** في مؤتمر اللاءات الثلاثة الذي انعقد بالخرطوم عقب هزيمة الخامس من حزيران/ يونيو ١٩٦٧م حين انتصرت اسرائيل في حربها علي العرب .. تم الصلح الكبير بين الملك فيصل والرئيس جمال عبدالناصر بمجهود كبير من الزعيم الازهري والزعيم المحجوب بعد قطيعة استمرت لسنوات طويلة مع استمرار حرب اعلامية عنيفة بين الدولتين .
وبعدها طلب رئيس الوزراء السيد محمد احمد محجوب من الدول النفطية الاربعة وقتذاك وهي السعودية والعراق والكويت وليبيا تخصيص مساعدات سنوية لمصر وسوريا والاردن والتي كانت تسمي( بدول المواجهة) لاعادة تسليح جيوشها التي دمرتها اسرائيل فتمت الاستجابة فورا علي الدعم السنوي السخي جدا لتلك الدول . وحينها عرض الملك فيصل علي السيد المحجوب تخصيص مساعدات للسودان ايضا لانه يتأثر بإغلاق قناة السويس في وجه الملاحة البحرية حيث تأتي السفن التجارية من اوربا عن طريق رأس الرجاء الصالح بجنوب افريقيا في مشوار طويل جدا عبر الاطلسي مما يؤدي الي ارتفاع رسوم الشحن البحري للبضائع( النولون البحري ) .
فلكم ان تتخيلوا ماذا كان رد المحجوب للملك فيصل:
قال له .. ياطويل العمر نحن نعتذر عن قبول اي مساعدات في هذا الشأن لاننا لا نبيع مواقفنا العربية.
فاعجب الملك فيصل بعزة نفس وكبرياء قيادات أهل السودان و إغرورقت عيناه بالدموع.
ونحن إذ نذكر ذلك الموقف فإننا فقط نقارن بين قوة بأس وعزة نفس وتفكير وكبرياء اولئك القادة السياسيين وبين قيادات اليوم ( المنبرشة ) تحت أقدام البترو دولار … وهنا نؤكد ان اصحاب الحلاقيم الكبيرة التي تملأ الساحة السياسية ضجيجا عاليا تنقصها الوطنية الخالصة .
وهذه الواقعة نهديها للجيل الجديد من الشباب الثوار الذي يصعب إختراقهم بالمال .. ليقدموا دماءهم الطاهرة من اجل سودان حر ومستقل وزاهر ليصنعوا دولة علي قدر كبير من التاثير الاقتصادي ويستحقون ادارتها في مقبل السنوات.
ولا ازيد ؛؛؛؛
bashco1950@gmail.com