تتقاصر الكلمات والعبارات في وصف الروعة والابداع والشهامة والصمود والانتصار التاريخي غير المسبوق لمنتخب المغرب، اليوم (١٠ ديسمبر ٢٠٢٢) على منتخب البرتغال بهدف مقابل لا شيء.
(أسود الأطلس ) سجلوا لشعب المغرب والمنطقتين العربية والأفريقية ولمحبي البسالة والارادة الفولاذية نصرا كبيرا ورائعا على المنتخب البرتغالي الخطير، وأطاحوا أحلام النجم العالمي الكبير كريستيانو رونالدو .
بلوغ المغرب نصف نهائي كأس العالم -وهي مرحلة متقدمة في منافسة دولية كبرى -تسجل لمبدعي المغرب باعتبار أن ما حققوه يشكل انجازا باهرا ومدهشا وجميلا حققه أبطال المغرب لوطنهم والعرب والأفارقة .
هذا الانتصار يسجل أيضا لقطر التي احتضنت في أجوائها الدافئة الودودة منافسات المونديال، وشهد مناخها هذا الابداع المغربي الذي هز الوجدان،وهذا التضامن بين شعوب المنطقة وهو أيضا غير مسبوق.
هذا الانتصار أكد أن انسان المنطقتين العربية والأفريقية قادر على الابداع في مجالات الرياضة وغيرها ،وهاهم (أسود الأطلس) برهنوا على هذه الحقيقة وصنعوا ملحمة من الملاحم الكروية العالمية.
من القلب أهنيء مجددا شعب المغرب والقيادة المغربية الحكيمة والرصينة ، وعشاق الرياضة في دنيا العرب والأفارقة،
أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني يستحق التحية والتقدير ، فقد كان لافتا حضوره على شاشات التلفزيون مباراة المغرب ومباريات عدة و معه فلذات كبده ، يشجعون ويتضامنون بقلوبهم ونبضهم .
واصل تميم اليوم دعمه وتشجيعه للمنتخب المغربي ومنتخبات عربية وبينها (الأخضر السعودي) وكنت قلت في مقال إن المنتخب السعودي صنع أولى اشراقات الفرح في مونديال الدوحة. .
الشيخ تميم صاحب نبض رياضي (ويجري حب الرياضة في دمه) و يمارس ضمن هواياته الرياضة ، وهو يسجل وسط الناس حضورا مستمرا في فعاليات (اليوم الرياضي) وهو يوم في السنة خصصته الحكومة للناس(للمواطن والمقيم) من كل الأعمار ، لممارسة الرياضة في ميادين وملاعب وحدائق وفي ساحات الهواء الطلق، ويصادف الثاني من فبراير كل عام، وهو يوم عطلة رسمية .
أرى أن الروح الرياضية السليمة المبرأة من التعصب والمحبة للابداع والمبدعين هي سمة ضرورية للسياسي والقائد في أي بلد،وهي ميزة ضرورية تعني أهمية البعد عن الحدة والخشونة ونزعة الظلم والغطرسة والتعالي .
التقيت الشيخ تميم وجها لوجه للمرة الأولى خلال فترته رئاسته اللجنة الأولمبية القطرية وذلك بعد اجتماع رياضي دولي في الدوحة قبل سنوات عدة .
قمت بتقديم زميل صحافي من إذاعة مونت كارلو الدولية كان يزور الدوحة ، وكنت مراسلا للاذاعة الفرنسية في الدوحة ، قلت للشيخ تميم ان الزميل يأمل ان تتيح له فرصة ليسألك بعض الأسئلة عن الاجتماع فرحب ، وكان أسلوبه في التعامل مع الصحافي مؤشرا الى روحه الرياضية السمحة ودماثة خلقه وتواضعه الجم .
في هذا السياق أحيي مجددا بنات وأبناء المغرب، والقطريين والمقيمين في قطر من كل الجنسيات العربية والأفريقية والآسيوية وغيرها الذين آزروا(الأسود).
مشهد من غنوا ورقصوا ودعموا المنتخب المغربي على المدرجات عكس لوحات جميلة ونابضة بالحيوية والحب و ستظل علامات مميزة في (مونديال المفاجآت السارة) كما وصفته في أيامه الأولى .
(مونديال قطر) أكد أيضا حقائق بينها وحدة المشاعر بين الشعوب العربية والأفريقية ،اذ أن نسبة كبيرة من العرب هم أفارقة.
مناخ الدوحة -وهو مناخ للتنفس الطبيعي في الهواء الطلق – أبرز تلك القواسم المشتركة التي تظهرها وتقويها الانتصارات، ليسود الفرح، والبهجة وترتسم الابتسامات على الوجوه والشفاه ، ليحل كل هذا محل الهزائم والأحزان والمواجع والتعاسة في خارطة الوجود العربي والأفريقي،الزاخر بالمبدعات والمبدعين.
لندن – ١٠ ديسمبر ٢٠٢٢
modalmakki@hotmail.com