قدم مركز العز بن عبدالسلام الثقافي بمدينة شمبات في سبتيته الأسبوعية يوم السبت الماضي نقاشا حرا مفتوحا حول (مكونات الثقافه السودانية)، إذ شارك عدد كبير من الحاضرين في النقاش، وابتدر النقاش صلاح الحويج أمين الاعلام بالمركز متحدثاً في البدء عن المكون الإثني والمناطقي والقبليي الذي يتكوّن منه السودان، واختلاف اللهجات واللغات والعادات والتقاليد لدى الأثنيات المختلفة، والتي تتراوح ما بين العربية والزنجية والبجاوية و النوبية وغيرها، ثمّ تناول تأثير الهجرات من وإلى السودان، وتأثيرها الإجتماعي والثقاف.
وتحدث عوض أحمدان المدير العام لوزارة الثقافة بولاية الخرطوم، فقال إن الثقافات في السودان متعددة، وأوضح أنه إلى عهد قريب كانت الثقافة السودانية يتحكم فيها الفعل السياسي، واضاف أن تعريف الثقافه ينبني على نوع الأطعمه والملابس وغيرها من الأشياء، واشاد بمنتدى العز بن عبدالسلام لإسهامه في نشر الثقافة السودانية، وقال إنهم في الوزارة قد رفعوا شعاراً يتمنى أن يسهم معهم الجميع لإنزاله على أرض الواقع، وهو(تثقيف السياسة وليس تسييس الثقافة) وقال إن الظروف في السودان خانقة، وإن الخروج من المأزق والمشاكل يجب أن يسهم بها المثقفون والانطلاقة للامام.
و تناول قريب الله العاقب تعريف الثقافة والفعل الثقافي، ودور الكتاب في نشر الثقافة، وأضاف أن غلاء أسعار الكتب يمثل هاجسًا للمثقفين والكتاب.
أما غازي سليمان الطاهر قال بأن هنالك (غلوتية)سارية بين الناس حول الثقافة وتعريفها، وأضاف أنها علم قائم بذاته، ولذا لابد أن تتوحد رؤى السودانيين، ولا يتم ذلك الا بالثقافه.
وتحدث البروفيسور خبير عن المنطلقات كيف تكون عندما تكون خارج السودان خاصة في الجانب الثقافي المعنوي، كما تحدث عن السمات الثقافية والشخصية الفردية للسوداني، وهو منهج مخالف للشخصية القومية، وقال: عندما نرجع الى التأريخ في السودان تظهر ثنائية جماعة أباد ماك والغابة والصحراء، وكان مؤسسوها من الشباب المثقف امثال محمد المكي إبراهيم وعبدالله على ابراهيم وشابو والنور عثمان ابكر، وكانت تسعى إلى دمج الثقافة العربية(الصحراء) والافريقية (الغابة)ولم تكن المجموعه تهدف للعنصرية وإنما لتبلور الشخصية السودانية المتفردة.
أما امين عكام فقد تحدث عن تمدد الحضارة السودانية التى وصلت الشام، وان الفعل الثقافي مستمر، وأضاف بان التراكمات حول الكثير من الامور هي التي تولد المشاكل.
أما عادل خالد البشير فقد تناول التاريخ الحديث والقريب من القرون الوسطى، مثل الطقوس التي يطلق عليها الثقافة، وقال إن الثقافة هي لغة تعني التهذيب، واضاف بان الثقافة تشمل الفنون والعادات والتقاليد وكل مجتمع لديه خصائص، واحيانا تتأثر الثقافة بالعامل السياسي.
وتحدث محمد الفاتح عوض عن الصوفية وتأثيرهم الكبير في الثقافة السودانية، اما ابتسام عمر أحمد موسى فقد طالبت بضرورة الحفاظ على الهوية السودانية حتى لا تكون انعكاسا لثقافات اخرى، كما طالبت بضرورة دعم النشر للحفاظ على الهوية السودانية.
وتحدثت البروفيسورة عوضية شاهين عن الامزجه السودانية، وتعدد الثقافات، وعدم انفصال الدين عن الدولة، وتحدث عن الطرق الصوفية وتأثيرها وطالبت الاستاذ عوض بضرورة اهتمام الدولة بالجانب الثقافي وان يكون من اولوياتها.
واختتم البروفيسور عزالدين عمر موسى الحديث متسائلاً عن ماهية الثقافة اليوم؟ وقال إنه كان يدور في ذهنه عدة تساؤلات عن الاشكالية الكبرى في المصطلح، فلدينا مصطلحات متعددة مختلفة، منها الثقافة والحضارة والمدنية والشخصية، فهل هذه المصطلحات مترادفة؟ فالثقافة عند الانجليز جزء من الحضارة، وعند الالمان هي الاساس، وتشمل النواحي المادية. اساسيات كل علم من العلوم يعرفها تعريفا مختلفا من الآخر ، ثم اثار سؤالا عن ثنائية الغابة أم الغابة والصحراء الرمز هنا العرب والزنوج، هل هنالك ثقافة نيلية واخرى وغرب سودانية؟ وقال متسائلاً: هل الثقافة فيها الاستمرارية ووحدانية مستمرة ام انها متقلبة؟ وتساءل ايضاً: كيف اذن نوحد هذه الثقافات المختلفه ام ندعو الي التعايش بينها؟و تساءل عن التجربة في الثقافة النيلية في الحضارة الفرعونية والديانه اليهودية فالمسيحية ثم الاسلام، وهل هذا يعني الدين هو المحرك للثقاف؟ هنالك اشكالية كبرى، فلدينا ثقافات متعددة، فكيف نستخرج ثقافة متفق عليها او على الاقل كيف نتعايش معها؟