهريجه ودونك خطبة حاتم السر البتراء عن الرغد الذي سيعم الوطن على يد الإنقاذ..حتى قيض الله للشعب أن يخرج بشبابه في مواكب الشرف والكرامة ويذل الإنقاذ ويدك عروشها وينتفض على شرذمها ومن كانوا في ركابها المخذول حتى سقوطها الداوي..!
بعد كل هذه الدروس التي تستوجب الاعتبار عادوا في طائرة الميرغني ليعلنوا تحالفهم مع أركو مناوي وجبريل وأردول..وليتمسحوا بأذيال الفلول و(حركات السوء).. فلا تدري في هذا الخليط الهجين والركام المتنافر من هم القادة ومن هم المتبوعون..؟! هل هذه هي الغاية من زيارة الميرغني للبلاد..؟! وهل كانت ثمار كل هذه (الغيبة الطويلة) تولية جبريل ومناوي وشيخنا جعفر الصادق أمر الوطن والتصدي للراهن السياسي..؟!!
إن هذه الثورة لكبيرة إلا على الشباب الذين مهروها بالدم..والذين يواجهون كل يوم سلاح الانقلابيين المُحرّم الذي يستأصل الأرواح ويقتلع العيون..ومع هذا تمضي في كل يوم ومنذ أربعة أعوام مواكبها السلمية الهادرة..ألا ما اكبر الثورة على هذه الألاعيب وعلى تقافز الثعالب..هذه ثورة حقيقة مخضبة بالدماء والفداء…هذه الثورة ليست (ملعبة)..!!
murtadamore@yahoo.com