يواصل الانقلابيون تآمرهم ضد ثورة ديسمبر الشعبية التي انقلبوا على حكومتها الانتقالية، وفشلوا في تشكيل حكومتهم، لكنهم نجحوا في تأجيج فتن سياسية ومجتمعية في ربوع السودان.
لم ينس الناس مهزلة الموكب الذي أسموه موكب الكرامة الذي دعوا في لجان المقاومة والحزب الشيوعي، وكل الرافضين التسوية السياسية الفوقية وواصلوا كيدهم ضد وحدة قوى الثورة الحزبية والمهنية والمجتمعية.
حشدوا في حفل التوقيع على الاتفاق الإطاري أحزابًا وكيانات غير معروفة، وجعلوهم يوقعون على الاتفاق بصفتهم الشخصية.
لم تخل مخاطبة البرهان وحميدتي لحفل التوقيع من دلالات سالبة؛ لأنهما يجسدان قيادة انقلاب الخامس والعشرين من أكتوبر2021م، وتعمد البرهان التدخل في شأن الحكومة المقبلة، وقال إنها ستكون حكومة كفاءات لامجال فيها للاحزاب وأضاف ضاحكا الجيش للثكنات والاحزاب للانتخابات.
يعلم القاصي والداني أن كل قوى الثورة السياسية والمهنية والمجتمعية ضد الانقلاب وعازمه على استرداد الديمقراطية والحكم المدني واستكمال عمليه السلام العادل الشامل وبسط العدالة وسيادة حكم القانون ومحاكمة المجرمين والفاسدين.
لابد من الاعتراف بأن الاتفاق الإطاري يتضمن مواد ونصوصًا تلبي تطلعات الجماهير الثائرة، وأنها تفتح الباب أمام الممانعين للالتحاق بها، لكن كل ذلك لا يبرر الحجر على الحريات ومحاولة فرض حكومة مدنية صورية تحت مظلة المكون العسكري الانقلابي.