كما توقعت ، ووصفت قبل أيام عدة مونديال قطر بأنه (مونديال المفاجآت السارة) نجح أبطال و نجوم المنتخب المغربي في تحقيق آمال وأشواق الملايين في بلادهم والعالمين العربي والاسلامي وافريقيا ،بفوزهم الكاسح والجميل على كندا 2-1 ، في اليوم الأول من ديسمبر ٢٠٢٢، اذ تأهل الى دور ال ١٦ لكأس العالم لكرة القدم .
مثلما أكد (أسود الأطلس) قدراتهم الفنية ومهاراتهم الفردية والجماعية في ملعب (الثمامة) الذي شهد اليوم أفراحا انطلقت من قطر الى المغرب ومنها الى دنيا العرب والأفارقة فان أوساط مهاجرين بدول المهجر عاشت الحدث وتفاعلت بقوة وكثافة بشرية ، حيث يقيم هناك أعداد كبيرة من أبناء المغرب ودول مغاربية. وعربية وافريقية .
ملعب (الثمامة) القطري سجل الحدث التاريخي المغربي وسجل في الوقت نفسه كيفيات العناق الحار الذي جسده أروع تجسيد على المدرجات بنات وأبناء المغرب وعدد كبير من المشجعين القطريين والعرب والأفارقة .
البعد الأفريقي في التكوين المغربي مهم وحيوي ، والمغرب جزء أصيل في الجسد الأفريقي ،وفاعل في برامجه،وناجح في تحقيق التوازن بين الانتماءين العربي والأفريقي من دون اخلال أو تنكر للحضن الأفريقي الدافيء الذي يبادل بالحب من يبادله الحب والاحترام .
أبارك هذا الانتصار المدوي للشعب المغربي صاحب الوجدان الطيب والرائع ، والتاريخ العريق ، والمناخ الذي يحترم التعددية الاجتماعية والثقافية والسياسية الصعبة .
عرفت عن قرب أهل المغرب، وبينهم زملاء في عالم الصحافة وأصدقاء ،كما التقيت مواطنين في الرباط والدار البيضاء وأصيلة وطنجة وطتوان وفاس ومراكش ،وفي كل بقعة من بقاع هذا البلد الجميل بانسانه وأرضه وموارده وتاريخه المجيد بجد الزائر ما يشد انتباهه ، ويثير اعجابه وينشر في دواخله مشاعر الحب والمحبة للبشر وللمناخ الانساني الدافيء ،الذي يرحب ويحتضن كل الناس بنبض الفطرة، وما زلت أحمل في قلبي وعقلي أجمل الذكريات من هناك .
من أهم أسباب التقدير والحب للشعب المغربي أنه شعب حضاري الروح، وعصري النبض ، وعلى سبيل المثال فان تعامله الانساني النابع من دواخله الخضراء يتجاوز حواجز الزمان والمكان واختلاف اللون والجنس والدين،أي أنه انسان عالمي، غير منكفيء على نفسه، وليس أسيرا لأمراض (الأنا) التي تفرز مظاهر التعالي والغطرسة والاستبداد .
التهنئة، و من دون حدود، لشعب المغرب وقادته في كل المستويات ومجالات الحياة ،وللعرب والأفارقة ،ولقطر التي تحتضن مونديال (المفاجآت) وللمشجعين من بنات وأبناء المغرب، وكل الذين دعموا ويدعمون (الأسود).
لندن ١- ١٢-٢٠٢٢